TOP

جريدة المدى > اقتصاد > مهن قديمة تندثر بسبب تطور الحياة وأخرى تسلك طريق الزوال جراء منافسة المستورد

مهن قديمة تندثر بسبب تطور الحياة وأخرى تسلك طريق الزوال جراء منافسة المستورد

نشر في: 24 مارس, 2013: 09:01 م

تطور الحياة وتعقيدها فتح الباب على مصراعيه على بعض المهن وهددها بالانقراض ، وفرض معادلة بقاء بعض المهن وزوال بعضها الآخر ، فمنهم من تقبل الأمر وواكب العصر مع المتغيرات ، ومنهم من بقى يتفرج على مهنته وهي تندثر إمام عينيه ويطويها الزمن ، وبعض آخر تلقى

تطور الحياة وتعقيدها فتح الباب على مصراعيه على بعض المهن وهددها بالانقراض ، وفرض معادلة بقاء بعض المهن وزوال بعضها الآخر ، فمنهم من تقبل الأمر وواكب العصر مع المتغيرات ، ومنهم من بقى يتفرج على مهنته وهي تندثر إمام عينيه ويطويها الزمن ، وبعض آخر تلقى الضربة القاضية وتضرر من دخول المستورد وأصبح لا يستطيع المنافسة،  للتفاوت الواضح في الأسعار بين المحلي والمستورد وعلى مختلف الأصعدة،  فالمهن المحلية شبه مندثرة في أغلب مناطق بغداد.
يقول محمد حمزة (نداف ) في حديث للمدى "العمل شبه متوقف حيث لا نستطيع مجاراة الأسعار المنخفضة التي فرضها المستورد الصيني فالفرش والأغطية أسعارها تتناسب مع دخل الفرد، إضافة الى مقومات المهنة باتت عالية مثل الكهرباء.
بينما تؤكد المواطنة أزهار الخزرجي أن انخفاض أسعار المواد المستوردة لم يترك لنا خيار اللجوء الى المنتج المحلي ،فاللحاف بعشرين ألف دينار مع فرشة سرير ووجه مخدة عدد 2 ،تغنينا عن التجهيز عند الندافين إضافة الى الوقت المستغرق للعمل والسعر ضعف اللحاف الجاهز . وأما بالنسبة الى مهنة تصليح الأجهزة الذي يعد من أهم المهن التي شارفت على الانقراض يقول مكرم عبد الكريم مصلح كهربائي لـ" المدى: إن كلفة صيانة سعر الجهاز يكون على أقل تقدير بمئة ألف دينار و سعره في السوق 150 ألف دينار فعند مقارنة هذه الأرقام يفضل المواطن الشراء على التصليح وهذا ماحال دفعنا الى إغلاق محالنا .فالاجهزة الكهربائية تعمل بنظام الاستعمال مرة واحدة وهذا ما يؤكده من خلال حديثه المواطن احمد توفيق بأن في كل بيت على اقل تقدير ثلاثة تلفازات ، وفي كل تلفاز هناك ضمان ،فعند عطل الجهاز يبدل أو يركن جانباً ويشترى غيره، ولا يؤتى به الى المصلح فالجديد أرخص من الصيانة .
أما الساعاتي عادل سعدون يشير الى وجود  مئات الأنواع من الساعات في السوق ، وبالرغم من أنها رخيصة إلا أنها رديئة الصنع ،فتكلفة إبدال البطارية يساوي سعر ساعة جديدة و بالتالي لم يعد الناس يصلحون ساعاتهم بل يستبدلونها كلما احتاجوا "فاليوم نعاني من قلة الزبائن بسبب كثرة الساعات المستوردة وعزوف الكثيرين عن إصلاحها لسهولة استبدالها.
ويرى المواطن مصطفى ضياء بأن عقارب الزمن لم تغير في أشكال الساعات بل طالت في انقراض حامليها  كأداة  تبرز مكانته الاجتماعية إضافة الى ساعات الموبايل التي أغنت المواطنين عن ارتداء الساعات فأنا أملك ما يكفي من الساعات ومن أرقى الماركات إلا انني يتعذر عليه ارتداؤها فأصبحت كما يقول لا حاجة لها بوجود ساعات الموبايل  .
بينما بالنسبة الى الاسكافي علي الخفاجي فيوضح الناس يلبسون الأحذية الجاهزة والرخيصة في الوقت الحاضر ، وعندما يتعرض الحذاء الى التمزق يشتري حذاء آخر من السوق بخمسة آلاف دينار، بينما لو جاء ليصلحه يكون ثمن تصليحه اقل ثمناً وهو ألفين أو ثلاثة آلاف دينار ،إذن من الأفضل له أن يشتري حذاء .فالاسكافي من المهن البسيطة التي مازالت موجودة في المناطق الشعبية، هذا ما يوضحه لنا المواطن حسام المحمداوي بالقول بات الاسكافي في الوقت الحالي يستمد قوته من الأحياء الفقيرة وكادت تنعدم في الأحياء الراقية فالجلود المستوردة رديئة المنشأ وذات سعر غالٍ تدفع بعضهم الى التصليح دون الشراء فالصناعة الرديئة من الجلود تغني بعضهم عن الشراء .
محمد البنجرجي كان مسك الختام حيث يقول " باتت إطارات السيارات لم تعد من أولويات الأمور المهمة في عملنا فالكثير من السيارات المستوردة والحديثة التي لها اثر كبير على دخل البنجرجي ،فكلما احتاج صاحب العجلة بدّل إطاراتها الأربعة وبذلك يتم الاستغناء عن تصليح الإطارات ومن خلال حديثنا مع البنجرجي توجه احد زبائنه المواطن إياد الكروي بتوضيح بأن كل منطقة كادت تخلو من محال البنجرجية وذلك بسبب عزوف أصحاب السيارات الحديثة عن تصليح الإطارات ، حيث معظم البنجرجية يخجل من اخذ 500 دينار لتعبئة هواء إطار السيارات فقط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي
اقتصاد

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي

بغداد/ المدى أعلنت وزارة النفط، اليوم الجمعة، تخفيض وتقليص صادرات العراق من النفط الخام وتقليل استهلاكه المحلي. وذكرت الوزارة في بيان، تلقته (المدى)،: "تماشياً مع التزام جمهورية العراق بقرارات منظمة أوبك والدول المتحالفة ضمن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram