عندما سمعت خطبة الجمعة الأخيرة، التي القاها احد خطباء الموصل شعرت بالرعب، ليس لأنني أقف خلف ساتر الحكومة التي راح هذا الخطيب يؤلب الله ضدها. ولم أشعر بالخوف من الله الذي استمع لصراخ هذا الخطيب وهو يدعوه ويتوسل إليه بأن يشتت شملهم ويقطع اوصالهم ويزلزل الأرض بعروشهم ووووووالخ. لم أشعر بالخوف من الله لأنني متأكد بأن الله يغلق نوافذه عند سماعه مثل هذه الاصوات التحريضية. لكنني شعرت بالخوف مما يمكن أن تفعله مثل هذه الخطبة بقلوب وعقول مستمعيها، فهذا الخطيب يعرف جيداً بأن الله لا يستجيب لأمثاله، لكنه يعرف، من جهة أخرى، بأن البسطاء من الناس يفعلون، لذلك فقد اوغل صدورهم بكل انواع الضغينة والكره والحقد، الذي وجهه ضد مجهول، لترك مخيلة مستمعيه توجهه كيفما تحب، فحيث ما انفجر هذا الحقد ستقع محصلة انفجاره بسلة ارباح هذا الشيخ وأمثاله.
اقتلهم، احرقهم، شتت جمعهم، قطع اوصالهم، زلزل الأرض من تحت أقدامهم، دمر مصالحهم، يتم اطفالهم، رمل نساءهم، ثم يستمر بقائمة طويلة من الجرائم التي يطلب من الله تنفيذها بأسرع ما يستطيع. وكأن الله قاتل مأجور لدى هذا وأمثاله من رجال الدين؟!
أنا متأكد بأن نسبة كبيرة من مستمعي هذا الشيخ صاروا مستعدين للنيابة عن الله بتنفيذ أي من بنود قائمة الجرائم التي تقدم بها، وهنا مربط الفرس، أقصد نحن كلنا، وجناب الشيخ بالتأكيد، نعلم بأن الله لا يستجيب لخطباء الجمعة، فنحن نسمعهم يدعونه منذ زمن طويل ضد اليهود، يطلبون منه أن يزلزل ارضهم ويقتلع زرعهم ويخرب بيوتهم، لكن الذي يحدث هو العكس دائما! إذن فالشيخ يدعو رباً مختلفاً، بالأحرى هو يستفز وحشاً كاسراً يعلم بأنه كامن في لا وعي المغفلين، وهو جاهز للانقضاض بأي لحظة، وهذا الشيخ وأمثاله يحسنون التعامل معه وتوجيهه واستثمار طاقته التدميرية الهائلة.
إذن الله لن يستجيب، لكن هناك من سيفعل بالنيابة عنه، أقصد بما أن الخطيب "السني" أدى ما عليه واوغر صدور بسطاء السنة، وحرك وحوشهم، ضد الحكومة "الشيعية"، إذن فلم يبق أمامنا إلا انتظار خطيب شيعي يوغر صدور الشيعة ويستفز وحوشهم الكاسرة ضد التظاهرات السنية، وهكذا وبهذه الطريقة، التي استمرت طوال التاريخ، يستجيب الله لعويل بعض رجال الدين ممن لا يحسنون غير بث الكراهية، ونفث سمومها المميتة.
الله يُغلق نوافذه
[post-views]
نشر في: 23 إبريل, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 6
الفكر الحر
لا نوافذ لا الله لا سماع لهم لا دعاء يستجاب.....كل مافي الامر هذه هي نتائج دين عمره 1400 سنه علمهم بان الدعاء للسماء والى الله الذي سيهلك من يعارضهم ومن هنا تتم الدعوة لتكفير ونفي المقابل.. ((والكلام موجه للدين شيعه والدين السني)) وهذا الدعاء الذي سيكون م
اياد السعيدي
رائعة وجريئة وواقعية جدا اتمنى ان يقرأها كل رجال الدين ولي السياسيين الثعالب وادعو لك بأن لا تتهم بالزندقة المعاصرة وفعلا : لماذا لم ينصر الله العرب والمسلمين على اليهود وسط كل هذه التراتيل والدعوات ولماذا لم نرهبهم رغم اعدادنا رباط الخيل يوميا وهم عدو ال
علاء المشايخي
هذا الرجل يدعوا الى حق ضائع له بزعمه وبالتالي فلابد من وجود عدو يكيل له صنوف الخزي ويدعو عليه بالبوار ولابد من وجود اله مجرم يستمع لمثل هذا الدعاء ولكن ليس هذا الاله الله الذي نعرفه ولا هذا الداعي ممثله الذي نعرفه ولا المدعو عليه عدوه الذي نعرفه . فكل ما
سوسن أحمد
حين أسمع دعاء إلى الله ...وكلنا ربما نفعل ...أرفع يدي إلى السماء أطلب مع الدعاء من رب كريم يدعو للحب والتسامح والإخاء والرحمة والرأفة ...رب جل همه الإنسان وسلامته وراحته وكرامته ...رغم أني لي طريقتي الخاصة بالإيمان ...ولي مفهومي الخاص عن الله والكون والبش
د فؤاد الكردي
لدي تساؤل من الذي جعل العوام يؤمنون بما يقوله هذا الخطيب هل هو الجهل والتخلف ومن اين تتنامى وطنية هؤلاء هل تتنامى من خلا خطابات الساسة والتي لا تخلو في محتواها من التحريض كلهم سواء رجال الدين والساسة ولا يستقيم وضع العراق ما دام هناك دعوة إسلامي وحزب
حسين الطائي
الصديق سعدون هل هناك من يدعو على الشعب بالراحة والرفاهية ، وهل هناك من يدعو للشعب لخلاصه من ايدي رجال الدين والاسلاسياسي ، والحل بتشكيل فاتيكان للشيعة وفاتيكان للسنة من اجل دولة مدنية