لا نعتقد أن هناك اهم ما يشغل الاتحاد العراقي لكرة القدم عن مهمة منتخبنا الشبابي المتأهب لخوض واحدة من اكثر استحقاقاته الخارجية بالمشاركة في نهائيات كأس العالم للشباب المقرر ان تنطلق في تركيا بعد اقل من شهرين في حين يواجه فيه هذا المنتخب ظروفاً لا يختلف عليها اثنان واصبحت مثار جدل كونها باتت تهدد إعداده وتحضيره للمونديال.
واذا ما عدنا الى الوراء بالذاكرة ونفتح ملف مشوار المنتخب في نهائيات آسيا في الامارات ومسيرته التي سبقت تلك المشاركة نتلمس بوضوح تلك المشاركة وما سبقها من اهتمام ورعاية لهذا المنتخب بعد ان وجد اتحاد الكرة في مقدمة اولوياته رعاية منتخبنا الشبابي والأخذ بيده صوب اللقب القاري من خلال ما تم توفيره للشباب من فرص الاستعداد المثالي ونحن نتذكر العديد من الدورات والبطولات التي عمل اتحاد الكرة على زج منتخبه الشبابي فيها حتى توج بوصافة آسيا وان كان هو الأقرب ، بل أكثر استحقاقاً لنيل لقب آسيا قبل ان يفلت من بين أيدينا في غضون ثوان ٍ.
إذن ، هل يكون من الواقع والمنطق ان نرى منتخبنا الشبابي الذي ارتكزت عليه ثورة التغيير الجريئة في تحديث صفوف منتخبنا الوطني الاول يواجه اليوم ظروفاً اعدادية صعبة وان يترك يواجه مصيره بنفسه ؟ أجزم ان الأمر لم يكن ببعيد عن دائرة اهتمام الاتحاد العراقي الذي يدرك جيداً مهمة منتخبه الشبابي ويعرف جيدا بان مشوار هذا المنتخب لم يقف عند حدود نهائيات آسيا ، بيد أن ما تشغله الآن هي قضية المنتخب الاول ومسؤولية الوصول الى مونديال البرازيل وغير ذلك من الالتزامات المعلنة وغير المعلنة جعلت اتحاد الكرة ينصرف نسبياً عن منتخب الشباب.
ولعل القائمة التي استدعاها المدير الفني لمنتخب الشباب حكيم شاكر والاسماء الجديدة التي وجدت طريقها الى هذه القائمة نجزم ان ظروف إعدادها وطريقة بنائها ستختلف كثيراً ، بل جذرياً عن تلك القائمة القديمة التي عمل معها شاكر لفترة طويلة انضجها ورعاها واوصلها الى ما وصلت اليه من ثمار مهمته التي وجدناها في نهائيات آسيا في الامارات وبطولة غرب آسيا في الكويت وخليجي 21 في البحرين ، هذه المناسبات التي رفع فيها المنتخب الشبابي لواء الكرة العراقية ودافع عنها برأس مرفوع وهذا لا يستطيع أحد أن ينكره.
وهنا نتساءل مع المدرب شاكر وهو يقف على أبواب تركيا ليس بالطريقة ذاتها التي وقف خلالها على أبواب الإمارات ما بإمكان منتخبنا ومدربه الذي لا يمكن ان نعفيه من مسؤولية خطوة تراجعه من البقاء مع الأسود.. فليس من المعقول ان يقدم مدرب منتخبا شاباً نحت في الصخر من اجله وليقدمه منتخبا يافعا وناضجا في ما بعد وان يتخلى عنه ويتراجع الى نقطة البداية.
فعلا انها نقطة بداية لحكيم شاكر مشابهة لانطلاقته الاولى في صنع الشباب لكن على الاتحاد ان يختزل مع شاكر طريق صنع منتخب جديد فشاكر وحده لا يقوى على ذلك وان كنا وما زلنا نحتفظ بمزيد من الثقة اتجاه هذا المدرب ليعمل المستحيل من اجل منتخبه.