لا أظن أن الآخرين أكفأ من هوشيار زيباري في تمثيلنا إلى القمة العربية الجارية أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة، لكنني مع ذلك أظن ان مقاطعتنا القمة على مستوى رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء لم تكن حكيمة. والأغلب لو أن الرئيس جلال طالباني كان معافى الآن لارتأى أن نشارك في هذه القمة على أعلى مستوى، فهو كما عرفناه رجل براغماتي، والبراغماتية ليست عيباً، بل هي من القواعد الأساس للعبة السياسية.
الدورة المنقضية للقمة العربية كانت برئاستنا، وكان من الواجب أن نسلّمها الى خلفائنا (القطريين) على مستوى رئاسة الجمهورية، أو أقله رئاسة الوزراء.
أعرف ان وراء القرار بعدم ذهاب نائب الرئيس أو رئيس الوزراء الى قمة الدوحة سببين، الأول تطبيقاً للتقليد البائد: العين بالعين والسن بالسن، فأمير قطر وكذا رئيس حكومته لم يحضرا الى بغداد في قمة العام الماضي، وها نحن (أقصد حكومتنا أو بالأحرى رئاستها) نردّ على "التحية" القطرية بمثلها. والسبب الآخر ان قطر متهمة بالتدخل في شؤوننا الداخلية بدعمها جماعات وشخصيات مناهضة للعملية السياسية ولرئيس الوزراء، وحتى منظمات إرهابية.
العين بالعين والسن بالسن ليست قاعدة سليمة في السياسة الحديثة، لأنها يمكن أن تفضي بمطبّقها الى الخسارة وبخاصة اذا كان ضعيفاً، ونحن الآن طرف ضعيف في المعادلة الإقليمية والدولية، نتيجة لضعفنا الداخلي، فيما قطر قوية برغم صغر حجمها الجغرافي. قد لا يُرضي هذا الكلام بعضنا، بل قد يُزعجه ويستثيره، لكن هذه هي الحقيقية. ونحن ضعفاء الآن لأسباب موضوعية معروفة، والأكثر لأسباب ذاتية معروفة أيضاً أوجدناها بأنفسنا وصنعناها بأيدينا، وسنظل ضعفاء طالما ظلت عمليتنا السياسية عرجاء وعوجاء وعوراء وتمشي الى الخلف. وهذه العملية السياسية ستظل على هذي الحال طالما بقي المتحكمون بها هم هؤلاء "السياسيون" الذين حققوا لنا على مدى عشر سنوات الفشل تلو الفشل.
اما التدخل القطري في شؤوننا الداخلية فأمر لا ريب فيه، وهو جزء من تدخل هذه الدولة الصغيرة القوية في شؤون بلدان عدة.
كانت مقاطعة قطر وسائر دول مجلس التعاون الخليجي قمة بغداد (باستثناء الكويت التي حضر أميرها) أمراً معيباً... لا شك في ذلك، وهو أمر يندرج في خانة التخلف وليس التحضر، بدليل ان الدول المتحضرة، كدول الاتحاد الأوروبي، لا تقاطع الاجتماعات والمؤتمرات الجماعية مهما اشتدت خلافاتها وتباينت مواقفها. نحن العرب، وعموم المسلمين، متخلفون ومن علائم تخلفنا تصرفاتنا الصبيانية، ومنها سياسة المقاطعة.
أظن انه كان من الأصلح لنا أن نحضر قمة الدوحة وأن نستثمرها لتعيير زعماء دول الخليج بمقاطعتهم قمة بغداد، وللوم قطر عن تدخلها في شؤوننا.
لو كنّا فعلنا هذا لخدمنا قضيتنا على نحو أفضل، ولصفّق لنا كثيرون بمن فيهم شعوب هذه الدول التي أظن انها كانت ترغب في حضور زعمائها قمة بغداد.
لماذا قاطعنا قمة الدوحة رئاسياً؟
[post-views]
نشر في: 24 مارس, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
سناء
أسألك بس سؤال هل انت مؤمن بالقمة العربية أسأل مظفر النواب يا كاتب يا فهيم