الجميع يعرف فريق الصناعة اسم كبير بين فرق الدوري العراقي على مرّ المواسم الماضية وتأريخه يشهد له بذلك كونه خرّج العديد من اللاعبين الدوليين الذين ذاع صيتهم على أديم الملاعب الخضراء خصوصاً انه قبل موسمين أحرز المركز الثالث في تسلسل فرق الدوري بعد فريقي الزوراء وأربيل واستبشر القائمون عليه خيراً لاسيما ان من يقود هذا الفريق هو ابن النادي واللاعب الدولي السابق قحطان جثير الذي حاول بكل ما يملك من خبرة دولية ان يقود الفريق الى المكانة التي احتلها بين فرق الدوري خلال المواسم الماضية.
هذا الموسم شهد هبوطاً مفاجئاً لهذا الفريق الذي تزعزعت صورته خلال الموسمين الاخيرين خصوصاً الموسم الحالي الذي شهد تراجعاً خطيراً لهذا الفريق قد يكلفه البقاء في النخبة ، فهو الان يُعد في حساب الهابطين الى الدرجة الممتازة ، وهذه تعد كارثة كروية حقيقية لأحد الفرق العراقية العريقة.
تساؤل مشروع للعديد من المراقبين والمتابعين للصناعة : ما الذي جرى لهذا الفريق وجعله يتقهقر الى هذه الدرجة المخيفة ، وكلنا نعرف ان القائمين على النادي هم انفسهم منذ سنين بعيدة حتى الآن والجهاز الفني هو ذاته واللاعبون هم من مثلوا الفريق للسنوات الاخيرة ، ترى ماذا حل بكرة الصناعة بحيث اصبح لاعبو هذا الفريق لا يستطيعون مجاراة اي فريق يواجههم بحيث هُزم الفريق مرتين خلال الخمسة ايام الاولى امام الشرطة بثلاثة اهداف نظيفة والأخرى امام الميناء بسداسية نظيفة أي ان الفريق خسر تسعة اهداف خلال مباراتين متتاليتين وهذه سابقة خطيرة لم تألفها ملاعبنا من قبل ليعود اخيراً ويتعادل مع نفط الجنوب بهدف جاء في الوقت الضائع من المباراة والطامة الكبرى ان هذه النتائج المخيبة للآمال تأتي وهو يخوض المباريات على ملعبه.
الأمر الثاني الذي دهشنا ، بل وصعقنا حقاً ان فريق الصناعة لا يستطيع ان يسجل ولو هدفاً واحداً خلال المباراتين اللتين خسرهما أي انه لا يقوى على فك طلاسم الفرق التي يواجهها والذي شاهدناه في مباراته امام الميناء كان بمثابة مهزلة كروية فادحة بحيث بات لاعبو الميناء يصولون ويجولون ويتلاعبون بمشاعر اقرانهم من الفريق الصناعي من دون أية مراقبة او انقضاض من خصومهم ليسجلوا ستة اهداف من حالات انفراد تام مع حارس المرمى بصورة لم نرها من قبل ، فـأين الدفاعات وأين خطة المدرب بتحصين المنطقة الدفاعية التي باتت مسرحا للطلعات المينائية التي تفنن لاعبو هذا الفريق بالتسجيل من جميع الاماكن ؟
نطالب إدارة نادي الصناعة بوقفة جادة وصريحة والتركيز على مكامن الخلل داخل صفوف الفريق والأمور الفنية التي من شأنها أن تعيد الفريق الى الواجهة مجدداً بدلاً من التذرع باسباب ذلك التقهقر ووضعها على شماعة المدرب السابق ، والأخير يضعها على شماعة الادارة من خلال ما توضح في شاشات التلفاز ، لان هذه الاطراف بدأت تتراشق الاتهامات بسبب تدني نتائج الفريق خصوصا وان الفريق تم تجديد جميع خطوطه من خلال الاستغناء عن عدد كبير من لاعبيه الذين مثلوه خلال المرحلة الاولى واستقطاب عدد آخر من اللاعبين الذين مثلوه نهاية المرحلة الاولى ولا زالوا معه حتى الان ، وهناك فسحة زمنية كبيرة بإمكان هذا الفريق الفتي الذي كان يوماً ما الحصان الأسود للدوري العراقي ان يعيد نفسه مجدداً لاسيما ان من يقوده هو المدرب رحيم حميد الذي يمتلك الكثير من الخبرة والدراية التدريبية التي تؤهله لان يعيد الفريق الى سابق عهده وينتشله من الغرق الذي قد يطيح به خارج اسوار النخبة ، فليس من المعقول ان الفريق يخوض ثلاث مباريات وتدخل مرماه 10 اهداف مقابل ان يسجل هدفاً يتيماً في الوقت بدل الضائع !
كرة الصناعة إلى أين ؟
[post-views]
نشر في: 29 إبريل, 2013: 09:01 م