TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حيرة آية الله بين 17 رئيساً

حيرة آية الله بين 17 رئيساً

نشر في: 7 إبريل, 2013: 09:01 م

أول انتخابات رئاسية بعد حقبة احمدي نجاد محاطة بغموض كبير في ايران. لم يبق على الاقتراع الرئاسي سوى 60 يوما، لكن لا احد يمتلك صورة واضحة. الغموض كما يفسره معلق ايراني في واحدة من صحف معارضة الخارج، يعود بشكل رئيسي الى صمت المرشد علي خامنئي. لماذا يصمت آية الله في واحدة من اصعب السنين؟
ان مصير بشار الاسد وبقاء النفط مكدسا في المخازن وشؤون اخرى موجعة، هي امور تقلق آية الله خامنئي ولا تشجعه على المسارعة الى توضيح الامور.
المرشد لم يكن في المرات السابقة صامتا الى هذا الحد، لم تكن حيرته لتمتد كل هذه الفترة. ان ضغط الخارج يبدو أقوى وأقسى. ولذلك فإن الرقابة الحكومية بدت معقدة جدا على معظم مواقع الانترنت، والاصدقاء يقولون انه بات من الصعب تصفح "المدى" وغير المدى، من طهران أو الأهواز.
الثروة تتناقص بطريقة خيالية. في عام 2011 كانت عوائد النفط نحو 150 مليار دولار، وفي 2012 تراجعت بفعل العقوبات الى 70 مليارا، اما هذه السنة فقد لا تزيد على 30، اذ لا احد يشتري بترولا من طهران المحاصرة عبر قرارات مجلس الأمن.
لقد أمضينا العقد السابق ونحن نراقب نتائج تطور صناعي مهم يحصل وكان ثمرة جهود بذلها الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني الطامح للحاق بنموذج هندي كان يمتدحه على الدوام. ومع أفول نجم الشيخ كان نجم الصناعة الايرانية يأفل ايضا، فسقطت ايران 8 مراتب على سلم صانعي السيارات في العالم عائدة الى ذيل قائمة البلدان المصدرة للمركبات، وخسرت بذلك تقاليد أرساها الشاه قبل 40 عاما، بفضل شراكة مع شوفرليت ومرسيدس.
افلاس مصانع السيارات ليس سوى وجه آخر لتلكؤ الزراعة التي تحتاج اسمدة كيمياوية صار ثمنها باهظاً. وسوق العمل تزدحم بالمزيد من العاطلين. والمدن المزدحمة تنافس الأرياف على الدفع بجزء كبير من 90 مليون ايراني نحو سيناريو جوع لم يألفوه حتى في الحرب مع العراق.
ومنذ انتخابات الرئاسة السابقة يقبع اثنان من ابرز مرشحي هذا المنصب في الاقامة الجبرية، وهما مير حسين موسوي ومهدي كروبي. لقد حلت الانتخابات الجديدة وهما رهن حبس سياسي مجحف. وليس الامر مجرد "شرخ في قمة الهرم الثوري" بين الإصلاح والتشدد، فالمعسكر المحافظ بمتشدديه ينقسم هو الآخر، بين اتباع الرئيس الحالي احمدي نجاد وفريق المرشد. لم تعد الثورة قادرة على اخفاء انقسامها الحاد، ولم يعد التهديد الخارجي كما يبدو، يساهم بشكل كاف في "توحيد الصف" كما كان يحصل طيلة عقود. ذلك ان كل شيء يتغير في الداخل، ويصعب حياة واحد من اكثر شعوب المنطقة حيوية وقدرة على الابتكار.
مشهد الانتخابات غامض، لا لأن الاصلاحيين لم يحسموا مرشحهم وهناك إلحاح على محمد خاتمي بالترشح، حتى لو كانت جراح 2009 لم تندمل بعد. بل هو غامض لان المحافظين لوحدهم قدموا 17 مرشحا لمنصب الرئيس، بين الشخصيات المعروفة فقط.
ان التذمر يتزايد، وأمام المرشد خيارات مرة وعسيرة. ولذلك فإنه كما يقول العارفون، لم يقم باختيار "رئيس الجمهورية بعد"!
لقد كان كل مرة يطلب من اتباعه اعلان التأييد لطرف ما، بين بضعة مرشحين (4 في العادة). اما هذه المرة فإن ما يريده من الرئيس المقبل غير واضح لأي احد حتى لمنوتشهر متكي وعلي اكبر ولايتي وزيرا الخارجية السابقين اللذين صارا على قائمة المرشحين، في ذروة صراع مع الخارج.
ماذا يريد المرشد؟ هل يطلب رئيسا يمكنه التعامل مع غياب مفاجئ ونهائي للحليف السوري كذراع نحو المتوسط؟ ام ان المطلوب هو رئيس يثبت دعائم "جبهة المقاومة" الايرانية استعدادا لاعتداء مفاجئ او عقوبات تتفاقم؟ او انه يفكر في رئيس قادر على احياء الحوار الايراني مع الغرب، ويتولى ضبط ايقاع اي تنازل قد تضطر ايران لتقديمه لابعاد شبح المجاعة على الاقل، عن شعبها؟
ووسط كل هذا، فإن عليه الحفاظ على قبضته قوية داخل معسكر المتشددين، الذي ينقسم بسبب صعود نجم نجاد، وهو رئيس لا يود ان يغادر دائرة التأثير بخروجه من المنصب. بل صار له تيار يوصف بأنه "منحرف" من قبل انصار المرشد، الا انه يمتلك جمهورا ونخبة في مراكز مهمة، ويحلم بدفع صهره رحيم مشائي، كرجل يستكمل مشروعه المثير للجدل في بلاد فارس.
لقد طال صمت المرشد، في اشد الازمان السياسية تسارعا. والجميع يشعرون بالقلق مما سيحصل في حزيران.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أحمد هاشم الحسيني

    ننتظر معك لنرى مآلات الأمور ويبدو أنك لم تصبح خبيرا في الشأن الإيراني بعد . وعلى أية حال فقد أخطات في :وزيرا الخارجية السابقين والصحيح وزيري كما أنك تتهرب من التمييز بين كسر همزة أن وفتحها الى ترك الألف بدون همزة وهذا ما لا يصح .

  2. salam

    الكل حائر من الموقف فى ايران وخاصة بعد الانحياز الكامل الى جانب بشار الاسد عكس ماكنا نعتقدوالمرشحون للرئاسة فى ايران لايوجد مايشير بانهم سيكونون حياديون اتجاهالمسالة السورية

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram