TOP

جريدة المدى > عام > سيطر الحقد على قلبه ... فقتل الزوجة وأصاب طفلتها!

سيطر الحقد على قلبه ... فقتل الزوجة وأصاب طفلتها!

نشر في: 28 إبريل, 2013: 09:01 م

أعماه الحقد ... تجرد من إنسانيته ... تحول قلبه الى قطعة من حجر ... لم تجد صرخات الأطفال الأربعة طريقها الى مشاعره ... ذبح أمهم أمام أعينهم ولم تشفع لهم دموعهم حتى الطفلة الصغيرة لم تنج من رغبته في الانتقام ... حاول قتلها ثم طعن اختها الصغيرة في بطنها

أعماه الحقد ... تجرد من إنسانيته ... تحول قلبه الى قطعة من حجر ... لم تجد صرخات الأطفال الأربعة طريقها الى مشاعره ... ذبح أمهم أمام أعينهم ولم تشفع لهم دموعهم حتى الطفلة الصغيرة لم تنج من رغبته في الانتقام ... حاول قتلها ثم طعن اختها الصغيرة في بطنها ... بعد ارتكابه المذبحة ... فر المجرم هاربا من النجف الى البصرة ... طاردته الشرطة ... قبضوا عليه في مدينة الثورة ... أمام الشرطة والقاضي كان الاعتراف بالجريمة البشعة ... ذهبنا الى مدينة النجف حاولت اللقاء بالمتهم للوصول الى إجابة السؤال .... لماذا ارتكب المجرم جريمته ضد الزوجة البريئة وأطفالها ؟

أجابني بعد تردد ... لم أكن انوي قتل السيدة (ز) ولا اصابه أطفالها ... لكن زوجها هو السبب ... لقد اعتدى علي جنسيا اكثر من مرة وطردني من فرن الصمون الذي اعمل عنده واهانني امام كل الناس ... سيطرت علي رغبة الانتقام ... حاولت خداع زوجته لسرقة سيارته من بيته ... لكنها قاومتني ... ولا ادري بما حدث بعد ذلك ... كنت اعمل صباغا للدور في محل في وسط المدينة ... وكنت مكتفيا ماديا من عملي ... اذهب الى عملي وما يرزقني به الله اصرف منه على امي واشقائي بعد وفاة والدي ... التقيت مع (س) زوج القتيلة بناء على طلبه لي ... حيث كنت اعرفه بالسابق عندما كنت مراهقا وقد راودني على نفسي اكثر من مرة ولكن عندما كبرت رفضت ذلك منه وكنت اتحجج باعذار عديدة حتى لا التقي معه ... المهم انه اغراني بالعمل في الفرن وترك العمل في محل الصباغة حيث ان راتبي قليل بالقياس الى ما يدفعه لي في عملي معه بالفرن الذي يمتلكه وقد اعطاني راتبا شهريا اغراني بالبقاء معه وهو بالقياس لراتب ورشة الصباغة مبلغ كبير يجعلني انا وامي واشقائي نعيش في بحبوحة ! ومرت الايام وانا سعيد بعملي خاصة ان (س) زوج القتيلة لم يظهر تجاهي أي عداوة او ضيق الى ان حدث شيء لم اكن أتوقعه وجدت صاحب الفرن يدعوني لمراودته ذات مساء بالفرن عندما كنا وحدنا فيه ... فرفضت ذلك ونهرته وقلت له اني خاطب وسوف اتزوج وقد تركت هذا الفعل المشين عند مراهقتي ولن أعود إليه ... حاول ان يثنيني عن خطيبتي قائلا لي : انها من عائلة غير شريفة واخوتها مشبوهين ... استغربت من كلامه ... حتى انني قبل عودتي الى منزلي ذهبت الى بيت خطيبتي وسألتها ان كانت تعرف صاحب الفرن هذا ... استغربت هي الاخرى وصدقتها لانني اعرف انها شريفة وعائلتها معروفة في المدينة ... يواصل (و) حديثه معي ... مرت ايام وانا غير مرتاح لـ(س) وكنت أسأل نفسي ... لماذا تكلم عن اهل خطيبتي هذا الكلام السيئ ؟ هل يخاف علي ام يريد اشياء اخرى ؟ وجاء اليوم الموعود وجاء وكما يحدث في كل الافران تأخر العجين عن النضوج بسبب انطفاء الكهرباء ... فوجدته يثور ويغضب ويطعن بشرفي ويسبني أمام العمال ... طوال يومين وهو لا يسكت عن السب والتلفظ بألفاظ نابية تجاهي ... وحدث انني دون قصد قلبت بعض الألواح الخشبية (الطاولات) التي نضع عليها عجين الصمون على الارض قبل دخولها الى الفرن ... هنا اشتدت ثورة (س) وزادت شتائمه لي واخذ يضربني بخشبة (تطليع) الصمون أمام عمال الفرن والناس ثم طردني من الفرن شر طردة ... ماذا افعل اصبحت بدون عمل .. .ماذا افعل لو تغاضيت عما حدث لي ... وركزت في البحث عن عمل .. اين هذا العمل ... وورشة الصباغة التي تركتها لن تقبلني مرة ثانية ... لا انكر انني تركت نفسي فريسة لافكار شيطانية سيطرت علي وركزت في الانتقام لابد من رد كرامتي وساجعل من (س) هذا يندم على كل ما فعله بي امام الناس ! فكرت في البداية في حرق الفرن الذي يمتلكه (س) حتى اجعله بلا عمل مثلي ليذوق لوعة البطالة والحرمان ... لكني اجلت هذه الفكرة لاني وجدتها صعبة ... بعد ذلك فكرت في السرقة لكي احقق هدفين الاول انني اعرف اعيش واصرف على امي واخواني والثاني لكي انتقم من (س) وبالفعل سخرت كل تفكيري في هذا الطريق واخذت اراقب تحركات (س) فانا اعرف مواعيد ذهابه ورجوعه الى الفرن وبذلك ساختار الوقت المناسب لكي احقق هدفي ... وتشاء الظروف ان تخدمني ، عرفت ان (س) سيسافر الى كربلاء غدا فانتظرت حتى صباح اليوم التالي بفارغ الصبر ... وعند الظهر اتصلت ببيت (س) ولم اجد احدا يرد علي ... قلت هذه فرصة مناسبة ليس هناك احد بالبيت ... وتوجهت فورا الى هناك ... وتحسبا قمت بدق جرس الباب ... فوجئت بزوجته تفتح الباب وتقول ( منو بالباب ) قلت لها انا (و) ... وقد كانت سيدة محترمة ومتعاطفة معي وتقدر ظروفي ... بعدها أدخلتني الى البيت واخذت تقدم لي الشاي والكيك ... وبعدها طلبت منها مفتاح سيارة (س) لاني محتاجها في مشوار خاص مع العائلة ... فوجدت ملامح الزوجة تغيرت وتقول لي مفتاح السيارة عند زوجي ... وجدت نفسي انفعل والشيطان يحدثني على الاسراع ... اخرجت سكينا كانت معي وهددتها ان لم تعطني المفتاح والفلوس والحلي الذهبية التي عندها فسأقتلها ... انزعجت وحاولت الصراخ ... كتمت صوتها بيدي ودون قصد مني اصبتها بالسكين في رقبتها ... ولا ادري ان كانت تظاهرت بالاغماء ام أغمي عليها فعلا ... تركتها واخذت ابحث في كل مكان عن الحلي الذهبية والفلوس ... وجدت بعضا منها اخذتها ... وفجأة وجدتها تنتفض وتحاول الصراخ مرة اخرى ... كان الشيطان قد سيطر علي تماما ... طعنتها عدة طعنات حتى سقطت في بركة من الدماء ... كان اطفالها الصغار يصرخون حولي ... حاولت احداهن وهي الكبيرة ان تتعلق بسروالي وانا اضرب امها فطعنتها عدة طعنات ولا ادري ماذا فعلت هل ماتت الطفلة ... خرجت مسرعا من البيت ... لم اكن ادري الى أين اذهب ... قادتني قدماي الى حي العسكري حيث يسكن اخي ... وجد الهلع على وجهي سألني ماذا عملت ... حكيت له القصة كلها – طردني من منزله فورا ... تركت بيت أخي وسرت في الشوارع ركبت سيارة كيا قادتني الى الكراج وانا أفكر أين اذهب ؟ حتى وصلت الى الكراج وهناك استقر رأيي على الهروب الى البصرة حيث يعيش هناك خال امي ... اخذت اول باص متجه الى البصرة ... وصلت هناك .. وقلت لاقاربي في البصرة – انا جئت في زيارة خاصة لمدة يومين وارجع بعدها للنجف ... رحبوا بي على عادة اهل البصرة خاصة وانني من أقربائهم ومضى وقت لم يشاهدوني ... بعدها عدت الى بغداد حيث سكنت في بيت احد أقربائي بحجة ابحث عن عمل في بغداد ... ولم يمض على ذلك سوى اسبوع حتى وجدت مفرزة من الشرطة تطوق بيت اقربائي ... حاولت الهروب ... سقطت من السطح انكسرت ساقي ... قبضوا علي واعادوني الى النجف مرة ثانية وها انا امامكم انتظر مصيري المؤلم الذي قدت نفسي اليه بسبب تفكيري الطائش وسيطرة الحقد على قلبي حتى اعماني وقتلت الزوجة البريئة الطيبة ... انا نادم واستحق ما يحدث لي ... لكن زوجها (س) هو الذي أوصلني الى ذلك ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. شوكولا

    الله يغفر له

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

في مديح الكُتب المملة

مقالات ذات صلة

في مديح الكُتب المملة
عام

في مديح الكُتب المملة

كه يلان محمدرحلة القراءة محفوفة بالعناويــــن المـــــــؤجلة مواجهتُها، ولايجدي نفعاً التسرعُ في فك مغاليقها.لأنَّ ذلك يتطلبُ مراناً، ونفساً طويلاً وتطبيعاً مع المواضيع التي تدرسها تلك الكُتــــب.لاشــكَّ إنَّ تذوق المعرفة يرافقه التشويق باستمرار،لكن الـــدروب إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram