عد الناقد ناجح المعموري رواية (القنافذ في يوم ساخن ) للروائي والمترجم فلاح رحيم واحدة من الروايات التي تتمتع باتساعها وتوفرها على شبكة واسعة من الشخوص وهي تأخذ من تاريخ العراق لعامي 2006و2007 زمنا ومن بلدان عديدة أمكنة عادا حتى عنونتها فيها خفايا وكو
عد الناقد ناجح المعموري رواية (القنافذ في يوم ساخن ) للروائي والمترجم فلاح رحيم واحدة من الروايات التي تتمتع باتساعها وتوفرها على شبكة واسعة من الشخوص وهي تأخذ من تاريخ العراق لعامي 2006و2007 زمنا ومن بلدان عديدة أمكنة عادا حتى عنونتها فيها خفايا وكوامن تتضح جليا من خلال المقدمة التي أوردها الروائي
هذا ما قاله المعموري في الأمسية التي أقامها له نادي الكتاب في كربلاء والتي قدمها الروائي والناقد جاسم عاصي الذي عد أيضا الروائي واحدا من المشتغلين في الحقل الأدبي منذ ستينات القرن الماضي والذي كان زمنا مليئا مختلفا عما كتبه جيل الخمسينات وكانوا يهتمون بالجانب الفني وأطروحات نقدية للمرحلة وخاصة بيئة الريف وان فلاح كما يقول عاصي ينتمي الى هذه المجموعة التي تعمل على خلق الأجواء الخاصة بها والمتأثرة بما يحيطها؟بالإحداث المؤثرة سياسيا واقتصاديا وهو واحد من الذين كتبوا قصصهم في هذا الجيل.
وقال عاصي ان رحيم المولود في بابل عام 1956 حاصل على بكالوريوس في اللغة الانكليزية والماجستير في الأدب الانكليزي ونشر أولى قصصه عام 1970 ترجم الى العربية 16 كتابا و70 مقالا في الأدب والفلسفة غادر العراق عام 1995 الى ليبيا وانتقل الى عمان واستقر في كندا حيث أنجز روايته (القنافذ في يوم ساخن ) في حزيران 2012
يقول ناجح المعموري إن هذه الرواية التي تقع بأكثر من 493 صفحة من القطع الكبير تتميز باتساعها وبتوفرها على شبكة واسعة من الشخصيات ذات هويات متنوعة ومتعددة فرضت عليه ان يكشف عن عناصرها الثقافية ومعارفها الخاصة وهي مهمة ليست سهلة بل معقدة لأنها تستدعي التعرف الدقيق على كل شخصية سواء منها العربية او الأوربية..وضاف ان التنوع في الأمكنة والشخوص هو الذي وضع مسؤولية صعبة بنائيا لأنه ليس المهم ان تحشى الشخصيات بل المهم هو التمكن من موازنة الشخصيات وفتح منافذ على الصراعات الخفية والمعلنة في الكلية التطبيقية والمكونات مختلفة ومتغايرة ومتباينة والعنصر الذكري والنسوي فيها متنوع بين العربي والأوربي أيضا..ويرى المعموري انها عمل روائي سيري مبنية على أساس السيرة ولغة السرد مستخدما ضمير المتكلم وحضور الأنا وهي مهيمنة على الذات..ويشرح المعموري شخوص الرواية ويقول ان شخصية سليم هي المهيمنة والشخصيات تبدأ من سليم وتنتهي إليه وهو شخصية مركزية تحرك الشخوص بفاعلية ..وهو ما يجعل والكلام للعموري حتى العنونة تثير إشكالية من نوع ما وسؤال لماذا القنفذ وفي يوم ساخن ويجيب ان فلاحا يتمتع ببصيرة ثقافية ومكون معرفي ودراية بالفلسفة وكل ما هو حديث في المناهج والمدارس..ويضيف ان العنونة تنطوي على كوامن وخفايا تنتج مقدمات اربع باعتبارها عتبات نصية وسيميائية..ويواصل المعموري حديثه عن الشخصيات فيقول ان شخصية شهاب التي هي شخصية الشهيد كامل شياع هي واحدة أيضا من أهم الشخصيات التي استطاعت ان تفرش لها مساحة واسعة من التأثير على المتلقي رغم عدم تمتعها بمدونة واسعة مثل الشخصيات الباقية إلا ان صفحات ذكرها مشحونة وتفضي الى مرحلة سياسية وثقافية لأنه شاهد على المرحلة وأهمية هذه الشخصية تبدأ من الصفة الأولى وتنتهي في الصفحة الأخيرة وهي شخصية مدورة ومع وجود دائرة لابد من وجود نقطة في المركز وشهاب الذي هو كامل شياع هو النقطة والدائرة في هذه الرواية..ويشير المعموري الى ان الرواية عالية الشعرية ولها رموز مبتكرة وتحفل بصياغة جميلة.
ويتداخل الروائي جاسم عاصي أيضا فيقول ان الرواية بسيطة في لغتها عالية في الشعرية وفيها طبقات عميقة وهي لها مشابهة او استكمالية لروايتي موسم الهجرة الى الشمال والشرق المتوسط..ويضيف ان السارد الانا منحه القدرة والحرية على معرفة الفواصل والكوامن للشخصيات الأخرى عادا الرواية محاولة للغوص في العلاقات بين الشرق والغرب
وتداخل الروائي علي لفتة سعيد بقوله ان المعموري جعلنا نتشوق لقراءة الرواية لأننا نريد ان نبحث عن سر الجاذبية التي جعلت من المعموري يتحدث عنها في أمسية خاصة بها مثلما نبحث عن البقع المفخخة فيها وهي بقع إبداعية بكل تأكيد..