بعد تدمير العراق، إنسانا وأرضا وحضارة، ماضيا وحاضرا ومستقبلا بحجة إمتلاكه أسلحة دمار شامل يهدد البشرية (كذا) ويمحق حيوات وأمن سكان الكرة الأرضية ( كذا 2).
بعد إشاعة الخراب والفوضى في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا.... والآتي أعظم. وبشتى الحجج. بعد التلويح بضرب إيران –قريبا– للحؤول دون امتلاكها أسلحة دمار شامل (تاني؟!). تجيء الأخبار العلمية الصاعقة عن أشعة الليزر.
ذاك الشعاع الرهيف الرحيم من خالص الضوء، الذي طالما كرس في المجالات الإنسانية، منذ اكتشافه عام 1960 ولحد الآن، في الطب، لرتق فتوق شبكية العين، في عمليات تقويم الأسنان، وقروح اللثة، في مداواة الجروح والقروح، في معالجة مرض البهاق الجلدي، في إزالة الشعر، في تفتيت الحصى في المرارة والمثانة والحالب، في التكنولوجيا الحديثة والأقراص المدمجة، في لحيم وفك أواصر الفلزات الثقيلة، في التعقيم، في تنشيط التربة، في تحفيز الكلوروفيل في النباتات عند غياب الشمس. في .. وفي، والقائمة تطول. تجيء لنا عربة الأخبار بنبأ ، تطلق عليه بعض وسائل الإعلام صفة (البشرى)!
ملخص البشرى: إن الشعاع الرهيف الذي كرس لأهداف إنسانية سلمية ونبيلة، سيستخدم ويستغل لصالح الأغراض الحربية العسكرية، الدفاعية والهجومية!! لن يكلف دافع الضرائب الأميركي إلا أقل القليل! فالحزمة الضوئية المستعملة، والتي بإمكانها أن تدمر طائرة (ات) وهي محلقة في الجو ، أو جاثمة في المرائب ، او بمقدورها تذويب السفن والبوارج، وهي راسية وهي ماخرة عباب اليم، كل ذلك لا يتجاوز كلفته الدولار الواحد -ليس في الرقم سهو- عجايب، والأعجب، إن كلفة صاروخ توم كروز عابر القارات، تتجاوز العشرين مليون دولار.. أي نصر أميركي مؤزر!!
المعجزة، المفخرة في إستعمال الليزر في الأغراض العسكرية، الحربية، إن الأشعة الموجهة ضد أهدافها من سفن وطائرات ومنشآت. لا يمكن تفاديها، أو التصدي لها، إذ لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولا سماع رعودها او جلجلتها حين إطلاقها، كما هو الحال في الصواريخ والقنابل وسائر المتفجرات.
يعني .. بالمختصر المفيد ، أن ليس بمقدور الربابنة او طواقم السفن والطائرات المستهدفة، تلمس وحشية هذا السلاح البتار او سماع ولو همس قرقعة او فرقعة، إلا بعد ان تكون السفينة او الطائرة قد ساحت كالزبدة فوق صفيح ساخن، ويصبح الطاقم والربابنة في خبر كان.
هذا هو ما أجيز نشره وإذاعته، ويقينا، يقينا، ليس هذا آخر ما لدى مراكز الأبحاث الأميركية (!) المتطورة من جديد مخبوء ليوم الحاجة. فماذا عند السادة حكام وحكماء وعلماء الدول المستضعفة؟ ماذا عن الشعوب الغلوبة على أمرها، التي يتقاتل سياسيوها على كرسي تهتز قوائمه ومسانده، خوفا وقلقا كلما مرت نسمة، او تسافعت ريح؟
ماذا عند المتكالبين على الفوزبقضمة من كيكة مسمومة مزينة بالعسل في قصعة من خالص الذهب مترعة بالدم غاصة بالأشلاء؟
ما أكثر العبر يا إلهي، ويا إلهي ما أقل الاعتبار؟!
ليزر: للبرء أم للسقام؟
[post-views]
نشر في: 29 إبريل, 2013: 09:01 م