متحدث رسمي باسم إحدى الوزارات المهمة في الحكومة الحالية المعروف لدى الإعلاميين بأن هاتفه مغلق على الدوام ، أو خارج التغطية ، جعل صوره بأجحام كبيرة في العديد من ساحات وتقاطعات العاصمة كجزء من حملته الدعائية لخوض الانتخابات المحلية ، وللمرة الثانية يخوضها ليحصل على مقعد في مجلس محافظة بغداد ، ليشارك مع زملائه الآخرين في إعمارها ، وانتشالها من قائمة المدن الأسوأ في العالم .
صور المرشح تكلمت أكثر من صاحبها المتحدث ، ويؤكد هذه الحقيقة أكثر من إعلامي فشلوا في الحصول على تصريح منه حول قضية تخص وزارته ، والصورة ليست كافية للكشف عن برنامج المرشح الملصوم أي المصر على السكوت والصمت في كل الأحوال والظروف ربما بسبب الخوف أو التعرض لأزمة نفسية حادة ، أو الشعور بالفشل عندما صدمته نتائج الانتخابات المحلية السابقة .
الجيل السابق من العراقيين ، استذكاراً لسنوات الرفاه والاستقرار قبل نشوب الصراع بين القوى السياسية ، وقبل أن يسيطر العسكر ثم الحزب الواحد على السلطة، كانوا يؤرخون تلك السنوات بقولهم " يوم كان الدينار يحجي ، والدرهم يومية الطالب الجامعي " والقول بقدر تعبيره عن الأسف العميق لتغيير الأحوال نحو الأسوأ، يشير إلى إمكانية سماع صوت الصورة ، واستنادا إلى هذه الحقيقة ذهب المهتمون بفنون البصريات إلى تأكيد وجود لغة للصور والعلامات بصياغة خطاب مرئي استخدمته السينما والعروض المسرحية الجديدة المعتمدة على الضوء والحركة لإيصال خطابها للمشاهد .
في خطوة لإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع ، وفي إطار حرص الدول المتقدمة على تقديم أفضل الخدمات لمن يعاني فقدان حاستي السمع والنطق ، استعانت الفضائيات بمن يجيد لغة الإشارة ليقدم نشرة الأخبار لفئة معينة ترغب في معرفة الاحداث وما يدور في العالم بدءاً من الكوارث والنزاعات المسلحة وانتهاءً بآخر عروض الأزياء في باريس ، وأخبار المشاهير .
المرشح صاحب الصورة لم يضع في حسابه أصوات الإعلاميين لعلمه المسبق بأنهم لم يصوتوا لصالحه لقطعه حبل المودة معهم ، بإصراره على الصمت ، وخياره هذا قد يكون صحيحا من وجهة نظره ، فالصورة أبلغ من الكلام كما يقال ، وربما راهن على أصوات أبناء العشيرة وموظفي الوزارة ، وإصراره على خوض الانتخابات للمرة الثانية يشير بصورة لا تقبل الشك إلى انه مستعد لخدمة أبناء بغداد باستثناء الإعلاميين المطالبين بأن يتكرم عليهم بتصريح فتجاهلهم وجعلهم على الشحن لحين مراجعة الجهات العليا صاحبة القرار .
لصاحب الصورة المتحدث الصامت كل التوفيق في الحصول على مقعد في مجلس محافظة بغداد ، لأنه سيجعلها تتفوق على العاصمة اليابانية طوكيو ودبي عندما تتوحد برامج المرشحين الفائزين وتتضافر الجهود الخيرة وبهمة القائد وعزم الجماهير السائرة خلفه تحت رايته الخفاقة في سماء الأمة العربية ، يا محلى الصورة بعون الله ، وربطت بالدوبارة .