TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وما أدراك ما "سوات"!!

وما أدراك ما "سوات"!!

نشر في: 27 إبريل, 2013: 07:01 م

قوات سوات، ‎هل تعرفون الاسم؟.
‎هي قوات حفرت اسمها في وجدان العراقيين من خلال عمليات قنص ومطاردة للعديد من الناشطين المدنيين، وأيضا نجد صور أفرادها اليوم من على شاشات الفضائيات بعد ان زجها السيد المالكي في خرافة القضاء على المؤامرة التي تحاك ضد حكومته.
‎بحثت عن قصة قوات سوات في مواقع الإنترنيت، فوجدت هذا التعريف " فرقة عسكرية خاصة مجهزة بأحدث التكنولوجيا، مهامها محدودة لا تنفذها إلا بموافقة القائد العام للقوات المسلحة.. صرف عليها خلال السنوات الماضية مئات الملايين من الدولارات لغرض تجهيزها وتسليحها وتدريبها "
 ولم يتركني رئيس الوزراء أضرب أخماساً بأسداس عن المهام التي نفذتها هذه القوات، فأخبرني أن " مهمة هذه القوات هي حماية أمن الناس، وأن الحكومة لن تسمح بتجاوز هذه القوات على كرامة المواطن "
وأنا وسط طوفان الأسئلة عن هذه القوات والانشغال بحكايات سوات مع ساحات الاعتصام سواء في الأنبار أم البصرة، في صلاح الدين أم ذي قار، تذكرت أنني شاهدت " سوات " مرتين لم تكن لهما علاقة بحماية أمن الناس، الأولى يوم حاصرت وطاردت متظاهرين شباباً من شارع إلى شارع، واعتقلت ومارسة مع عدد منهم أقسى صنوف التعذيب، الثانية حين هبت لنجدة السفارة الإيرانية عندما قرر عدد من الإعلاميين والناشطين المطالبة بإطلاق سراح السيد أحمد القبانجي الذي كان معتقلاً آنذاك في إيران، في المرتين اليتيمتين وجدت أمامي أشخاصاً تنفجر الكراهية من وجوههم، كراهية متخيلة عن زمن "القائد الضرورة" حيث يحكم العسكر البلاد، ويتحول الشعب إلى "بدون" مطلوب منهم أن يدفعوا الجزية سنوات من أعمارهم في ظل أنظمة قمعية ترفع شعار: "العصا لمن عصى".
 كان العراقيون يأملون ان يتولى المسؤولية ساسة يعبرون بالبلاد من عصور القمع والفساد، إلى عصر الحريات والرفاهية، وحكومة تعبر بهم من عصر الفساد والقمع إلى عصر الحريات، فوجدوا أمامهم مسؤولين يريدون إعادتهم إلى زمن "معارك المصير".. مسؤولين يخافون أصوات المحتجين والمتظاهرين، فيقرروا استباحة دمائهم في وضح النهار.
اليوم مهم جداً أن نرسّخ مفهوم: أن دور القوات الأمنية هو حماية التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات طالما كانت سلمية وفي حدود القانون، مهمة القوات الأمنية أن تحمي هؤلاء المتظاهرين حتى لو كانوا يهتفون ضد رئيس الوزراء وأركان حكمه.
علينا أن نغرس في أذهان جنود وضباط قوات " سوات " أن الذي يتظاهر بصورة سلمية ليس عدّواً، ولا يمارس التجسس ضد البلاد، بل مواطن له رأي ينبغي احترامه وحمايته.
لكي نحقق شعار الجيش والشرطة في خدمة الشعب، علينا أن نؤمن بأن مهمة القوات الأمنية هي مطاردة الإرهابيين، والسعي إلى حماية أمن الناس، وليس مطاردة المتظاهرين ومحاصرة وسائل الإعلام. وان واجبها الحقيقي هو حماية الناس، لا الدفاع عن المسؤولين.
لن نجادل حول السيناريو الذي أدى إلى كارثة " الحويجة "، وهل هي عملية منظمة، أم تصرّف يتحمله القادة العسكريون، هذا الأمر لم يعد مهما الآن.. لأن النتيجة واحدة، هي أن البلاد يمكن أن تنجرف إلى حرب أهلية، لأسباب قد تبدو تافهة جدا، مثل إصرار الفريق علي غيدان على معاقبة كل من يهتف ضد الحكومة.
الاحداث التي مرت بها البلاد خلال الأسبوع الماضي هي رسالة تقول بوضوح إن كل الأمور يمكن أن يفلت زمامها في أي لحظة، فالواضح أن من يهمه إشعال الفتيل يوجه ضرباته بمنتهى الدقة من حيث اختيار التوقيت والمكان، وكأنه يريد أن يقطع الطريق على أي محاولة للبحث عن حلول حقيقية لجذور المشكلة، بإغراق البلاد في دوامات ودوائر عنف لن تنتهي.
 بالأمس تسلل الخوف إلى نفوس العراقيين، وهم يعيشون في ظل تدهور أمني وسياسي وخدمي لا يزال يطلّ برأسه عليهم كل صباح. وازداد خوفهم وهم يتابعون صراع الساسة وخصوماتهم.، ويومياً يتسلل الخوف إلى نفوس الناس، يخافون على الوطن، بيتهم، وحياتهم، وذكرياتهم، فالخوف يبدأ تدريجياً ويتصاعد حتى يتسع باتساع مدن الوطن وساكنيها، إحساس الناس بأن الإرهاب يسكن بالقرب منهم، ويهدد أمنهم ومستقبلهم.. وأن أمراء الطائفية والفساد والطائفية" يبحثون عن نقاط ضعف يدخلون منها، وما أكثر نقاط الضعف في وطننا! فالوطن في خطر، وليغضب كل الساسة الذين يزوّقون خطبهم بعبارات الاطمئنان، فأغلب الناس غاضبة، برغم أن الغضب قليل أمام ما يحدث، الناس تريد مسؤولين يلتفتون إلى ما يحدث داخل البلاد، ليتأكدوا من أن المشاكل اتسعت ولا يمكن رتقها بقوات لا ترى في المحتجين إلا كفرة يجب استئصالهم.. قوات لا تريد أن تؤمن بأن جميع العراقيين مواطنون من الدرجة الأولى يتمتعون بكامل الحقوق.
ايها السادة نحتاج الى قوات امنية.. لا " سوات " حكومية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. المدقق

    انتم تسمون الذين يقتلون افراد الجيش بالمتظاهرين السلميين . والذين يحافظون على القانون الذي انتم ضده بالقتلة .. الا تعسا لكم ولافكاركم المريضة وسحقا لكل من اراد شرا بهذا البلد العظيم . وما هي الا مسألة وقت وتنجلي الحقيقة وتشرق شمس الانتصار على باطلكم وزيفك

  2. أحمد هاشم الحسيني

    صرتم تضيقون ذرعا بالتعليق والرأي المختلف لأنكم تخشون أن ينصرف ذهن القارئ نحو الحقيقة التي تحاولون إخفاءها بمثل هذه الحملة الدعائية التي تذكر بحملة نظام صدام عندما يختلف مع طرف فترى كل الكتاب تفزع بهوسة عشائر ضد الطرف الآخر وكل يتناول الضحية من جانب تماما

  3. مواطن

    اساس الموضوع هو رغبة دفينه خفية لتاسيس اقليم الجنوب وكل هذا الذي يحدث مفتعل وتدفع الاحداث لتحقيق الهدف النهائي اقليم شيعي

  4. جواد

    كلام الأستاذ علي في مكانه وقد شخص القضية وألقى عليها الضوء، ونسأل أليست عصابة سوات هي فدائيي المالمكي تشبه فدائيي صدام يعني قائد عام قواتنا يقلد صدام في كل شيىء بحصار المدن وبقتل المتظاهرين وبحواجز التخلف التي يعيشها هو وعصابة اللاقانون؟

  5. عادل

    مثلك ومثل غيرك اصحاب الافكار والتصريحات السلبية التي تدعو للانتقاص من القوات الامنية لاينفع معهم الا السوات

  6. خليلو....

    swat:Apolice or military unit specially trained and equipped to handle usually hazadous situations or missions...مبتكر أمريكاني لإعانة الصنائع على قمع الشعوب

  7. ابو محمد

    عن اي امن تتكلمون واي قوات هذه التي تدافعون عنها وعن اي مالكي تدافعون وماذا فعل هذا الرجل للعراق لقد اثبت المالكي بانه ليس زعيم وليس رئيس وزراء لشعب وانما لطائفة عند انفجار مقهى في مدينة العامرية على يد المجرمين من هذه القوات هل كان هؤلاء ايضا مجرمين وانم

  8. البدراني

    هذه القوات هي غير دستورية حتى ان اعضاء مجلس النواب لايعرفون شيئا عنها والاحداث الاخيرة اثبتت ذلك وهي شأن خاص برئيس الوزراءوخارج اطار القوات الحكومية المعروفة وتشكيلاتها مجهولة وغير معروفة.فلم نجد لها خلقا يعرف في الشارع العراقي غير السب والشتم والكلمات ال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram