انتهت الأسبوع الماضي في بغداد عملية تصوير المشاهد الأخيرة من الفيلم الوثائقي الطويل ( عشر سنوات من حياتي) الذي كتب السيناريو له كريمة الحبيب، و من إخراج خالد زهراو في عمله الوثائقي الجديد الذي يدون حياة مجموعة من النساء العراقيات ينتمين إ
انتهت الأسبوع الماضي في بغداد عملية تصوير المشاهد الأخيرة من الفيلم الوثائقي الطويل ( عشر سنوات من حياتي) الذي كتب السيناريو له كريمة الحبيب، و من إخراج خالد زهراو في عمله الوثائقي الجديد الذي يدون حياة مجموعة من النساء العراقيات ينتمين إلى قوميات و ديانات مختلفة ،و يشتركن في عراقيتهن التي يدافعن عنها رغم الكم الهائل من الصعوبات و تحديات الحياة في العراق خلال العشر أعوام الماضية، و التي بدأت منذ الإطاحة بالدكتاتورية و سلطة الفرد الواحد عام 2003 و استمرت ليومنا هذا ، حياة هؤلاء النسوة اللواتي يشتركن مع ملايين النساء العراقيات في كونهن شاهدات على عمليات التغيير التي تجري داخل المجتمع العراقي في جميع نواحيه و خصوصاً ما يتصل بالمرأة يقول خالد زهراو عن فيلمه الوثائقي الجديد :(( منذ بداية العام الحالي وأنا اشتغل على إنتاج هذا الفيلم بعد ان اتفقت مع فريق العمل على شكل الفيلم و طريقة تنفيذه ، كان لدينا عائلة عراقية من جنوب العراق ستكون موضوعاً للفيلم ، و بعد ان بدأت بالاتصال و التحضير وجدنا ان الكثير من النساء العراقيات يمتلكن ما يتشاركن فيه ، انه الكم الهائل من الضغط و القلق و الخوف الذي لا يتوقف أبداً ، كل هذا الألم بدأ قبل العام 2003 و كان التغيير الذي حصل برحيل الدكتاتورية هو بوابة للأمل الجديد بالتحسن و خلق عالم و مجتمع أفضل ، أو مثلما تقول واحدة من شخصيات الفيلم 🙁 كان ضوءاً في نهاية النفق المظلم قد لمحناه أخيراً ) و تستمر بالقول بحزن كبير 🙁 لكن النفق المظلم استمر و ما ظنناه ضوءاً كان سراباً فقط ) . فيلم ( عشر سنوات من حياتي تشترك في سرد حكايات النساء العراقيات فيه ثمان نساء من العراق وهن يلتقين في هواجس متشابهة ومخاوف و معاناة متقاربة رغم اختلافهن بالسن و مكان العيش و نوع الوظيفة و العمل ، من طبيبة أسنان إلى مهندسة ومن صحفية تلفزيونية إلى رسامة ومن موظفة جامعية إلى كاتبة ومترجمه، ينتقل سيناريو الفيلم ليمنح النساء جميعاً وقتاً لقص الحكاية على المشاهدين و المشاهدات اللواتي لا يختلفن أبداً عن شخصيات الفيلم الثمانية ، يتحدث المخرج خالد زهراو عن تنفيذ الفيلم :(( عمل معي في البحث و التحضير السيدة ريا عاصي والتي عملت من قبل في عدة محطات تلفزيونية عراقية ، و على الكاميرا و التصوير كان معي حسين زهراو الذي
عمل معي سابقاً في تصوير السلسلة الوثائقية بغداد المدينة و الناس و التي عُرضت على مدى الأشهر الأربعة الماضية على قناة السومرية العراقية ، و ساعد في الإنتاج مجموعة من الشباب الموهوبين الذين عملوا معي سابقًا في أعمال عديدة ، فيما كتبت مع السيدة كريمة الحبيب سيناريو الفيلم و معالجته و أسلوب تناوله لشخصيات الفيلم الثمانية ، نحن الآن في مرحلة المونتاج و أسعى ان يتم انجاز الفيلم ليكون جاهزاً للعرض خلال الأسابيع القادمة )) الجدير بالذكر هنا ان خالد زهراو يعمل كصانع أفلام وثائقية ، كان قد أنجز خلال السنوات الماضية العديد من الأعمال للتلفزيون منها مسابقة السومرية لأفلام الهواة في موسمها الأول والذي أنتجته و عرضته قناة السومرية مثلما أنجز السلسلة الوثائقية - بغداد المدينة و الناس - التي عرض فيها سرداً شفاهياً و بالصورة لمواضيع عديدة مرتبطة بمدينة بغداد و ناسها و تقاليدهم و طريقة حياتهم .
يقول زهراو عن الانتاج و عرض الفيلم : (( عشر سنوات من حياتي هو فيلم وثائقي أسعى من خلاله الى عرض حكايات النساء العراقيات و قصصهن ليعرفها جميع الذين يتشاركون بطريقة او بأخرى في هذه القصص ،الفيلم هو رحلة مع سيدات يراقبنَّ حياتهن و يطرحن تجربتهن في العيش داخل العراق و عدم مغادرته لأي مكان في العالم رغم كل شيء ، أجيال مختلفة يقدمها هذا الفيلم وهو يراقب أوضاع النساء خلال العشر سنوات الأخيرة ، برغم وجود قوانين تحمي المرأة ، وبرغم وجود نص دستوري بان نسبة تمثيل المرأة في مجلس النواب لن تقل عن 25 بالمئة وبرغم وجود مئات من مؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بقضايا المرأة فان وضع المرأة في العراق هو الأصعب)) تقول سيدة تظهر في الفيلم : ان وجود وزارة للمرأة في العراق لم يمنع من الانتهاكات المتكررة و المضايقات التي تتعرض لها النساء . أما عن شخصيات الفيلم فيقول مخرجه خالد زهراو : (( ثمان سيدات وآنسات يشكلن النسيج الدرامي و الحكائي للفيلم ، السيدة زينة الحلفي التي تعرضت
ابنتها ذات الأربع سنوات لعملية خطف أدت لاحقاً الى فقدانها حياتها ، السيدة سندس إبراهيم التي فقدت زوجها أمام عينيها في عملية اغتيال أثناء فترة العنف الطائفي ، السيدة نرمين المفتي من مدينة كركوك و السيدة برتان چقماقچي التي عادت من استراليا لتعيش محنه الانتماء و البقاء و الرحيل ، السيدة توحيد جبار التي تروي تاريخ نساء مدينة العمارة ، السيدة ذكرى سرسم التي تراقب وضع العنف ضد المرأة ، الآنسة نوف محمود التي كانت في العاشرة من عمرها حين دخل الأمريكان العراق للإطاحة بالنظام الدكتاتوري و أخيراً الآنسة صابرين كاظم التي عملت كمراسلة للتلفزيون في فترة حصار مدينة الثورة-الصدر أثناء اصطدام بالقوات الحكومية، هؤلاء النسوة و على قدر كبير من الجرأة يتناولن حكاية عشر سنوات من حياتهن التي تتقاطع مع حياة النسوة العراقيات ويقَدمهنَّ الفيلم شاهدات حقيقيات على ما حصل للجميع في العراق )) الفيلم جرى تصويره في أماكن مختلفة في العراق و سيتم عرضه في مجموعة من مهرجانات السينما التي تهتم بقضايا المرأة في العالم العربي و أوربا وأمريكا