هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 169مسيرة حارس مرمى فرق الأمانة والرشيد والكرخ والقوة الجوية والزوراء والطلبة والشرطة وأربيل والمنتخبات الوطنية السابق احمد علي حسين الذي وُلِد عام 1967 ولعب ثلاث مباريات دولية، حيث سيجد فيها الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بـداياته
منذ الصغر عشق أحمد علي الوقوف بين الخشبات الثلاث بعد أن تأثر بالحارس الدولي الكبير رعـد حمودي ومتمنياً الوصول إلى أسطورة حراس مرمى المنتخب الألماني شوماخر، حيث قاداه التأثر والتمني إلى الانضمام إلى مركز شباب الحرية الذي تعلم فيه بعض أسرار الوقوف في حراسة المرمى، وبعد ذلك توجه نحو شباب الأمانة الذي لعب فيه موسمين متتالين صقل من خلالهما موهبته وطور مستواه ونظراً لتصاعد مستويه الفني والبدني قرر الطاقم التدريبي لنادي الأمانة "بغداد حالياً" ضمه إلى صفوف الفريق الأول كحارس ثالث بسبب صغر سنه وقلة خبرته، حيث بقي في هذا النادي لموسمين متتاليين، لكنه لم يحصل على الفرصة التي كان يتمناها، لذلك قرر في موسم 83 ـ 1984، الانضمام إلى صفوف نادي الرشيد الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية. حيث كان من المساهمين في تأهله إلى دوري الكبار في موسم 84 ـ 1985 تحت أشراف المدرب الراحل عبد كاظم.
وبرغم أن نادي الرشيد ضم حراس مرمى كباراً بعد تأهله إلى دوري الكبار أمثال وصفي جبار وأحمد جاسم، إلا أن الحارس الشاب أحمد علي لم يفقد الأمل في أخذ فرصته مع هذا الفريق الذي ضم غالبية نجوم المنتخبات الوطنية ، وبرغم قلة مشاركته مع نادي الرشيد، إلا إنه استطاع أن يقنع الطاقم التدريبي لمنتخب الشباب الذي شارك في بطولة كأس فلسطين بقيادة الكابتن أنورجسام عام 1985 وحصل فيها منتخبنا على المركز الثالث، كما لعب لمنتخبنا الشبابي في تصفيات بطولة شباب آسيا التي جرت في بغداد عام 1986والتي أخفق منتخبنا في الحصول على بطاقة التأهل إلى نهائيات البطولة بعد خسارته أمام منتخب البحرين الذي أصبحت البطاقة من نصيبه.
تألق وانجازات
في عام 1986 وبرغم وجود الكثير من حراس المرمى الجيدين من أصحاب الخبرة أمثال رعد حمودي وفتاح نصيف وكاظم شبيب والحراس الشباب أمثال أحمد جاسم ووصفي جبار وسمير عبد الرضا، إلا أن الحارس الشاب أحمد علي استطاع إقناع الطاقم التدريبي لمنتخبنا الثاني الذي قاده البرازيلي زاماريو ليكون حارساً بالتناوب مع زميله سمير عبد الرضا لمرمى منتخبنا الثاني الذي شارك في مباريات خليجي "8" في المنامة.
وبرغم أن تلك المشاركة قد تكون الأسوأ في تاريخ مشاركات المنتخبات العراقية في الدورات الخليجية، إلا أن الحارس أحمد علي كان متميزاً في الذود عن مرماه وتمكن من إبعاد الكثير من الكرات الخطرة في المباريات الثلاث التي خاضها في خليجي "8".
بعد ذلك استمر أحمد علي في الدفاع عن مرمى نادي الرشيد في البطولات المحلية والعربية وأسهم في حصوله على لقب الدوري ثلاث مرات وأيضاً لقب بطولة الكأس ثلاث مرات، كما أسهم في حصول نادي الرشيد على لقب بطولة الأندية العربية ثلاث مرات في بغداد وتونس والرياض في أعوام 85 و86 و1987 كما كان من المساهمين في حصول نادي الرشيد على المركز الثاني في بطولة الأندية الآسيوية عام 1989 بعد نادي السد القطري حيث أدت هذه الإنجازات إلى دعوته لصفوف المنتخب الوطني لأكثر من مرة، إلا أن استقرار مستوى الحراس الكبار آنذاك أضاع عليه فرصة التواجد باستمرار مع التشكيلة الدولية.
تمثيله لجميع الأندية الجماهيرية
بعد أن تم حل نادي الرشيد عام1990 قرر الحارس أحمد علي البقاء في نادي الكرخ الذي أكمل مسيرة النادي المذكور في البطولات المحلية المختلفة ، وفي عام 1993 وبناءً على دعوة من المدرب عدنان درجال قرر أحمد علي الانضمام إلى صفوف نادي القوة الجوية وأسهم في فوزه ببطولة كأس المثابرة بعد أن تمكن من رد ركلتي جزاء في المباراة النهائية، وبعد ذلك قرر الانتقال إلى نادي الزوراء واسهم في فوزه ببطولتي الدوري والكأس، ثم انتقل إلى نادي الطلبة ومنه إلى نادي الشرطة، ليكون الحارس الأول الذي يلعب لجميع الأندية الجماهيرية، حيث تلاه في هذا التفرد الحارس الدولي السابق جليل زيدان، كما مثل نادي أربيل وبعد أن تقدم به العمر قرر الاعتزال بهدوء كما هو الحال مع أغلب أبناء جيله وهو الآن يعمل مدرباً في قطر.
أعــز مبارياته
خاض الحارس أحمد علي العديد من المباريات في مسيرته الكروية، إلا أنه يعتز بمباراة الكرخ والزوراء في تسعينيات القرن المنصرم التي دافع فيها عن مرمى فريقه أمام لاعبي الزوراء الذين لم يتمكنوا من هز شباك فريقه، إلا بعد تعرضه للإصابة والخروج من المباراة، كما يعتز بمباراة منتخبنا الثاني ضد المنتخب الكويتي في خليجي "18" والتي أنقذ فيها مرمى منتخبنا من أهداف محققة.
أجمل الأهداف في مرماه
على عكس المهاجمين الذين يتذكرون أجمل الأهداف التي سجلوها فأن حراس المرمى أيضاً يتذكرون أجمل الأهداف التي دخلت مرماهم، حيث يرى أحمد علي أن هدف مهاجم منتخب الكويت يوسف سويد في خليجي"8" هو الأجمل في مرماه بالمباريات الدولية، أما على الصعيد المحلي فيعترف بأن الهدف الذي سجله لاعب القوة الجوية أكرم عمانوئيل في مرمى الزوراء الذي كان يحرسه في اختتام بطولة الدوري لموسم 96 ـ 1997 هو الأجمل.
مميزاته
يمتاز الحارس أحمد علي بالقوة والشجاعة والقفز العالي الذي ساعده في التغلب على قصر قامته النسبي، كما أنه يمتاز بالمرونة الكبيرة التي جعلته ينقذ مرماه من أهداف محققة وهذه المرونة كانت تقلق كبار المهاجمين الذين يواجهونه، فضلاً عن ذلك فأنه يستطيع تنظيم صفوف مدافعي فريقه بشكل جيد حتى أنه في بعض الأحيان يتحول إلى مدافع قشاش خصوصاً إذا تعرض أحد مدافعي فريقه إلى الطرد كونه يتمتع بمهارات عالية كلاعب وليس كحارس مرمى فقط، ويجيد أيضاً إرجاع ركلات الجزاء بمهارة عالية، وكل هذه المواصفات إلا أن أحمد علي لم يحصل على فرصته في تمثيل المنتخب الوطني برغم الدعوات العديدة التي وُجهت إليه بسبب استقرار مستوى حراس مرمى المنتخب في ذلك الوقت، إذ جعل هذا الاستقرار مدربي المنتخبات الوطنية يعتمدون على حارس واحد في أغلب البطولات.
أبـرز المدربين
عبد كاظم، حازم جسام، واثق ناجي، أنور جسام، عمو بابا، عدنان درجال، زاماريو، يحيى علوان، جمال صالح، نصرت ناصر وعبد الله عبد الأمير.