TOP

جريدة المدى > عام > أدب الطفل يتنفس الصُعداء في معرض أربيل للكتاب

أدب الطفل يتنفس الصُعداء في معرض أربيل للكتاب

نشر في: 3 إبريل, 2013: 09:01 م

بالرغم من تميز فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب المقام حالياً في كردستان العراق بجميع جوانبه واهتماماته إلا أن أدب الطفل سجل حضوراً وصفه بعضهم بأنه الأكبر على مستوى معرض عراقي وكذلك كانت هناك التقنيات الرقمية التعليمية الموجهة للأطفال حيث خصصت أجنحة

بالرغم من تميز فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب المقام حالياً في كردستان العراق بجميع جوانبه واهتماماته إلا أن أدب الطفل سجل حضوراً وصفه بعضهم بأنه الأكبر على مستوى معرض عراقي وكذلك كانت هناك التقنيات الرقمية التعليمية الموجهة للأطفال حيث خصصت أجنحة كاملة لهذا النوع من الأدب أو الثقافة قوبلت بتفاعل كبير من الجمهور الذي شكّل حماساً لكل ما من شأنه تنمية وتطوير الجوانب التربوية والتعليمية لأطفالهم.

كلّ ما هو جديد
يؤكد خالد علي من دار البشائر لكتب الأطفال المصرية أن هناك قفزات تطويرية في مجال أدب الطفل الذي يشهد كل يوم ابتكارات وأفكار ومواضيع جديدة ويقسم التعامل مع أدب الطفل الى جانب تربوي وفيه يستخدم  أسلوب القصص التفاعلية التي خدمت وبشكل مباشر أساليب التنمية البشرية وقدمتها بصورة مبسطة للأطفال وعلى شكل قصص مصورة يرينا بعضاً منها والتي تركز على قيم وجوانب نبيلة مثل حب الوطن ومساعدة الآخرين والتعاطف معهم .
وفي القسم التعليمي يبين علي أن هناك اتجاهاً قوياً لتبسيط تعليم ودراسة المناهج التعليمية مثل نطق وكتابة الحروف الهجائية وبعض الحروف الانكليزية وكذلك المسائل الحسابية مثل جدول الضرب وبعض المعادلات الرياضية الميسرة وجميعها تتم باستخدام أساليب ممتعة ومشوقة تزيد من حب الطفل للتعلم.
ويوضح علي الذي تفرغ من بيع مجموعة قصص لأحد الزبائن أن الاتجاه الحديث يرتكز على المزج الذكي بين الألعاب والأدب ويجمع بين اللعب والتعلم في شكل مؤلفات أو ألعاب وهو ما تقوم به الشركات العالمية مع مراعاة خصوصية كلّ مرحلة عمرية واحتياجاتها العقلية ومستوى تفكيرها ، مشدداً على أهمية مراعاة الرسالة التي تحتويها تجارة ألعاب وأدب الطفل فالشركات مدعوة الى القيم الإنسانية وأسس التربية الصحيحة بقدر اهتمامها بتحقيق الأرباح التجارية وهو ما يفرض مسؤولية كبيرة على هذه الشركات.
تحذيرات
مع أن اللعب وقراءة القصص هي جزء أساس من حياة وتربية الأطفال إلا أن هذا الموضوع يكون أحياناً سلاحاً ذا حدين ويحتمل إساءة استخدامه حيث يرى ياسر مندي من شركة المستقبل للنشر والتوزيع أن الأهل تقع عليهم مسؤولية مهمة في صحة اختيار اللعبة أو القصة المناسبة لطفلهم وأن يطلعوا عليها قبل شرائها لأنه ومع الأسف وصلت الى أسواقنا في السنوات الأخيرة بعض اللعب أو المؤلفات التي تحتوي على أفكار دخيلة وضارة مثل الحث على العنف أو الكراهية أو حتى التمييز وهي مفاهيم من الخطورة الكبرى أن يتعلمها الطفل في هذا العمر الحساس والخطير .
ويتفق مع هذا الرأي تماماً منار العكاشي مسؤول المعارض في دار البراق لثقافة الأطفال مبيناً أن الطفل هو اللبنة الأولى في بناء المجتمعات القوية والمتماسكة والصحيحة وهذا يحتم علينا تربيته وتعليمه وتوجيهه بصورة صحيحة الى أبعد الحدود، ويعدّ اختيار الكتاب أو اللعبة المناسبة جزءاً أساس من هذه التربية.
ويوضح العكاشي أن العديد من الدول الأجنبية منعت أو فرضت رسوماً عالية على اللعب أو الكتب التي تتضمن جوانب أو حكايات عنيفة وهو أمر لابد أن تتبعه بقية الدول لاسيما في مجتمعاتنا التي نشاهد فيها إقبالاً قوياً على الألعاب العنيفة مثل الأسلحة أو القصص التي تحتوي على نسبة كبيرة من العنف أو حتى الكلمات الخاطئة مثل عبارات الشتائم والتهكم.
ويرى العكاشي أن هناك إهمالاً وعدم اهتمام بأدب وثقافة الطفل في العراق وهي حالة مشخّصة منذ فترة بعيدة، تضاف إليها قلّة الدور والمؤسسات الأدبية والثقافية المتخصصة بالطفل معرباً عن أمله في أن يكون المعرض الحالي فاتحة خير لصفحة من الاهتمام الأكبر بثقافة الأطفال خصوصاً وأن الدورة الحالية لمعرض أربيل للكتاب تعدّ الأبرز عراقياً في هذا المجال.
رقميات الطفولة
 مع التقدم الحاصل في مجال أدب وتعليم الطفل فإن المعرض احتوى على كل ما هو جديد ومتقدم بهذا الجانب حيث انتشرت العديد من المحال المتخصصة ببيع البرامج المخصصة لتعليم الأطفال وبطرق وأساليب سهلة وجميلة وجاذبة ومنها شركة الشرق الأوسط للبرامجيات والتي انهمك مسؤول جناحها في المعرض وائل محمد بشرح توضيحي على شاشة كبيرة لعدد من زوار المعرض لمجموعة برامج تعليمية.
ويوضح محمد أن البرامجيات المخصصة للأطفال أصبحت تحتل جزءاً كبيراً ومهماً من المشهد الثقافي والأدبي الخاص بهذه الشريحة وأن هناك إقبالاً جماهيرياً عليها يقابله عمل دؤوب من شركات الإنتاج وتطوير أفضل البرامج والألعاب التي تكون بمثابة المعلم والمرشد للطفل، ويعرض لنا برامج تعليم اللغة الانكليزية والذي يحتوي على صور ومقاطع أفلام لشخصيات كارتونية مشهورة تقوم بالتفاعل والتجاوب مع الطفل المستخدم إضافة الى برامج متخصصة بزيادة معلومات الأطفال وثقافته العامة مع مراعاة المستويات العمرية والذهنية للأطفال.
ويلفت محمد الى أن الثورة الرقمية شملت وبصورة كبيرة أدب الطفل الذي أصبح في الوقت الحاضر تتوفر له مكتبة ضخمة ومنوعه من البرامج والدروس والألعاب التعليمية التي يتم تحديثها وتطويرها بصورة مستمرة لاسيما وأن التنافس التجاري يكون هو المحرك الأساس لتسابق محموم بين الشركات وتكون حصيلته إيجابية بالنسبة للطفل.
وفي ذات الاتجاه يبين فواز رحوبي من دار الشمال اللبنانية للطباعة والنشر أن المبدأ الأساس في الوقت الحالي هو تبسيط الأفكار وطرق التعليم والتربية الرقمية للطفل حيث تتم مراعاة استخدام الطفل لإمكاناته ومعارفه البسيطة في التعامل مع الوسائط الرقمية بمعنى الابتعاد نهائياً عن التعقيد والمبالغة.
ويدعو رحوبي الى ضرورة التفاعل الايجابي مع هذه التقنيات لأن التوجه التعليمي في العديد من دول المنطقة يسير نحو الاعتماد الكلي على الوسائط الرقمية في العملية التعليمية وحتى منذ المراحل الأولية باستخدام أجهزة الكومبيوتر اللوحية (الأي باد)الأمر الذي يحتم على الأسر الاستعداد المبكر لهذا النوع من التحول ومن خلال تدريب أبنائهم على التعامل المستمر مع الوسائط الرقمية.
حلقات قصصية
يلاحظ الزائر في أحد الأجنحة المخصصة لأدب الطفل وجود حلقات من الأطفال يستمعون بإنصات لمجموعة قصص تقوم بروايتها الكاتبة والشاعرة العراقية سارة السهيل التي لديها عديد كبير من المؤلفات والقصص المخصصة للطفل ، ويبدو إنصات الأطفال واهتمامهم واضحاً من خلال تعابير الوجه  وهو أمر يعود للخبرة الكبيرة التي تمتلكها السهيل في طرق وأساليب التعامل مع أدب الطفل .
وترى السهيل أن الكاتب الناجح في مجال أدب الطفل هو الذي يعرف ويتقن التعامل مع الأطفال وأن يراعي أعمارهم ومستوياتهم التعليمية مؤكدةً أن سر النجاح بالدرجة الأساس هو أن يكون الكاتب محباً للأطفال ومتحمساً للتعامل والتفاعل الحقيقي معهم.
ونترك السهيل التي تجمع حولها عدداً أكبر من الأطفال الذين يرغبون بالحصول على توقيعها وكلمات إهداء بأسمائهم على نسخ من قصصها التي تميزت بالأفكار والألوان والخطوط القوية.
انطباعات
توزعت انطباعات أولياء الأمور والأطفال بين معجب ومتحمس للمحتويات المخصصة للأطفال في حين اشتكى بعضهم من ارتفاع في الأسعار يقول عنه عمار عدنان والد الطفلة مريم بأنه اضطر الى تقليص عدد المشتريات نظراً لارتفاع أسعار الكتب والألعاب وأقراص البرامج وخصوصاً العربية والأجنبية منها ، داعياً الشركات المتخصصة بإعادة النظر ببعض الأسعار لما يعود نفعه على الأطفال .
أما حمه فاضل فلم يستطع إخفاء إعجابه وانبهاره بالتطور الحاصل في مجال ثقافة الطفل ويرينا نظارة تعمل بنظام  (3d) المستخدمة في أجهزة التلفاز الحديثة ولكن هنا تستخدم مع قصص الأطفال وتمكن الطفل من مشاهدة أشكال ورسوم في كتب القصص لا يتمكنون من رؤيتها بالعين المجردة ولم يمتلك إلا أن يشتريها أمام حماس وإلحاح ابنه دلير .
وعمدت إدارات العديد من المدارس الى تنظيم سفرات جماعية لطلابها من أجل زيارة المعرض حيث تشاهد مجاميع أطفال يرتدون ملابس موحدة ويتجولون بين أروقة وأجنحة المعرض ويستمعون الى شروحات من المسؤولين ويقتنون العديد من الكتب والألعاب مستفيدين من حسومات قدمتها لهم بعض دور النشر.ويقف الطفل فادي كريم مندهشاً ومأخوذاً بالمعروضات التي يشاهدها ويبين أن هناك تطوراً وتجديداً في الدورة الحالية غن سابقتها في العام الماضي بخصوص كتب وألعاب الأطفال التي يرى أنها بدأت بالتركيز على التعليم والتثقيف أكثر من من الإصدارات والمنتجات القديمة التي كانت تركز على اللهو والتسلية والإمتاع للطفل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

مقالات ذات صلة

في مديح الكُتب المملة
عام

في مديح الكُتب المملة

كه يلان محمدرحلة القراءة محفوفة بالعناويــــن المـــــــؤجلة مواجهتُها، ولايجدي نفعاً التسرعُ في فك مغاليقها.لأنَّ ذلك يتطلبُ مراناً، ونفساً طويلاً وتطبيعاً مع المواضيع التي تدرسها تلك الكُتــــب.لاشــكَّ إنَّ تذوق المعرفة يرافقه التشويق باستمرار،لكن الـــدروب إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram