TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمان والدوحة.. وبينهما القدس

عمان والدوحة.. وبينهما القدس

نشر في: 21 إبريل, 2013: 09:01 م

تسعى إمارة قطر، بأموالها، للعب دور في المسألة الفلسطينية، وهي في هذا الإطار تحاول منافسة الأردن، على رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية، في مدينة القدس المحتلة، وتخوض صراعاً لم يعد خفياً مع عمان، تجلّى مؤخراً في تلكؤها بدفع حصتها، البالغة 250 مليون دولار، من المنحة الخليجية للأردن، وسعيها لشراء حصة آل الحريري في البنك العربي، للسيطرة على هذا المرفق الحيوي، لضرب أحد أهم ركائز الاقتصاد الأردني، وجاء الرد الأردني دبلوماسياً، حين حضر العاهل الأردني قمة الدوحة متأخراً، وكان أول المغادرين، لكن الموقف تطور لاحقاً، بتوقيع اتفاقية بين الأردن والسلطة الفلسطينية، تحصر الولاية على الأماكن المقدسة في القدس، بالملك عبد الله الثاني.
أتت الاتفاقية، لتحبط محاولة المشيخة الخليجية انتزاع ولاية الهاشميين على القدس، عبر طرحها اقتراحاً على القمة العربية، بإنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال مقداره مليار دولار، تسهم فيه بربع المبلغ، مشترطةً استبعاد الأردن، باقتراحها قيام البنك الإسلامي للتنمية بإدارة هذا الصندوق، وهي أيضاً استبعدت السلطة الفلسطينية، التي فهمت ما وراء الاقتراح، وهو هيمنة المشيخة مع حلفائها من جماعة الإخوان المسلمين، وحماس منهم، على تلك المقدسات، تمهيداً لوضع اليد على كافة الأمور في الضفة الغربية، وكان واضحاً أن الاقتراح الذي بدا في ظاهره لمصلحة القدس، كان يحظى بدعم تركي، ولم يكن بعيداً عن تفاهمات مع إسرائيل، التي كانت في الوقت عينه، تتشارك مع الدوحة في دراسات لمد أنابيب، لضخ الغاز القطري إلى الدولة العبرية، عبر ميناء إيلات.
قرأ البعض الاتفاقية على أنها تمهيد لدور أردني في مفاوضات السلام، الرامية لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو الذراع السياسي للإخوان في الأردن، أنه مع الاتفاقية، في حال كان هدفها منع تهويد القدس، وان تضع حداً للتعدي على المقدسات، وأكد على أن لا تكون مدخلاً للمشاركة في العملية التفاوضية، حتى لا يتحمل الأردن مسؤولية المشاركة في تصفية القضية الفلسطينية، لكن الطرفين الموقعين عليها نفيا ذلك، وأكد الرئيس محمود عباس أن لاعلاقة لها بملف المفاوضات أو الكونفدرالية، مشدداً أنها تأتي تكريساً لما هو قائم منذ عهد المرحوم الملك الحسين، حيث تكرس ما هو قائم منذ عقود.
يبدو الموقف القطري غير الودي، إن لم نقل العدائي، من الأردن مستهجناً، إن عرفنا أن الملك حسين، كان أول من اعترف بشرعية انقلاب أميرها الحالي على والده، لكن الدهشة تزول، حين نقرأ واقع أن المشيخة عقدت حلفاً غير مقدس مع جماعة الإخوان المسلمين، بهدف أن يعوّض منتسبو هذه الجماعة، ضآلة عدد سكان جزيرة الغاز المسال وفضائية الجزيرة، وإذا لاحظنا أن الإخوان يعدّون أنفسهم رأس الحربة، في الحراك الشعبي الأردني الداعي للإصلاح، فيما يفكرون هم باستغلاله لتنفيذ مخطط انقلابي، منتظرين مآلات الصراع في سوريا، التي يخوض إخوانها حرباً ضد النظام البعثي، بتأييد قطري كامل ومطلق، وهنا فقط يمكن فهم دوافع موقف الدوحة من الهاشميين، ودورهم في المدينة المقدسة.
وبعد، ألا يحق لنا السؤال عن البؤس الذي يدفع المشيخة الطامحة لدور يفوق حجمها، إلى اللعب على أوجاع القدس، الرازحة تحت الاحتلال ،والمهددة بالتهويد الكامل بعد هدم الأقصى، ونزع صفة أولى القبلتين عنها، لتكون مدينة هيكل سليمان، وحائط المبكى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram