اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الاستشــــــراق.. أسئـلـــة فــي المختلــــف

الاستشــــــراق.. أسئـلـــة فــي المختلــــف

نشر في: 2 أكتوبر, 2009: 05:36 م

* قراءة في صناعة ثقافة مضادة علي حسن الفوازلاشك في ان الاهتمام بحوار الثقافات يشكّل اكثر الشواغل ضرورة وحيوية في مجال انسنة الفكر الانساني وفي اعادة قراءة الكثير من اجندات المختلف والمسكوت عنه في المجالات التي انصرفت اليها الحضارات المتعددة  وهي تبحث عبر نظامها الثقافي  والتاريخي في اشكالات مفهومية للوجود والخطاب والعلاقة مع الآخر.
هذا البحث هو جوهر اغلب المقاربات  التي  انحنت على معاينة انماط التثاقفات والصراعات التي كثيرا ما حفلت  بها جغرافيا الشرق العربي/الاسلامي، تلك التي كانت هي المحور الاساسي لمفاهيم الاستشراق، اذ اسهم  تحديد هذا المحور في تشكيل اطر انثربولوجية استوعبت العديد من المسائل العالقة بجدل  الهويات والعقائد الدينية والثقافية  و(الاناسات) المتعددة والتي  وضعتنا   امام العديد  المعطيات التاريخية والسوسيولوجية والفلسفية التي  تلامس جوهر الوضعية الراهنة لصيرورة  الفكر العربي الاسلامي وبيان العقد التي ينبغي اعادة اكتشافها بواسطة الدرس التاريخي والانثربولوجي  ودراسة كل التجارب التي بلورتها هذه الدروس عبر قراءة النصوص المقدسة وخطابات التاريخ والاسئلة الوجودية التي تثار بهوس علني  طوال اكثر من عشرة قرون!!!ومن هذا المعطى واستيضاح جوانبه الاشكالية وعبر منهج تاريخي نقدي ينبغي البحث اساسافي الموضوعات الكبرى في الفكر العربي والتي كانت هي الجوهر في الحوار الاشكالي مع الفكر الغربي وطروحاته التي جاءت في مراحل مبكرة مع المستشرقين  الذين زاروا الشرق العربي الاسلامي وتعرفوا على مجتمعاته وبلوروا ازاءها بعض الافكار والتصورات التي دخل بعضها في جدال سياسي وتاريخي وديني لم يرتق في اغلب حلقاته الى مستوى الجدال العلمي .. ان التعرف على حيثيات الخطاب الثقافي الذي رافق هذا الجدال  ورغم اشكاليته وتعدد جوانبه الاختلافية، يمثل ابرز الملامح التي وضعت الخطاب الثقافي العربي الاسلامي امام الآخر ليس كثقافة للتهديد أو انها تعاني من عقدتها وانما كثقافة قابلة للقراءة واعادة الكشف  وادراك تمثلاتها لشخصنة الواقع العربي الاسلامي ووضعه في سياقه الحضاري والانساني من منطلق ان هذا الحوار يقود الى مقاربات معمقة  للثقافات المقارنة ودراسة تاريخها الفكري والتدويني ومراحل نموها وتطورها فضلا عما يثيره من اسئلة معمقة وضرورية حول اشكالات فهم الهوية وحجم التفكير فيها مفهوميا وانسانيا. و يشغل  (الاستشراق) كفضاء ثقافي ومعرفي حيزا مهما في هذا المجال اذ يمثل جزءا اساسيا في آليات هذا الحوار خارج ما عمدت اليه بعض القراءات التبشيرية الاولى من تهويمات وتشهير حول ثقافتنا العربية الاسلامية، وضرورة اقحام الثقافة الغربية ونظامها المعرفي في افق حضاري وتاريخي وسياسي لايتبدى فيه الشرق العربي الاسلامي  سحريا وحسب  باتجاه تغذية خطاباته المتعددة التي تنسحب على كل ألوان(الثقافة، في العقيدة والاجتماع والتاريخ الشعر والبلاغة كما انه شامل لمشرق العروبة ومغربها) كما يقول احمد المديني. وهذا يمثل الاساس الذي نحتاجه في النظر الى الاستشراق و تسليط الضوء على ابرز جوانبه الايجابية والسلبية !! ولعل محاور ما تضمنته الندوة الفكرية الدولية التي عقدها معهد اصول الدين في جامعة الزيتونة التونسية حول (الاستشراق وحوار الحضارات) في شهر نيسان عام 2005 يؤكد اهمية قراءة هذا المعطى الاشكالي في جدل الثقافات والحضارات باتجاه اضاءة اكثر جدية للكثير من الزوايا المعتمة للخطاب الاستشراقي التي ظلت بعيدة عن التناول والاضاءة واهمية التوجه نحو قراءة ملفاتها التي ادخلها البعض في ازمة السياسي والديني وغربنة العقائد والافكا ر وكأن الاستشراق كظاهرة يوحي الى مجموعة منطلقات لها فكر التباسي يتناقض مع جوهر الشرق والعروبة والهوية الاسلامية وهذا ما يفترض ايجاد  طروحات تسعى الى وضع هذه الظاهرة في سياق اكثر شمولية من اجل وعي هذه الظاهرة  وخطابها وموجهاته المركزية  اولا، وازالة اللبس عن الكثير من التصورات الغامضة التي احاطت به ثانيا، وادراك الاسباب الموجبة التي جعلت  الخطاب الاستشراقي في موقع الشك دائما في اطار تأثيرات الوعي الاشكالي لمفاهيم لها مرجعيات ارتبطت بوقائع الحروب الصليبية والحملات التبشيرية وحملة نابليون وصولا الى ما يسمى بحروب الاستعمار الحديث ثالثا، والتي انتجت واقعا صراعيا بين قوى غير متكافئة  فضلا عما اسهمت به في انتاج الكثير من العقد والاشكالات والايديولوجيات والمفاهيم المعقدة بكل ما افضت اليه من تداعيات خطيرة على الوعي الاجتماعي والثقافي فضلا عن تكريس الاوهام والغلو والنظرات القاصرة للفكر الانساني في مجاله الديني والثقافي ومؤثراتها على خصائص الهوية والفكر واللغة،،،خاصة ونحن نعرف ان حدوث هذه العقد كان بسبب غياب الحوار وسوء التعريف بثقافة الذات والآخر وسوء القراءة للسوسيولوجيا المجتمعية للامم والمجتمعات والاثنيات التي  أفضت بالضرورة الى خلق بيئات عدوانية تسهم في ادامة نزعات الكراهية والت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram