السيناريو الذي حذرنا منه كثيراً يتحقق الآن: مجزرة في رقعة أخرى من الوطن، هي الحويجة هذه المرة، وحال مشتدة من الاحتقان السياسي والطائفي تمتد من الموصل الى بغداد مروراً بصلاح الدين والأنبار وديالى. والتبرير المقدم لا يقتصر على "عناصر مندسة" وإنما يشمل
السيناريو الذي حذرنا منه كثيراً يتحقق الآن: مجزرة في رقعة أخرى من الوطن، هي الحويجة هذه المرة، وحال مشتدة من الاحتقان السياسي والطائفي تمتد من الموصل الى بغداد مروراً بصلاح الدين والأنبار وديالى. والتبرير المقدم لا يقتصر على "عناصر مندسة" وإنما يشمل أيضاً "مؤامرات خارجية" و"أجندات أجنبية".
هو تقريباً السيناريو ذاته الذي عشناه قبل سنتين في ساحات التحرير في العاصمة بغداد والبصرة والموصل والناصرية والفلوجة، حين أصرت الحكومة على استدعاء أنموذج لعقلية مصرة على اعتبار الاستعانة بالعسكر غاية المنى... أنموذج يريد أن يوهم الناس بأن البلاد تتعرض الى مخاطر تتطلب أن يبقى العسكر منتشراً في الشوارع وعلى أهبة الاستعداد بانتظار "أم معارك" جديدة. وحين تسأل عن المؤامرة التي تهددنا لا تسمع جواباً، فيما تتواصل المؤامرة الحقيقية التي يعاني العراقيون منها للسنة العاشرة على التوالي، والمتمثلة في فشل الحكومة والدولة بمؤسساتها ومرافقها المختلفة.
ما جرى أمس وما سبقه منذ أشهر على تخوم طوزخورماتو، هو محاولة أخرى لإلغاء السياسة وتجاوز الديمقراطية وإعلان دولة الجنرالات.. دولة تعيد "مجد" العسكر وتحكم بقوانين الإرهاب وتعود الى ممارسة لعبة العسكر التي دفع العراقيون ثمنها عقوداً من الظلم والاضطهاد والإقصاء والحروب المجنونة والفقر والحرمان وانتهاك الحقوق والحريات وفقدان الكرامة.
من السهل الاستناد الى القوة الغاشمة لقمع المدنيين، أفراداً وجماعات، وتفريق صفوفهم وكسر ارادتهم، مؤقتاً في الغالب، لكن هل من السهل بعد ذلك إقامة علاقة طيبة تقوم على الثقة والاحترام بين دولة العسكرتاريا ومواطنيها؟
حكومتنا تلعب بنار خطيرة بزجها الجيش في خطوط تماس ملتهبة قصّرت هي في تبريدها.