أثارت "فتوى" نسبت لأحد الشيوخ، تبيح "جهاد النكاح" في سوريا، المجتمع التونسي، حين استجابت بعض الشابات للنداء، وسافرن إلى سوريا لإشباع غرائز المجاهدين، بالزواج من أحدهم لبضع ساعات، ثم الانفصال عنه، لإتاحة الفرصة لمجاهد آخر، لممارسة البغاء مع فتوى دينية تبيحه، وبعقد مكتوب، لا يتضمن أي حقوق ناجمة عن الزواج، سواء للمرأة أو الرجل، وأثارت الفتوى التي أنكرها مطلقها في وقت لاحق، ولكن بعد أن اقتنعت بها الكثيرات، جدلاً شارك فيه حتى وزير الشؤون الدينية، الذي رفضها قائلاً إنها لا تُلزم الشعب التونسي، ولا مؤسسات الدولة، ومشدداً أنها مصطلحات جديدة غريبة على البلاد، مطالباً باستناد الفتاوى على مرجعيتها العلمية والمنهجية والموضوعية.
الفتوى العجيبة بالتأكيد، لا علاقة لها بالدين، وهي ليست أكثر من تنفيس عن هوس مرضي بالجنس، حدّ إقحامه "بفريضة الجهاد" وكأن الذاهب إليه، كان فقط يفكر بماخور يمنحه المتعة، حتّى إن هناك خبراً نتمنى أن يكون كاذباً، مفاده أن شاباً تونسياً، أقدم على تطليق زوجته بعد سفرهما إلى سوريا، لـيسمح لها بالانخراط في جهاد المناكحة مع المجاهدين هناك، ولا ندري إن كان يقبض مهرها عند كل زواج، أو يحتسب ذلك إسهام في المعركة المقدسة التي نذر روحه لها، ولعل ذلك يعود بحسب بعض المحللين، إلى التأثر الشديد من عدد من الشباب التونسي، بالشيوخ السلفيين في الخارج، وحيث يبدو أن هذه الفتاوى تأتي لتشجيع الجهاديين على الإقدام على الحرب، وعدم عزوفهم عنها، وليكون فكرهم مركزاً فيها، بعيداً عن التفكير في الغرائز، التي قد تفقد المقاتل تركيزه، لذلك تتم مؤازرة جهدهم، حسب مصدر الفتاوى، بتزويجهم ولو لساعات من فتيات مراهقات.
أحد الباحثين في شؤون الجماعات الإسلامية، وما أكثرهم هذه الأيام، رجّح أن يكون المقصود بهذه الفتوى، الفتيات السوريات حصراً، واللواتي يمكنهن "مؤازرة" المجاهدين، عبر الزواج بهم لساعات، وفي ذلك امتهان لكرامة المرأة السورية، التي يجري تشويه صورتها، وعدّها مجرد وعاء لإشباع رغبات "المجاهدين" الجنسية، وتسمية ذلك " جهاداً" باعتبار أن الأنثى غير قادرة على حمل السلاح والقتال، فيما لو فكرت بالجهاد، وفيه أيضاً تشويه لصورة المقاتلين، بإظهارهم مجرد جوعى للجنس، يبحثون عنه عن طريق الجهاد.
إعلام النظام السوري انتهز الفرصة، وهو يروج أن الفكر الوهابي يقف خلفها، باعتبار أنها تمكن المقاتلين من حقهم الشرعي بالمعاشرة، وهو ما يزيد من عزائمهم، ويرفع من معنوياتهم القتالية، ويزيد في استغلاله بالقول، إن هناك من يروج للفتوى في المناطق التي سيطر عليها المقاتلون الإسلاميون، من خلال حث الفتيات على هذا الجهاد، واعتباره أفضل وسيلة لجهاد المرأة ضد النظام السوري، وذلك وفق الصيغ الشرعية التي تمنح القائمة به حق دخول الجنة، وفي المقابل، فإن بعضهم يتهم النظام الإيراني بإصدار الفتوى باسم رجل دين سعودي، لتأكيد تدخل السعودية في الشأن السوري، ولتشويه صورة المقاتلين "السنة" ضد النظام "العلوي".
وبعد، فإن الفتوى المثيرة للجدل، أعادت إلى الذاكرة أغنيةً وطنيةً لأم كلثوم تقول فيها
" يا مجاهد في سبيل الله ده اليوم اللي بتستناه "
فهل تتحول هذه الأغنية إلى نشيد، يكون أيقونة المجاهدين، يفتتحون به صباحاتهم، أو ينشدونه يومياً قبل النوم مع الزوجات المجاهدات.
جهاد وجنس؟
[post-views]
نشر في: 27 مارس, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
مامون
الاستاذ الكبير حازم المبيضين اشكرك على مقالك هذا وجميع هذه الفتواى صدرت عن متخلفين لا يمثلون الدين وحتى صور البنات التي ظهرت توحي انهن متخصصات بالبغاء وليس الجهاد ولا يعرفن الاسلام من قريب او بعيد مثل الذين اصدروا الفتاوي ارى على كل شيخ يفتي بجهاد المناكه