TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > متــى يوقنــــون؟

متــى يوقنــــون؟

نشر في: 28 إبريل, 2013: 09:01 م

عندما قلت أمس إني لمست في توسل رئيس الوزراء بالإعلاميين غطرسة وضحكا على الذقون، استاء بعض أصدقاء الفيس بوك من الذين يساندون المالكي. تجنبت الرد عليهم لقناعتي أن "لكل داء دواء يستطب به إلا (الطائفية) أعيت من يداويها". مشكلة الطائفي، سياسيا كان أو مواطنا عاديا، انه يرى الهدم إعماراً والبناء تفليشا حتى وان كان الهدم يشمل سقف بيته.
بعضهم، للأسف، يرى أننا ننتقد سياسة المالكي وأداءه بدوافع شخصية وبعضهم لا يتردد باتهامنا أننا نتسلّم ملايين الدولارات من أجل ذلك. لم أتألم مرة واحدة من كل ما يقولونه اللهم إلا انني أتألم من أجلهم. صعب أن ترى إنسانا يصفق ويطبل ويستقتل من اجل الدفاع عن حاكم يضحك عليه ويستغفله.
كل كلمة كتبتها كنت اعنيها، بقدر ما كان هو لا يعني ما يقول. أيام قليلة وليست أسابيع أو أشهر أو سنين مرت على خطابه الذي تطرقت لبعض مما جاء فيه في عمود الأمس ليناقض نفسه. ففي يوم 25/4/2013 قال المالكي: "الحكومة ومجلس النواب وكل مؤسسات الدولة هي منكم وإليكم وأنتم جميعا شركاء فيها. ولتكن هذه هي المحطات التي تتوقفون عندها للحوار. ليس في المقاطعة وليس في الانسحابات، لأن هذه لا تحل مشكلة. هذه تعقد المشاكل". خوش حجي وخوش نصيحة. لكن من ينصح الآخر بسلوك معين عليه هو أولا أن ينتهج ذلك السلوك. ألم يقولوا لا تنه عن خلق وتأتِ بمثله؟
أمس (28/4/2013)، جاء في الأخبار أن "دولة القانون يعلن استمرار مقاطعته لجلسات مجلس النواب"! هاي شيسمونها بالخير؟ زين شلون ورئيس دولة القانون بنفسه دان سلوك المقاطعة وعدّه واحدا من أسباب جر البلاد صوب الخراب والفتنة؟
قرأت خبر المقاطعة وعدت ثانية لخطاب المالكي فتذكرت محاضرة للشيخ الوائلي رحمه الله عن صديق للإمام علي قد انتابه شك بصدق الإمام. ما أتذكره منها انه بينما كان الإمام جالسا في خيمته يوم معركة النهروان يشحذ سيفه، جاءه رسولان يحذرانه بأن الأعداء قد عبروا النهر. رد الإمام: كذبتما لم يعبروا. جاء غيرهما بنفس التحذير وكذبهما الإمام أيضا. ثم جاء اثنان آخران بنفس الخبر من غير الأربعة السابقين ولم يصدقهما وزجرهما. كان الإمام بعيداً عن ضفة النهر لا يرى شيئا بعينيه. كان صاحبه يسمعه فحدّث نفسه: سأذهب الى ضفة النهر لاكتشف الأمر بنفسي. فان وجدت الأعداء قد عبروا فاني أول من سيحاربه لأنه كذب علينا. وان وجدتهم لم يعبروا كما قال فسأقبل يديه معتذرا. يقول الرجل: ذهبت الى النهر فإذا بالأعداء لم يعبروا. وإذا بأنفاس علي بن أبي طالب تختلج بأنفاسي: أأيقنت يا هذا بأنني صادق؟!
متى سيعرف الطائفيون أننا لم نكذب عليهم أو نضللهم أو نناقض أنفسنا، بل هو الذي يفعل؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. abu attabi

    الم اقل لك سابقا ان من الاحسن لك ان تستحي ولو قليلا يا شيوعي الماضي وبعثي الامس ومنافق الحاضر ولا ادري ماذا ستكون غدا او بعد غد.فهل نسيت ما فعلت حينما كنت تعمل في قناة الفيحاء الفضائية ايها المتصابي

  2. المدقق

    ومن انت ايها الكويتب لكي تشبه نفسك ببطل الاسلام علي بن ابي طالب علي السلام ؟؟ الهذه الدرحة وصلت بكم الحال لكي تضحكوا على ذقون الناس .. الويل لكم من عذاب يوم الدين .. ان المالكي سوف يبقى شوكة في عيونكم ورمحا في خواصركم وسيبقى كل العراق مساندا له ولن تحصدوا

  3. احمد

    روعة هذا المقال تجبرك على شكر الكاتب واعادة قرائته مرة اخرى بكل تاكيد

  4. رياض العلي

    يزخر التاريخ الرافديني في العراق بمظاهرة تمسك الحاكم بالسلطة على حساب الوطن ، وكثير من الحكام العراقيين على مر التاريخ تشبهوا بالصفات الالهية وماصدام الى نموذج قريب للأذهان ومتاح للعقول ، ولو قدر لعبد الكريم قاسم أن يمتد به العمر الى سنوات طويلة ربما لوج

  5. أحمد هاشم الحسيني

    أنتهز الفرصة أولا بأن أوحه كلامي للقارئ المواظب على التعليق باسم المدقق فأقول له ليس من الأخلاق أن تستخدم مثل هذه الألفاظ في تناول كتاب وصحفيين قد نختلف معهم كليا ولكن من واجبنا إحترامهم كما أن إتاحة الجريدة لهذه الفرصة في التعليق ينبغي أن نشكرها عليها ون

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram