TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جنون سياسي يا قناة العراقية

جنون سياسي يا قناة العراقية

نشر في: 28 إبريل, 2013: 08:01 م

 

ليلة صعبة امضاها العراقيون بعد مقتل الجنود الابرياء ظهر السبت. القلق لم يتوقف والجميع ظل يخشى ان يكرر السلطان "صولة الحويجة" في الرمادي، اي معقل العشائر المحاربة التي تشعر بالغضب. وتكون النتيجة مصرع الكثير من ابنائنا في الجيش وفي صفوف مسلحي القبائل.
الكآبة تخيم على وجوه الناس هذه الايام. من يحب الحرب متحمس لها، (ولا ادري لماذا يحب الناس في العراق مزيدا من الحرب؟) لكن كثيرا من الشباب استأنفوا التفكير بالهجرة، وهم يسألون: كنا نهرب الى سوريا، فأين المهرب اليوم؟
الجنود المغدورون في الرمادي. المعتصمون المغدورون في الحويجة. الخيام التي يحرقها الجيش بأوامر بلا اي حكمة. قلق كل هؤلاء انتهى لانهم رحلوا بكل الالم الذي يمزقنا منذ عقود.
الكثير من انصار السلطان يقولون: هل هذا ما اردتموه حين تحمستم للمظاهرات؟ يسألوننا شامتين. وكأن علينا ان نسكت على ادارة المالكي السيئة لكل الازمات، او نتحمل وزر حربه. هو يريد ان يستبق الحل السياسي ويزج بالجميع تحت رحمة الحلول العسكرية. هو لا يريد تظاهرات سلمية وبرلمانا يحاسب ودستورا يطبق وحوارا سياسيا يبعد عن العراق شبح الصراع. هو متألم لان الناخب الشيعي عاقب ائتلاف دولة القانون والخسارة بعشرات المقاعد، والخسارة مضاعفة لمرشحي حزب الدعوة. انه يتقمص شخصية الانتحاري هذه اللحظة ويواجه رجال النقشبندية والقاعدة الانتحاريين، ويعتزم ان يخيرنا بين هذا المعسكر وذاك، كي نصوت له في الانتخابات خوفا من انتحاريي النقشبندية.  
وهل نغفر لقناة العراقية فعلتها لحظة تصاعد القلق؟ لقد اظهرت صور جثث الجند الشباب المغدورين وراحت الكاميرا تركز على وجوههم المتألمة التي كتب القدر على سحنتها عبارة "انا ضحية غياب عقولكم جميعا". وهل سمحت عوائل الراحلين بهذا؟ هل فعلها جيش محترم في الدنيا مع جنده؟ وما هي قيمة بقاء مدير التلفزيون محمد عبد الجبار الشبوط ٣٠ سنة في اوربا، وحديثه عن المعايير الدولية. ومن الذي سيحاسبه؟ وقد صحونا صباحا ووجدنا السلطة تكافئ قناة العراقية على الفعل المخزي، بتخليصها من ١٠ فضائيات منافسة، وكأن السلطان يريد ابعاد الشهود عن مسرح عمليات يجري الاعداد له،  وكأنه يريد ابلاغنا بأن الشاهد الوحيد على ما سيجري سيكون السيد الشبوط وقناة العراقية، وقد يعرض جثتي او جثتك وينتهك حرمتها على الشاشة. لماذا؟ لكي يتاجر بها قبيل الانتخابات؟
من فعلها في الحويجة لم يتعض وراح يطبل لفصل جديد من الحرب. الكلمات والتعبئة تشي بذلك ومشكلة الانبار ستكبر وصمت الساسة لايبقي عقلا في رؤوسنا.
مقتدى الصدر كتب بيانا متوازنا ليلة القلق، ولم ينس الانتخابات. ان الاخطر هو توقعات الصدر بأن امامنا ١٠ شهور من الحملة الدعائية التي ابتدأها المالكي. وهل سنبقى خلال هذه الشهور نتفرج على مسلسل طويل اسمه جنرالات المالكي الذين لا يخافون الحرب ويريدون إلغاء السياسة وإدخال الدبابات الى البرلمان؟
صعب ان يكون السياسي في مواجهة مع شعبه. صعب ان يتحداهم ويراهن على فض اعتصاماتهم بالقوة. تحدي غضب الجمهور في تلك المحافظات ليس مجرد زيادة في الشرخ الوطني لان العظم سينكسر والاذرع ستلوى في اي لحظة، وهي عظام وأذرع عراقية يسرة ويمنة.
منجز المالكي انه زاد قناعة السنة بضرورة ان يحصلوا على لامركزية عسكرية. بعد هذه الحوادث ستبدأ مطالبات جدية بالاستقلال الأمني على طريقة كردستان. لايوجد كردي واحد اليوم يقبل ان يكون تحت رحمة جيشنا، ولن يبقى سني واحد خلال فترة وجيزة، يقبل البقاء تحت سلطة جيشنا. والخشية تتسرب الينا ايضا نحن الذين لسنا سنة ولا من كردستان.
توظيف هيبة الجيش واستغلالها في اخضاع الجمهور انتج الكراهية الكبرى وأضاع منجزات العمل المشترك في العصر الذهبي لستار ابو ريشة يوم كانت الصحوة جهاز استخبارات يفكك الخلايا التكفيرية.
المالكي كان سعيدا بالصحوات لكنه ارادهم مجرد ذيل سياسي في كتلته، وحين رفضوا اصيب بالجنون. ان اتساع معسكر خصومه يصيبه بالجنون. حصول الحكيم والصدر على نصف اصوات الشيعة يصيبه بالجنون. غضب الجميع على فعلته في الحويجة يصيبه بالجنون ايضا.
وهل سيقبل كردي او انباري او نجفي بأن تجري معاقبته سياسيا بجيش يسيطر عليه المالكي ولا يحاسبه البرلمان؟ وهل يقبل اي منا ان تقوم قناة العراقية بعرض واحد منا ميتا في نشرة العاشرة مساء؟ وهل سيظل مجنونا حتى الانتخابات؟

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 7

  1. المدقق

    بئسا لك ايها الكاتب العنجوكي حين تساوي بين الشهداء من ابناء قواتنا المسلحة البطلة التي تريد حماية العراق وبين المجرمين القتلة في حويجة العار . فانك بالتاكيد قد اصبت بحالة هستيرية من فوز المالكي في الانتخابات غصبا على خشومكم ورحت تدعي بخسارة المالكي تغذية

  2. أحمد هاشم الحسيني

    في البدء لا أقبل كقارئ من كاتب بمثل شهرتك في الإعلام العراقي ألا يلتفت الى أخطائه الإملائية فيكتب من فعلها في الحويجة لم يتعض وقد طالبتك كقارئ بأن تراجع مقالتك قبل إرسالها الى الطباعة فلا يليق بجريدة وكاتب أن يقع في مثل هذا الخطأ الذي تكرر عند كثيرين

  3. عراقي يحب وطنه

    السلام عليكم اخي كاتب المقال لم تكن منصفا ابدا و وقعت في ما اتهمت به غيرك. لا اعرف لماذا تنتقد قناة العراقية لاظهارها نموذجا من عشرات النماذج لنهج الارهاب المقنع الذي اصبح اليوم مكشوفا و بلا اي حياء. اخي العزيز ساعة واحدة في مقاطع اليوتيوب لخطب و مواقف ال

  4. كاطع جواد

    الاعلام هو السلطة الرابعة ودور الاعلام الحقيقي هو ليس المدح والتطبيل بالتأكيد كما في زمن الطاغية صدام ، بعد عام ٢٠٠٣ كان من المفروض ان نسير بالاتجاه الصحيح بعد سنوات القهر والاستبداد ، لكن البعض لا يروق لهم هذا فكل ما يريدوه من السيد سرمد وأمثاله من الأق

  5. احمد

    بالنسبة للسادة المعلقين ان افترضنا صحة ما تدعون فما هو الحال بالنسبة لقتل جنود الجيش العراقي بالانتفاضة الشعبانية 1991؟.... هل نعتبرهم شهداء على نفس مقياسكم الحالي وان كانوا كذلك فماذا تقولون عن ثوار الشعبانية؟.......

  6. علي ابراهيم

    ان مواقف العراقية لا تخفى على الجميع فهي ليست باقل شرا من الشرقية او مثيلاتها من القنوات المحرضة وامثلتها كثيرة فان كانت الشرقية و اخواتها تثير اهل السين فان العراقية واخواتها تثير اهل الشين وتاه املنا بالحق بين تردد واخر واما استعراضات اللافي وخطبه العصم

  7. علي ابراهيم

    ان مواقف العراقية لا تخفى على الجميع فهي ليست باقل شرا من الشرقية او مثيلاتها من القنوات المحرضة وامثلتها كثيرة فان كانت الشرقية و اخواتها تثير اهل السين فان العراقية واخواتها تثير اهل الشين وتاه املنا بالحق بين تردد واخر واما استعراضات اللافي وخطبه العصم

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram