TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من يحكم سوريا؟

من يحكم سوريا؟

نشر في: 24 إبريل, 2013: 09:01 م

لا أستطيع تصور أو فهم مشاعر الرئيس السوري، وهو يستمع لرئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجوردي، معلناً من دمشق تحديداً، عن تأييد بلاده لبقاء الأسد في منصبه، حتى انتهاء ولايته، باعتبار أن ذلك هو أفضل الخيارات، وكيف كان إحساسه بالمسؤولية، وبروجوردي يحدد ماذا سيكون عليه الحال بعد ذلك، وكيف فكر، والمسؤول الإيراني يكشف أن بعض دول الجوار السوري، تعمل على تشديد الاختلافات والأزمة في سوريا، وقتل الشعب السوري، حتى دون أن يكلف نفسه عناء التفكير، بالدور الإيراني العسكري في تعضيد نظام البعث، الذي كان كافراً في عراق صدام حسين، وبات اليوم قائد المعركة الإيمانية المقاومة الممانعة، في سوريا الأسد، وتبرعه بالإعلان أن "المجموعات الإرهابية" المسلحة في سوريا، باتت في وضع لا تحسد عليه.

بروجردي، وهو يتقمص في "قلب العروبة النابض"،  شخصية رئيس لجنة الأمن القومي السوري، لم يجد غضاضة في أن يحدد أن البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا، ما يستدعي حراكاً سياسياً دولياً، يواجه ما يقوم به أصدقاء سوريا، خاصةً أن لدى النظام الحاكم الكثير من الحلفاء والأصدقاء الحقيقيين، الذين يجب أن يجتمعوا علناً، ويعلنوا دعمهم لسورية الأسد، ضد الإرهاب المنظم، وتنظيم القاعدة، المدعومين من واشنطن، وبالطبع، وكما جرت العادة، لابد من استحضار "الكيان الصهيوني"، من حيث أنه يعمل على تأجيج الحرب في سوريا، ويدعم المسلحين فيها، وينفذ عمليات اغتيال للنخب والعلماء، ثم لم ينسى الإشارة إلى أن مسالة التفاهم والمصالحة مع المعارضة في سوريا، والاتجاه الى الحوار، هي سياسة جيدة، يمكن أن تخرج البلاد من التصادم المسلح، وقد ترسم مستقبلاً مبشراً لسوريا.

أطرف ما في الأمر، أن وزير الخارجية السوري، توهم بعد هذه التصريحات، أنه ما زال قادراً على رسم أو المشاركة في سياسات سوريا الخارجية، فتنطح للإعلان عن رفض السوريين كل أشكال التدخل الخارجي، وأنهم سيظلون بعيداً عن الارتهان الخارجي، سواء أكان أجنبيا أم عربياً، ويبدو مثيراً أن يتجرأ المعلم، على رفض كل أشكال التدخل الخارجي، في حضرة رجل أجنبي، وغير عربي، يحدد في عقر دار السوريين، إلى أي تاريخ يجب أن يظل الاسد رئيساً، وكيف بعده يجب على السوريين التصرف بمستقبل وطنهم، وفوق ذلك يؤكد أن انتصار النظام السوري، هو بمثابة انتصار للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكأن "حماة الديار" باتوا كتيبة فارسية، وكأنه بذلك يبرر مشاركة حزب الله اللبناني، المؤمن بولاية الفقيه، والتابع لطهران، في معارك قوات الأسد ضد الثوار السوريين.

‏‏الرئيس السوري، كما ينبغي القول، ليس استثناءً في عالمنا العربي، فالمؤلم أن كل حكامنا يعتمدون في بقائهم، واستمرار سلطتهم، على عوامل مساندة خارجية، ذلك أن واحداً منهم لم يصل إلى موقعه القيادي، بقرار من شعبه، ولأن واحداً منهم لا يستطيع المحافظة على موقعه، دون روافع خارجية، مدفوعة الثمن، سواء بالخضوع لسياسات لا طابع وطنياً لها، أو رهن ثروات بلاده لإنعاش اقتصاد الدول الداعمة لحكمه، بدل تطويبها لمصلحة مواطنيه، وهنا يبرز السؤال ليس فقط عن من يحكم سوريا، وإنما من يحكم كل قطر عربي، من المحيط إلى الخليج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram