TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نسمع جعجعة، فأين الطحين؟؟

نسمع جعجعة، فأين الطحين؟؟

نشر في: 31 مارس, 2013: 09:01 م

تحتدم المنافسة على الترشيح للانتخابات القادمة ، بكيل الوعود ، والتفاخر بالأنساب والألقاب ، وهدر الأموال للترويج ، وزيارات المدارس ، وإقامة الولائم ، و..و.. فماذا يبتغي الطامح  من هدر الأموال والجهد ؟؟

هل يبتغي خدمة المواطن ؟ وإعلاء شأن الوطن ؟!

هراء ... هذا هو الجواب الجاهز الناجز على ألسنة المواطنين المسحوقين ، وطي ضمائر كثير من المتربعين على عرش المسؤولية .

صار الشك يقينا ، إن هذا التكالب والسباق المحموم على نيل قضمة – ولو قضمة-- من كعكة السلطة ، هو الغاية والأمل المرجى للغالبية العظمى من المرشحين ،، لما يوفره الفوز – لو تحقق – من مكاسب وامتيازات ، لا يحلم بها نواب ووزراء أكثر الدول غنى واستقرارا .

تذكر البيانات المعلنة _- والخافي أعظم – إن راتب النائب هو ( 22) ألف دولار شهريا ، وحسابها بالدينار العراقي يصيب المواطن العادي بالصعقة . فإذا ما أضفنا إليها مخصصات السكن ، ورواتب أفراد الحماية ، ومخصصات الخطورة ، والتنقل ، والراتب التقاعدي البالغ ثمانين بالمئة من الراتب الاسمي ، والإحتفاظ بالجوازات الدبلوماسية _ وامتيازاتها الجمة – حتى بعد تركهم المنصب . و..و.. أدركنا السر الدفين الكامن خلف النوايا .

عبر إحصاءات متداولة على المواقع ، نعرف أن النائب يكلف ميزانية الدولة العراقية ألف دولار في الدقيقة الواحدة ، فاحسبوا كم دقيقة في الساعة الواحدة ، وكم ساعة في اليوم الواحد ، والمفارقة المحزنة أن بعض النواب لم يحصل على الأصوات المطلوبة ، فجرى اختياره بشفاعة من هذا الكيان ، أو تلك الكتلة .

ثمة اقتراح متواضع ، أسفحه على الورق ، عله يجد منفذا لتطبيقه :

ماذا لو جعلنا راتب النائب يعادل راتب موظف عادي ، أو راتب أستاذ جامعي ؟؟ ماذا لو جردنا النائب من امتيازاته المادية الخرافية ، المتعددة الأسماء والمسميات ؟ كتحجيم راتبه الحالي، وخفض نسبة  راتبه التقاعدي ؟ وتقليص أو حذف رواتب طاقم حمايته ، ورفع مخصصات الخطورة ،  واقتصار حمله لجوازه الدبلوماسي على مدة خدمته الفعلية  .

ترى ،، هل سيكون الترشيح بهذه الكثافة والتكالب والضراوة؟

أغامر بجواب نفسي منطقي : لا .. لا..

عندئذ ، سيعرف المزيف من الحقيقي :  الشبه من الذهب الخالص ، الفحمة من الماسة ،

عندئذ ، ستكون الساحة ملعبا ، لعمل وطني حقيقي , شبه تطوعي ، لمواطن يرشح وملء  عينيه وطن ممزق يتوق لرتق شقوقه ، ملء صدره هموم مواطن تاق لتذوق العسل ، فبشم بباقات بصل ، مرشح لا يسعى لمنافع  مجانية ، ولا تطلبا لوجاهة وأبهة فارغة ، ولا انتظارا لامتيازات خرافية ، لم تراوده حتى في الأحلام .

صدقوني .. لن يتقدم للترشيح إلا قلة قليلة من أهل العلم والنزاهة والتقى ، من علماء يرون التكسب من العلم والتعليم عيبا ومثلبة . من مثقفين باتوا على الطوى والفاقة ، الذين فضلوا شبع الذهن والقلب والضمير على ورم المحفظة وتخمة الرصيد ...

أدري ،، يقينا أدري ، أنني أصيح في واد وأنفخ في رماد ، وأنني أخرق المبدأ المتوطد في عالم مترجرج الانتماءات : فالعملة الرديئة –دائما – تطرد العملة الجيدة  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram