أثيرت في وسائل الإعلام مؤخرا انتقادات موجهة إلى وزارة التعليم العالي بسبب نيتها إنشاء جامعة خاصة بالنساء. الوزارة من جهتها نفت أن يكون لديها مثل هكذا مشروع، وأكدت أنها تحدثت، فقط، عن فكرة تجميع الكليات الخاصة بالنساء ـ الموجودة فعلاً ـ في جامعة واحدة. ثم طرحت مبررات أخرى لمثل هذا “القصد” منها: تلبية رغبة شريحة كبيرة من العوائل بإنشاء جامعة خاصة بالنساء. وبعيداً عن وزارة التعليم وتبنيها أو عدم تبنيها لمثل هكذا مشروع، أريد أن أطرح الانتقادات التالية على أصل الفكرة:
أولاً: إن رغبة بعض العوائل بأن تدرس بناتها في مدارس غير مختلطة، هي رغبة غير شرعية، وعلى الوزارة أن لا تنجر، وتجرنا معها، لمثل هكذا رغبات، فأصل اختلاط الجنسين غير محرم في الشريعة الإسلامية، وإلا لمنعنا اختلاط الأطباء أو اختلاط الساسة تحت قبة البرلمان، أو اختلاط جميع الموظفين في الدولة! إنما المحرم هو بعض أنواع الاختلاط. وهو اختلاط غير موجود في الجامعات ،وإذا وجد فيمكن علاجه بطرق أخرى.
ثانياً: لا يوجد نظام في العالم يعمل وفق رغبات الجماهير، فالكثير منها إما رغبات غير ممكنة أو غير قانونية وفي بعض الأحيان غير إنسانية، وعلى الدولة أن تأخذ بالمقبول من آراء الناس، ولو خيرنا “بعض العوائل المتدينة” لرفضت موضوع تعليم النساء من أصله وطالبت بإلغاء التعليم الإلزامي، فهل نقبل بمثل هكذا رغبات؟!
ثالثاً: إذا كانت هناك رغبة بمثل هذا الفصل فهي رغبة أولياء الأمور، وهي قد تختلف وتتقاطع مع رغبات بناتهم، وهن بالتأكيد يرغبن بالاختلاط مع الذكور وفق الضوابط القانونية والأخلاقية، خاصّة إذا تذكرنا أن مجتمعنا يعاني من مشكلة عنوسة، وأن الاختلاط سبيل من سبل تجاوز هذه المشكلة.
رابعاً: إن التعليم الجامعي لا يهدف لتعليم الطلبة مواد العلوم فقط بل ويكمل إعدادهم لدخول معترك الحياة، وعلينا أن نساعد الشباب على الاختلاط مع بعضهم في مرحلة الجامعة وهي المرحلة التي تسبق الزواج مباشرة، ومن حقوق الأنثى أن تأخذ فرصتها في اختيار شريكها في الحياة، ومبدأ الاختيار لا يقوم على قواعده الصحيحة إذا طبقنا مبدأ الفصل.
خامساً: علينا أن نعي ظروف وملابسات العصر الذي نعيشه ونكيف أنفسنا لاشتراطاته وضغوطاته، والعائلة التي تخاف من الاختلاط لم تدرك بعد معنى الإنترنت وفيسبوك، وعلينا والحال هذه أن نساعد هذه العوائل على الخروج من أزمة التقوقع لا أن نحفر لها بئراَ ونساعدها في دخولها. فبعد الإنترنت لا معنى للفصل بين الجنسين؛ إذ أن فرص اختلاطهم مع بعضهم مفتوحة على مدى 24 ساعة في اليوم. فما جدوى فصلهم بالجامعات فقط؟!
جميع التعليقات 3
ضياء
الى الاخ الاعلامي سعدون .. الاسلام لم ولن يحرم ان يختلط الرجال بالنساء او النساء بالرجال ولكن ضمن ضوابط ورؤى الاسلام فهو ليس ضد ان تخرج المرأة الى المدرسة او الى المستشفى او الى العمل بصورة عامة ولكن الاول ان تحتشم ثم تنطلق الى معترك الحياة في جميع مجالات
واثق العاني
سلم قلمك اخ سعدون . انا درست ابتدائيه منذ 50 سنه وبعدها المتوسطه والثانويه وكانت كلها مختلطه رغم بعدها عن العاصمه بحدود 400 كم. اننا نرجع الى الخلف في افكارنا وتصرفاتنا لان اولياء الامر متخلفين ولايمتون الى التحضر بصله. هل يعقل ان العراق قبل 50 سنه كان اك
dr mahir
الى المدعو ضياء ماهي ضوابط الاسلام وهل نحن مجبرين للالتزام بها التزم انت بها واتركنا وحريتنا فنحن نعرف كيف نحترم المراة وليس زواج المتعة والمسفار وغيرهامن الشذوذ الاسلامي