غنت ميادة الحناوي قصيدة (كردستان ياموطن الإبطال) للشاعر الجواهري فأبدعت وكسبت جمهوراً بالملايين من الشعب الكردي حيثما تواجد في وطنه كوردستان. إن جمال صوتها ورقة أدائها أضافة إلى رصيدها الفني الكبير والزى الكردي الذي ارتدته وهي تؤدي الأغنية شكلت رسالة
غنت ميادة الحناوي قصيدة (كردستان ياموطن الإبطال) للشاعر الجواهري فأبدعت وكسبت جمهوراً بالملايين من الشعب الكردي حيثما تواجد في وطنه كوردستان. إن جمال صوتها ورقة أدائها أضافة إلى رصيدها الفني الكبير والزى الكردي الذي ارتدته وهي تؤدي الأغنية شكلت رسالة فنية وإبداعية غاية في المغزى والمعنى. والرسالة إن الفن قادر على الجمع والوصال والتألق حتى حين تمارس السياسة لعبتها في التفريق والتمزيق والتباعد.
والواقع إن اربيل أصبحت منذ مدة حضنا" دافئا" لكبار الفنانين العرب من نجوم الغناء ورواد الشعر وعناوين الفكر والثقافة العربية، وهذا يبعث على الإعجاب والانبهار ومن المؤمل ان ينتهي العمل قريبا" من بناء اكبر مسرح غنائي واكبر شاشة عرض في تاريخ العراق لتغني فيه يوم 30 آيار الفنانة اللبنانية النجمة هيفاء وهبي والفنان حاتم العراقي .
وبالعودة إلى ملكة الطرب الأصيل ميادة الحناوي نقول إن تغنّيها بكردستان بكل هذه الألفة والأناقة والحب هي رسالة ود وتقدير من فنانة أصيلة لشعب شكل تاريخه فصولا متواصلة من النضال والألم والدم والدموع حتى وصل إلى ضفة الحرية وبر الأمان في كوردستان العراق، والاغنية أيضا" إشارة إلى إن اي موقف انتقامي أو ثأري أو أية جريمة وكارثة دموية لا يمكن نسيانها من ذاكرة اي شعب، ولكنها لا يجوز إن تتحول إلى حاجز أو سد يمنع تدفق الحب ورغبة الصداقة، فالحياة لابد إن تستمر وهنا يلعب الفن والأدب دوره السحري في إعادة إحياء بنيان المحبة بين الشعوب. إن ميادة الحناوي وعادل إمام وادونيس ونجوى كرم وباسكال مشعلاني ومجموعة من خيرة نجوم الفن والأدب العرب إذ يتوافدون على اربيل فهم يقولون بالفم الملآن إن الخلاف يبقى على السطح السياسي ويبقى موقد نار الحب مليئا بالجمر الذي لا ينطفئ ولا يتحول إلى رماد .
في ستينات القرن الماضي أهدى شاعر المقاومة الفلسطينية الراحل محمود درويش قصيدة (وكوردستان) إلى الشعب الكردي وكانت حينذاك واحدة من أجمل الهدايا العربية لشعب كان لوحده يضمد جراحه ويدفن آهاته بين الضلوع وحيدا" لا صديق له إلا الجبال. وتوالت بعدها آيات المحبة من شعراء المقاومة الفلسطينية لبناء آصرة خضراء بين شعبين يقفان على ضفة واحدة ينتظران عبور النهر إلى الضفة الأخرى الحافلة بالعشب والماء .
تحية لاربيل وهي تفتح حضنها بكل حنان الأمومة لكبار النجوم القادمين من البلدان العربية ومن العراق، فليلها عامر بأغاني صلاح عبد الغفور (قبل رحيله الفاجع والمبكر) وحميد منصور وحسين نعمة وسعدون جابر وفنانات الصف الأول اللبنانيات. ونهاراتها مضيئة بقناديل الفكر والشعر والأدب القادمين من بلاد العرب إلى اربيل التي تستعيد بقلعتها التي ستدخل قريبا" لائحة التراث العالمي وبمنارتها العتيدة وأسواقها الرائعة ونسائها اللواتي ملأن المدينة بالكحل والحناء، نقول تستعد اربيل بدبكتها التي شارك فيها (20) الفاً من النساء والرجال ودخلت موسوعة (غينيس) من بوابة الفن والرقص والغناء، لتصبح العام القادم 2014 عاصمة للسياحة العربية، فهنيئا لاربيل مدينه الالهة الأربعة وهو معنى اسمها، تمنح كل هذا الحب للعالم بزيها الكردي.. وهنيئا لميادة الحناوي وهي تحمل كوردستان في قلبها العامر بالحب.