إننا نسعى إلى عصر جديد من البناء السريع- مرحلة ، حيث بإمكاننا السفر في إجازة نهاية الأسبوع ونعود لنجد ناطحة سحاب جديدة على الطرف الأخير لحديقة دارك. ففي الهند تم بناء مجمع لشقق مؤلف من 10 طوابق في زمن قياسي وهو 48 ساعة، وكذلك الأمر في الصين التي تسج

إننا نسعى إلى عصر جديد من البناء السريع- مرحلة ، حيث بإمكاننا السفر في إجازة نهاية الأسبوع ونعود لنجد ناطحة سحاب جديدة على الطرف الأخير لحديقة دارك.

ففي الهند تم بناء مجمع لشقق مؤلف من 10 طوابق في زمن قياسي وهو 48 ساعة، وكذلك الأمر في الصين التي تسجّل بدورها أرقاماً قياسية في سرعة الإنجاز في ميادين الإعمار.

إن الخبراء يؤكدون على سلامة طريقة البناء هذه، مع أنها قد تخلق مظهراً لا يتفق مع أسلوب بناء الحي الذي ارتفعت فيه فجأة، فالمجمع الذي شيّد مؤخراً في الهند- ضواحي البنجاب صنعت جدرانه من رغوة البوليوريثين، وهي طريقة ليست مثالية ولكنها قد تكون مناسبة للهند، حيث أزمة سكن حادة، ويقول مهندس المشروع، انه من الممكن في المستقبل بناء منزل في خلال 20 ساعة فقط.

إن الشركة التي قامت بإنجاز ذلك المشروع أعلنت أن 70% من البناء يتم في المصنع، ولكن شركة صينية قادرة على إنجاز 93% من إنشاء ناطحات سحاب كاملة في عطلة نهاية الأسبوع !

وكانت الشركة الصينية قد  أنشأت فندقاً ذا 51 طابقاً في مدينة جانغشا في خلال ستة أيام فقط، وقد افتتح قبل شهر.

ويقول أحد المسؤولين عن البناء بسرعة لتفادي الأيام الممطرة ، وهناك سبب آخر وهو المال.

وقد تمت تجربة المباني الجديدة عقب ثاني أكبر زلزال حدث في الصين وسجل مقاومة بـ 9 درجات، ولكن ماذا عن المخاطر التي يتعرض لها البناء عبر السرعة في العمل، فيقول المسؤول ليست هناك أجواء عمل جيدة أفضل مما موجود عندنا.

وتطمح هذه الشركة في بناء أعلى ناطحة سحاب في العالم تناطح السحاب، وتقول إن بإمكانها الانتهاء منها في ستة أشهر فقط.

وكان بناء (برج خليفة)، في دبي قد استغرق خمسة أعوام –وهو يعتبر أطول مبنى في العالم في الوقت الحاضر.

لقد تطور البناء وطرق الإنشاء، وأصبح أمراً اعتيادياً رؤية مبانٍ ترتفع فجأة في غضون أسابيع، وهناك مطاعم تصل إلى الأماكن المخصصة لها. وهي عبارة عن مجموعة جدران، ثم تتم عملية ربط الأجزاء ببعضها في ساعات، وكذلك الأمر في ما يخص معسكرات شاسعة المسافات للجيوش وكذلك قواعدها.

إن العلم يتقدم، ومع ذلك علينا الانتباه إلى أن تلك المباني التي نتحدث عنها قد تكون تفتقد المتانة والشروط اللازمة لسلامة المواد التي تشيد بها.

وقد حدث ذلك الأمر فعلاً، عندما استخدمت الطرق السريعة في البناء، وذلك في مرحلة الستينات، حيث انفجرت مشاريع البناء الحديثة، وبدأ المحافظون والعمال منافسة  بين من يشيّد أكبر نسبة من الشقق السكنية.

وحدث الأمر نفسه في نيوكاسل (بريطانيا)، عندما اكتشف الخبراء، مساوئ عديدة لمبنى جامعة نيوكاسل، وكذلك الكارثة التي حدثت لمشروع الإسكان الكبير في بريطانيا عام 1989.

ويبدو أن العالم ينسى تلك الدروس من عمليات البناء، ويقول أحد الخبراء "فيما أن   أشكال الهندسة المعمارية جيدة أم أن المهندس يمزج ما بين تقنية البناء والأسلوب الفني، ليس هناك أسلوب واحد ينطلق على  أشكال البناء كافة، فلكل مبنى طريقته في التشييد.



عن: لوس أنجلس تايمز