مدينة سان دييغو الأميركية تعد أول مدينة المدن في العالم تقرر إقامة ٍبطولة للضحك ، واستطاعت أن تجمع آلاف الأشخاص من مختلف الولايات الأميركية للمشاركة في البطولة ضمن فئات الضحك: الأولى من أعماق القلب ، والثانية الضحك المعدي ، والثالثة الضحك الشيطاني ، والرابعة الضحك حتى الإغماء ( بالمعنى العراقي "يخرب من الضحك" ).
منظم البطولة ألبيرت نيرنبيرغ قال "هناك بطولات لكرة القدم والملاكمة ومهرجانات فنية تعنى بالسينما والتلفزيون والموسيقى والغناء تخصص لها الجوائز ، وتحظى باهتمام إعلامي واسع ، ولذلك قررت تنظيم بطولة للضحك". وحول الضحك الشيطاني أوضح أن هذا النوع كان منتشرا في معظم أنحاء العالم واكتسب التسمية من القول إن هذا الشخص يضحك بشكل جنوني لأن الشيطان تقمصه .
وحددت البطولة شروط الفوز بنقل عدوى الضحك إلى الجمهور لأطول مدة زمنية ، من دون أن يتفوه بأية كلمة أو القيام بحركات جسدية لإجبار الجمهور قسرا على الضحك خارج ضوابط وشروط المسابقة التي ستعتمد على الأميركيين حصرا. وربما في السنوات المقبلة ستوجه الدعوات لأشخاص يجيدون موهبة إثارة الضحك من جنسيات مختلفة ، للمشاركة في البطولة ، وفي حال تحقيق هذه الدعوة سيكون العرب أول المستجيبين لها ، وقد يحصدون جوائز البطولة لأنهم في بلدانهم حرموا من الضحك على مدى سنوات طويلة. وربما خارج جغرافياتهم سيضحكون من ممارسات زعمائهم و حكامهم وقادتهم السياسيين، وعلى هامش البطولة الرسمية وتعبيراً عن الانتماء الوطني والقومي سينظمون حلقة بكاء ونحيب وعويل بمشاركة الجمهور عندما يسترجعون أحداث الماضي والحاضر ، وما تختزنه ذاكرتهم من نكبات ومواقف مأساوية احتلت مراحل واسعة من تاريخهم .
البلاد العربية التي شهدت الربيع بحسب وصف البعض أصبحت مؤهلة لتنظيم بطولات الضحك على الحكام ، لأن هؤلاء وبعد أن احتلوا السلطة ضحكوا على الشعب في تحقيق الازدهار والرفاهية ، وابتكروا وسائل جديدة في فرض الهيمنة والاستبداد ، واستخدموا كل الأساليب المتاحة للبقاء على العرش لسنوات طويلة ، وقد يقررون لاحقا وبالاستعانة بالمؤيدين والأنصار وجماهير الحزب الحاكم المليونية وحتى بالمحاكم الدستورية ، إصدار قرارات تمنحهم حق منح مناصبهم للأبناء والأحفاد.
العربي لم يجرب حتى اليوم الضحك على زعمائه لأنه كان ولا يزال ضحية أكاذيبهم، والقول الشهير " الضحك على الذقون " يتردد في البلدان العربية على كل لسان ، وهذا النوع من الضحك هو الشيطاني ، بحسب التفسير العربي أو العراقي ، وخطورته تتمثل بضحك الطبقة الحاكمة على عباد الله من خلال تصريحات المسؤولين بتطوير المحطات الكهربائية ، والخلاص النهائي من سلطة أبو المولدة ، وكساد تجارة بيع المهافيف. وأشهر ضحكة شيطانية أطلقت هذه الأيام جاءت على لسان مسؤول كبير عندما أكد القضاء على جميع المجاميع الإرهابية ورفع الحواجز الكونكريتية من شوارع العاصمة بغداد واستخدامها في ساحة ستخصص لإقامة بطولة للضحك على الحكام، وهو يقصد بهؤلاء من يتولى تحكيم مصارعة الزورخانة على أنغام الجالغي!