TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > بسبب الإفلاس خطف الطفل البريء!

بسبب الإفلاس خطف الطفل البريء!

نشر في: 24 مارس, 2013: 09:01 م

منذ مولده من حوالي ثلاث سنوات تعلق به الجميع كباراً وصغاراً نظراً لما يتمتع به هذا الطفل من جمال وبراءة تجعل كل من يراه يتعلق به حباً ... نشأ (م) وسط أسرة كبيرة تضم الأشقاء والأعمام والعمات ويرعاهم جميعا (الجد) وهو رب الأسرة الكبيرة الذي ترك عمله كمه

منذ مولده من حوالي ثلاث سنوات تعلق به الجميع كباراً وصغاراً نظراً لما يتمتع به هذا الطفل من جمال وبراءة تجعل كل من يراه يتعلق به حباً ... نشأ (م) وسط أسرة كبيرة تضم الأشقاء والأعمام والعمات ويرعاهم جميعا (الجد) وهو رب الأسرة الكبيرة الذي ترك عمله كمهندس زراعي واتجه إلى زراعة أرضه وتربية الماشية ورعايتها، ويوماً بعد يوم كبرت مساحة الأرض وزاد نشاطه الزراعي ... كان (م) يلعب كعادته أمام منزل جده بقضاء بيجي الذي يعرف كل سكانه بعضهم البعض ... كل من يمر أمام منزل الأسرة يقف لحظات يداعب الطفل الصغير ويبادله القبلات وقد اعتاد الجميع على وجوده الدائم وهو يلعب يوميا مع أقرانه من الأطفال .. وفجأة اختفى الطفل من المنزل لم يعد يسمع له صوت ... سكتت ضحكاته ... لم يعتد من في البيت على غياب (م)، بحثوا عنه داخل المنزل فلربما يكون مختبئا في أي مكان هنا أو هناك ولكن لم يعثر على أثر ... خيم الصمت على كل من في البيت . وأخيرا أصدر الجد أوامره للجميع بأن يبحثوا عنه في كل مكان بالقضاء والشوارع المجاورة ووزعوا أنفسهم إلى مجموعات عمل ... أحدهم توجه للمحال القريبة التي تبيع النساتل والحلوى وآخر لمنزل الجيران وآخر للطريق الرئيسي ... تحولت المنطقة كلها لفرق بحث تجوب الشوارع والطرقات لعلها تعثر له على أثر، وأخيرا همس شخص في أُذن الجد وأخبره بأنه رأى حفيدة بصحبه أحد الأشخاص الذي رآه أكثر من مرة يتردد عليهم بمنزل العائلة ! ظل الجد يبحث في المترددين عليه وهويتهم حتى نجح أخيرا من تحديد شخصيته ... ووجد الجد نفسه أمام علامات استفهام عديدة مطلوب منه تفسيرها منها كيف قام هذا الشخص وهو شريك له في الفترة الأخيرة في استدراج الطفل خارج المنزل ... وما هو الدافع وراء ارتكابه تلك الجريمة ؟ والى أين توجه به ؟

حمل الجد هذه التساؤلات وتوجه إلى مركز شرطة بيجي وأخبر المدير بتفاصيل الاحداث السابقة وأقوال الشهود الذين أكدوا خطف حفيدة ... تم تدوين أقوال الجد وتحديد أوصاف الطفل المخطوف والملابس التي كان يرتديها بدقة وأيضا أوصاف المتهم ... وعلى ضوء المعلومات التي توفرت للشرطة تقرر تشكيل فريق للعمل بسرعة ، حيث تحركت مجموعة من مراتب الشرطة وضابط التحقيق إلى مدينة بلد حيث تقيم أسرة المتهم ،ومن خلال جمع المعلومات عن المتهم وأسرته توصلت الشرطة إلى أن المتهم توجه إلى بيت أحد أصدقائه في منطقة الدجيل ... فتوجهت مفرزة على الفور إلى منزل الصديق، وبمواجهته بالمعلومات المتوفرة اعترف لضابط المفرزة بقيام المتهم (ع) بزيارته مع الطفل وأدلى بأوصاف الطفل الذي كان بصحبته، وهنا شعر الضابط بحالة من الارتياح لشعوره بعدم تعرض الطفل لأي خطورة ... بعدها أصدر المدير  تعليمات سريعة بتوجه فريق العمل إلى قرية قريبة من بلد للقبض على  المتهم وبصحبته الطفل فمن المؤكد انه سيتوجه إلى هناك ... وبالفعل عندما داهمت منزل أسرة المتهم في القرية ...  كانت مفاجأة للجاني حيث فوجئ بالمفرزة وهي تداهم المنزل وتلقي القبض عليه ،وتم العثور على الطفل الذي كان لا يدرك ما يحدث حوله ، عادت المفرزة في فجر اليوم التالي إلى شرطة بيجي حيث استقبلت من الأهالي وأهل الطفل (م) بالهلاهل وقدموا لهم التهاني على سرعة إعادة الطفل المخطوف الذي احتضنه جده وبكى وهو يقبله ويثني على إجراءات الشرطة السريعة .. وفي مركز الشرطة اعترف (ع) بواقعة خطف الطفل (م) والسبب  الذي دفعه إلى ذلك هو انتقامه من جده الذي كان شريكه في زراعة محصول البطاطا الذي حمّله خسارة محصول البطاطا وموت بعض العجول ... حيث استقطع منه المبالغ دفعة واحدة مما عرضه للإفلاس ... وأضاف المتهم بأنه استدرج الطفل من المنزل بحجة شراء نستلة له من احد الدكاكين القريبة ،وفي الطريق قرر أن يهرب بالطفل حتى يستجيب جده له ويطالبه بفدية تعوضه عن الخسارة التي تعرض لها  من الديون التي ترتبت عليه لمعرفته السابقة بحب جميع أفراد الأسرة وتعلقهم بـ(م) ... وبالفعل توجهت بسيارتي إلى مدينة بلد، بعدها أتيت إلى قريتي مع الطفل ... أحيل المتهم إلى المحكمة بعد أن صدقت أقواله قضائيا أمام قاضي التحقيق . ولا تزال القضية حديث أهالي القضاء لحد الآن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram