TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شيعة ضد الحرب.. لماذا ربح الحكيم والصدر؟

شيعة ضد الحرب.. لماذا ربح الحكيم والصدر؟

نشر في: 29 إبريل, 2013: 08:01 م

وسط كل الموت والبربرية، علينا ان نرى حقائق جديدة في السياسة الشيعية.
لقد حصد الحكيم والصدر تقريبا نصف اصوات الشيعة رغم انهم لم يستخدموا العواطف الطائفية الرخيصة ولم يقل احد منهما انه "مختار" لهذا العصر او زعيم لأمة "ما ننطيها".
هذا تسجيل لدردشة مع واحد من اصحابي الاذكياء. وهل هناك ألذ من دردشة مع الاذكياء؟ وهل كانت الهزائم ستتراكم حول السلطان لو كان معه بضعة عقول نظيفة؟
طيلة الشهور الماضية راهن المالكي على هزيمة الحكيم والصدر امام "مختار العصر" في اقتراع المجالس. لكن احلامه فسدت. شعر ان الحكيم والصدر سيعجزان عن ركوب الشعار الطائفي، فبطل طوزخورماتو وقمع المظاهرات واعدام الهاشمي ومطاردة العيساوي، هو المالكي وحسب. لكن الناخب الشيعي قال للمالكي وبمعدل يقرب من ٥٠ في المائة، ان حساباته خاطئة، فجزء كبير من الشيعة لايريدون حربا. وجزء كبير من الشيعة يدركون ان المالكي وفريقه العسكري والسياسي اهدروا ٧٠٠ مليار دولار وتركوا المدن الشيعية تعاني الفقر و٣٠ في المائة من سكانها يسكنون الحواسم والعشوائيات. الناخب الشيعي لم يتعرض للخديعة بنسبة كبيرة تثير الاعجاب.
ولقد فسدت احلام السلطان مرارا. كان بعد صولة الفرسان عام ٢٠٠٨ يريد ان يظهر كرجل عصري متصالح مع علمانيي الشيعة والسنة، كي يهزم مرجعيات دينية توصف بالتشدد.
لكننا اكتشفنا بعدها ان صولته تلك لم تكن انحيازا لمعايير الدولة الحديثة، بل برغبة اخضاع المنافس وحسب. لذلك راح يتورط بصولة اثر اخرى ويفضح معاني صولاته المكنونة المفرغة من كل معايير الدولة والقانون. صولته الاولى اربحته وجعلت كثيرين يرون فيه حامل لواء القانون، وصولاته اللاحقة فضحته وجعلته يظهر بصورته الصريحة متشبثا بالسلطة بأي ثمن، يريد من الناخب ان ينسى الفساد والفشل والفقر ويمنح صوته لحامي الحمى الذي يصنع خمسة اعداء جدد كل يوم في الداخل والخارج.
المهم في الامر ان الحكيم (وكذلك الصدر وطاقمه الشاب) يدرك انه ربح اصوات الشيعة، بسبب رفضه الصعود في مركب الطائفية الفاشية المحاربة التي سوقها المالكي. ولكي يبقى يكسب تلك الاصوات فان عليه ان يظل عنصر اعتدال وتصحيح ومراجعة وصولا الى حكومة ٢٠١٤.
الانتخابات اثبتت ان نصف الناخبين الشيعة على الاقل يقفون ضد الحرب. لذلك صوتوا للصدر والحكيم بوصفهم "شيعة ضد الحرب". شيعة حافظوا على تفاهم متين مع الاكراد والسنة، وراهنوا على شراكة مسؤولة تجنب البلاد المزيد من الدم.
هل سيتحالف الحكيم مع المالكي ويخرب اسباب فوزه؟ لا يعتقد المراقبون ذلك. فطاقم الشباب ومن تبقى من الحكماء، تصالحوا مع شرائح واسعة في المجتمع وراحوا يعملون بذكاء ويضخون دماء جديدة في فريقهم. ويكسبون ثقة الجميع ويحجزون مكانا في المستقبل. انه مستقبل يخلو من صورة المالكي اذ لا يوجد شريك شيعي او غير شيعي، يرغب بوجود شخص مختلق المشاكل على رأس السلطة بعد انتخابات ٢٠١٤.
في انتخابات البرلمان بات معقولا ان نرى نتائج اوضح سيحصدها تحالف "شيعة ضد الحرب" المكون من الصدر والحكيم وعبد المهدي والجلبي وآخرين مدعوما بمواقف مرجعية النجف ومراكز القوى الاجتماعية الكبرى من البصرة حتى بغداد. ومدعوما بتقاربه وتفاهمه مع محور اربيل النجف والعراقية. انه التحالف المدافع عن التعدد السياسي والشراكة المسؤولة وهو التحالف المعارض للولاية الثالثة. التحالف الذي سيفوز ثانية بشكل ابرز في انتخابات البرلمان، والمرشح للحصول على نحو ٨٠ الى ٩٠ مقعد يمثل الاعتدال الشيعي في البرلمان، وهذا ما يصيب المالكي بالجنون.
التحالف الشيعي المعارض للحرب هو طرف بات يراجع العلاقة مع ايران ايضا ويخوض معها حوارا مليئا بالعتاب المر. وطهران واميركا يراقبان، لا نتائج الحكيم والصدر وحسب، بل الاقتراع الذي اثبت ان نحو نصف الشيعة معارضون للولاية الثالثة ولحرب مختار العصر وزعيم "امة ما ننطيها".
وسط كل الموت والبربرية، علينا ان نرى حقائق جديدة في السياسة الشيعية. كل هذا سيعيد حسابات الجميع ويقلب بعضها رأسا على عقب. وسنرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 9

  1. المدقق

    عبثا تحاول ايها العنجوكي فابو اسراء فاز بالانتخابات وسيفوز في الانتخابات المقبلة انشاء الله ويحطمكم ويكسر انوفكم جميعا وغصبا عليكم يفوز لانه الحق وانتم الباطل وخلي تفيدك احلامك المريضة ... لبلبي لبلبي لبلبي لوووووووووووووز ....

  2. ابو محمد

    اعتقد ان عقدتك من المالكي انستك شئ مهم ايها المحلل الغطحل هو مهما تكن الخﻻفات بين الكتل الشيعية اﻻ انها ستبقى متحدة ضد كل الحاقدين و اﻻرهابين والبعثين والباحثين عن اي فرصة لتفريقهم ولديهم من القيادات العقﻻنية ما يكفي لديمومة اتﻻفهم المبارك الفائز اﻻكبر ب

  3. كاطع جواد

    العراقيون دون استثناء يرغبون بالسلام والطمأنينة والدعة ، العراقيون ملوا من كثرة السيطرات والاختناقات المرورية التي تسببها ، تقلب الأسعار بفعل التوترات التي يشهدها العراق ، التوقف في مسيرة العراق الاقتصادية كلها هموم تقض مضجع العراقيون ، الخوف من الغد ، من

  4. حازم فريد

    يعني المالكي أهدر 700 مليار دولار ؟ هسه حتى اذا تريد تأكل ويه العميان ،شويه أنصف يا سرمد

  5. سامر أحمد

    أن يمارس الكاتب العمل الصحفي بهذه الطريقة الرديئة يبعث على الحزن فعلا. لست من مؤيدي المالكي ولكن كيف نقلب من فوزه في الأنتخابات الى هزيمة مدوية؟ هل هذه هي الأمانة الصحفية؟ ان من أول واجبات الصحفي أن يتحاشى تسطيح وعي الناس واللعب على عقولهم،،، بامكانك ان ت

  6. اسامة الزبيدي

    لا فظ الله فوك يا سرمد القلم الحر النزيه لقد اجزت وكفيت و اشرت بقلمك مكامن الضعف العراقي المتأتي من سياسات صبيانية رعناء لحاشية ولا افسد في التأريخ العراقي القديم والحديت لقيادة (حكومة)جاءها القدر بطبق التسلط على العباد دون عناء ، المهم في كل هذا وذاك ان

  7. ابو مودة

    لم يكسب المالكي الا الطبقة الطائفية التي تشبهه ،الكثير من اهلنا في الجنوب يقفون بصمت امام جرائمه وافعاله الخسيسة من غير رضى بهذا الواقع المزري ..كان للنائبة الصدرية مها الدوري في اللجنة المشكلة من قبل مجلس النواب للتحقيق في احداث الحويجة دورا مهما في الكش

  8. أحمد هاشم الحسيني

    سرمد الطائي يحلم ومع أن الحلم حلم يقظة بمعنى أنه يستطيع التحكم بتفاصيله فإنه يأبى إلا أن يستغرق فيه ويهدر وقته في التعويل والخيال بأن مقتدى الصدر يشكل بديلا حقيقيا للمالكي أو أنه أفضل منه في تفكيره وخياراته ، ما تعرفه يا سرمد الطائي هو أن الصدر صاحب سطوة

  9. ابن العراق

    مازلنا في ساحة معركة الحسين مع يزيد وكيف ان شيعة الحسين تخلوا عنه وحاربوه معركة حق ضد باطل ان الا انهم الجميع يزيديون, يوميا يقتلون الحسين. الحكيم والصدر هدفهم الكرسي الذي يجلس عليه المالكي والاخير يقتل الحسين الف مرة ولاينطيها كما يفعلون هم ايضا. والهمج

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram