اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > رسائل (بول أوستر و. . ج.م.كوتزي)

رسائل (بول أوستر و. . ج.م.كوتزي)

نشر في: 9 إبريل, 2013: 09:01 م

يعتبر كتاب (هنا والآن)، وجبة خفيفة للقراء الجادين، ففي صفحاته، يناقش اثنان من ابرز الروائيين معنى الصداقة، الرياضة، حياة الكاتب، السياسة وإسرائيل وأجهزة الهاتف الخلوية، صامويل بيكيت والكومبيوتر إضافة الى أمور أخرى منها الأفلام السينمائية المفضلة والت

يعتبر كتاب (هنا والآن)، وجبة خفيفة للقراء الجادين، ففي صفحاته، يناقش اثنان من ابرز الروائيين معنى الصداقة، الرياضة، حياة الكاتب، السياسة وإسرائيل وأجهزة الهاتف الخلوية، صامويل بيكيت والكومبيوتر إضافة الى أمور أخرى منها الأفلام السينمائية المفضلة والتقدم  في السن.

ويبدو صعباً على المرء أن ما يقرأه هو مجرد رسائل متبادلة بين روائيين، إذ انها مرتبة بشكل جيد ومنجزة بصورة تبدو متكاملة تماماً.

إن الرسائل المذكورة تبدو وسيلة حضارية للحوار بين رجلين مهذبين جداً صقلتهما الحياة، ولا يوجد في الحوار بينهما أمر جديد، ولكن القارئ يحس بالمتعة وهو بصحبتهما.

والكاتب بول أوستر، معروف بثلاثيته (نيويورك، مدينة الزجاج، والأشباح) و(الغرفة المغلقة)، يعيش في بروكلين مع زوجته الروائية سيري هوستفيدث، أما ج.م.كوتزي، الحاصل على نوبل عام 2003 في الآداب والفائز مرتين بجائزة البوكر، فقد نشأ في جنوب إفريقيا، ولكنه يعيش حالياً مع زوجته الباحثة الأدبية دوروثي درايفر في استراليا، وعلى الرغم من كوننا نعيش في عصر الايميل، فان الاثنين يحرصان على التراسل عبر الصفحات المطبوعة.

والصديقان كانا في عمر الستينات، عندما بدآ تبادل الرسائل، وهما قارئان جيدان ويفكران بعمق، مع ان كوتزي يبدو أكثر تحفظاً وتواضعاً ميالاً الى الفلسفة، وبول اوستر، على العكس، يميل الى الحكايات المضحكة، فهو يتحدث عن تناوله الغذاء ثلاث مرات مع دون ديليللو، وفيليب روث، وتعكس الرسائل، قلة جاذبية اوستر، في الوقت الذي يقدم فيه كوتزي نفسه بصورة بسيطة، دون ان يذكر مطلقاً كتبه وحتى جائزة النوبل.

وكلا الرجلين يفضلان مشاهدة المباريات الرياضية، ويكتب اوستر بشكل مؤثر عن حبه للعبة البيسبول، اما كوتزي فيتحدث عن كرة القدم.

ولم يبد الرجلان مشاعر الود تجاه الذين يقدمون عرضاً عن الكتب، والاثنان يكرهان ناقداً معروفاً، ويتفقان، (ان النقاد يكتبون بشكل جيد على حساب الآخرين)، ويتفق الاثنان ايضاً ان النقاد يمتدحون لأسباب غير صحيحة، ويذمون ايضاً لأسباب غير معقولة.

ويتفق الروائيان البارزان، عبر وجهة نظرهما تجاه الكتب التي تنشر على الانترنت، ويبديان قلقهما إزاء الموضوع، ويؤكدان :ان الأحرف على الصفحة هي مجرد علامات وصور لأصوات، هي بالأصل صور لأفكار، ان الكتاب يحمل في اليد وله رائحة معينة، ويوّلد إحساسا بامتلاكه.

ويستجيب أوستر للحقيقة، والرجال الجيدون الذين يتقدمون في السن والذين يرقبون الكوميديا الإنسانية، أصحاب الشعب الرمادي الذين شهدوا كل شيء، ولن يدهشهم أي شيء ، وكما يقول ان من واجبهم محاربة التصنّع، الظلم والاضطهاد وحماقة العالم الذين يعيش فيه الإنسان، ويتفق الاثنان ان الكتابة، بعد كل شيء، تحمل معنى العطاء والعطاء والعطاء، دون تأجيل.

ولا يستجيب أوستر لهذا الموضوع بشكل مباشر، وبدلا عن ذلك يتذكر عدداً من الكتاب ومنهم ديليللو وروث وكوبر (إنهم في نهاية السبعينات او بداية الثمانينات) ومازالوا بشكل جيد، مشغولون بأعمالهم ومشاريعهم، يطلقون النكات، يتناولون الطعام بشهية طيبة وصحية.

والقارئ الذي يستمتع بقراءة كتاب (هنا والآن) فإنه سيبادر للبحث عن كتب أخرى تتضمن مراسلات بين الأدباء، انه نوع جيد من الكتب، وخاصة قبل النوم، وهناك العديد من العناوين ومنها: (رسائل نانسي ميتفورد وإيفلين وو)، من أذكى كتاب القرن الماضي، وهناك ايضاً المراسلات التي دارت بين الناقد إدموند ويلسون والروائي فلاديمير ناباكوف، والاثنان يتبادلان الآراء العنيفة ويتصفان بعناد خيالي.

عن الواشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram