ليس مستغرباً أن يقترن اقتصادنا بالتيار الصدري، فالعلاقة معروفة فبل تأسيس التيار الصدري، أي منذ صدور كتاب اقتصادنا للمفكر العلامة آية الله محمد باقر الصدر في ستينات القرن الماضي. ولذلك تقع مسؤولية اقتصادنا على التيار الصدري أدبياً قبل غيرهم ، كما أنه ومن خلال مواكبتهم للمطالب الشعبية (بطالة ـ خدمات) سواء من خلال مليونياتهم أو من البرلمانيين الصدريين يصبح واجباً وهدفاً أساسياً للتيار ويعزز هذا وذاك القاعدة العريضة في المكون الذي سماه غيرهم. وبذلك هم الورثة الشرعيين لما جاء في كتاب اقتصادنا وباقي المؤلفات مثل البنك اللاربوي وغيره.
أما من إدعى الانتساب للصدر الأول فانه لحد الآن لم تلمس جماهير المستضعفين خلال عقد من الزمن ما يؤهلهم لهذا الانتساب وكل الأمل أن يراجعوا ما بدأوا به في السياسات الاقتصادية برغم محاولاتهم التي أجهضت بالمناكفات والتفرد .
فخطة التنمية الخمسية الأخيرة بأهدافها الاجتماعية الأربعة عشر كانت أهداف متوازنة ومنسجمة مع التنمية المستدامة والرؤية الشاملة. أما قيمها الواردة في إطارها العام (النمور، التغير، الإصلاح، الاستدامة، التمكين، الإنصاف، الحق) فانها ولاشك أذا ما ترجمت عملياً فأنها تشكل تحدياً لأعداء الداخل والخارج. وفي كل الأحوال جاءت الخطة (2013 ــ 2017) معبرة عن تلازم المهنية والاحترافية في التخطيط مع المواطنية الصادقة التي جمعت التيار الصدري بوزيره في التخطيط مع التخطيط الاقتصادي الذي يجمع بين العصرية بإطارها الوطني المرن باحترام المواطنة والابتعاد عن المذهبيات ، وكما لمسنا هذا التوجه الشامل للعراقيين من يهودهم إلى جميع طوائفهم ونحلهم حسبما ورد في مقابلة قائد التيار مع الزميل سرمد الطائي ليوم 2/4/2013 . مع القبول بالفدرالية كآلية للتوزيع الأعدل.
ولكن كل هذه المشاريع لابد أن يكون لها أعداء وأصدقاء والأمل أن يساعد الأصدقاء في دفع الشر عن هذه المشاريع سواء المطالب الملحة حالياً جماهيرياً أو من خلال خطة التنمية الوطنية (2013 ــ 2017) لابد من لفت الأنظار إلى أن هناك قوى ديمقراطية لا تقل حماساَ للمشروع التنموي الوطني وهم التيار الديمقراطي الذي لا يختلف مع التيار الصدري فيما يتعلق بالخطوط العريضة سياسياً واقتصادياً إضافة إلى القاعدة العريضة لكل منها لذلك لابد أن يتقدم قائد التيار الديمقراطي (الذي يسميه قائد التيار الصدري بالتيار المدني) خطوة كما تقدم قائد التيار الصدري من خلال حديثه مع الزميل الطائي.
لاسيما وأن التيار الصدري كسر الجليد بين المذهبين بتقدمه خطوة أساسية بالصلاة خلف أئمة المذهب الآخر.
فاقتصادنا مهما كانت سلامة خطته لابد من روافد وقنوات اتصال أعرض من القائمة الآن لما يملكه التيار الديمقراطي من علاقة أعمق مع باقي القوى خصوصاً في الغالبية الساحقة من مستضعفي العراق والذين في طليعتهم الربع الأفقر حالياً مع المثقفين الملتزمين بالقضايا الأساسية لشعبهم وليس مرتزقة الساسة.
أملين أن يتحلى اللقاء بتقدم التيارات من بعضها بروح عملية علمية وطنية عراقية بعيدة عن المسوغات المتحسبة. وينقلون العراق مما يتهدده من تحديات وفساد وطموحات غير مشروعة لساسة الحلقات المفرغة المفزعة.