أجزم بان الفضل في وقف نزيف الحرب الأهلية التي اندلعت في عامي 2006 و 2007، يعود للشعب العراقي. كل من يدعي انه صاحب الفضل في ذلك، من الحكومة أو الجيش أو القوى الأمنية أو حتى القوات الأمريكية أو ما يسمي نفسه "مقاومة"، فهو كاذب.
خمس سنوات مضت ولم نر فيها من السنة والشيعة، خاصة العشائر، من هدد مرة أخرى، برفع السلاح في وجه الآخر أو نادى بإبادته. ربما كان يحدث ذلك في حالات ضيقة جدا وعلى لسان بعض الأفراد من هذا الطرف أو ذاك، لكنها لم تصل الى مثل ما وصلت إليه اليوم بعد اندلاع التظاهرات السنية.
شيء مرعب حقا ان نسمع بتأسيس جيوش متعددة داخل دولة واحدة. الجيش لا يسمى جيشا إن لم يكن مسلحا، فأين كان كل هذا السلاح؟ قطعا كان موجودا لكن أحدا لم يستعمله أو يفكر باستعماله ضد الجيش الرسمي أو ضد الناس. ما اقصده بالضبط هو أن السنة في المنطقة الغربية ثبت بان لديهم أسلحة كافية لتسليح جيش أو ربما عدة جيوش. وها هي أيام ما بعد مأساة الحويجة تثبت لنا بان السنة لو ارادوا القتال مع الجيش الحكومي أو استهدافه لفعلوا منذ سنوات.
عندما يصل الأمر الى سفك الدماء وتعرض البلاد والعباد لكارثة طائفية ستحرق اليابس والأخضر، لا بد من الحديث صراحة من دون مجاملة أو حساب لأي طرف مستفيد من سفك الدم. علينا الاعتراف بان سبب عدم استهداف السنة للجيش العراقي لسنوات عدة، لم يكن بسب أنهم لا يمتلكون أسلحة أو انهم ليسوا قادرين على ذلك، ولا بسبب ان الجيش والقوات الأمنية قوية كما يروج بعض من في السلطة. الأحداث المؤسفة الأخيرة التي استهدفت القوى الأمنية والعسكرية في المناطق الغربية تؤيد ما أقول. السبب الحقيقي هو انهم ما كانوا يريدون حربا مسلحة لا مع الجيش ولا مع الحكومة ولا حتى مع الشيعة. عدم استعمالهم السلاح الذي كان بين أيديهم وفي بيوتهم بهذه الكثافة معناه انهم كانوا راضين بنظام الحكم القائم. الأكثر من هذا انهم ساندوا الدولة بصحواتهم المشرفة ضد القاعدة. كانت فرصة لو أجادت الحكومة استثمارها لما وصل بنا الحال الى ما هو عليه اليوم.
مئات الاف السنة الذين خرجوا في مظاهرات سلمية لعدة أشهر رافضين حمل السلاح، لم يخرجوا على الدستور ولا على الشرعية. لكن، وبسبب ولعه بتشكيل اللجان "السلحفاتية" في الاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة وشتمه لهم وتهديدهم بـ "انهوا قبل ان تنهوا"، يتحمل رئيس الوزراء وزر كل قطرة دم سفكت من الجيش او من المتظاهرين. سدّ المالكي ومقربيه وأصحابه آذانهم عن مطالب المظلومين. لم تلتقط آذانهم غير الأصوات الإرهابية ذات النبرات الطائفية النشاز التي أندست بين المتظاهرين فكبرتها وسوقتها للشيعة من اجل إخافتهم والاستحواذ على أصواتهم الانتخابية.
أنا يائس، مثل يأس إبليس من الجنة ، من ان يعترف المالكي بأخطائه المميتة فيعتذر او يستقيل تاركا فرصة للشعب ان يجد طريقا أسلم للتعايش بين مكوناته. لكن يأسي هذا يقابله أمل كبير بالشعب العراقي الذي يعود له الفضل، كما قلت، في انه عاش سنوات بلا اقتتال طائفي رغم وجود السلاح بوفرة على سطح الأرض التي يمشي عليها وفي باطنها.
الأمل بالشعب لا بالحكومة
[post-views]
نشر في: 1 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 3
المدقق
من اين تجدون هذه الاكاذيب والخزعبلات لتوهموا بها الناس البسطاء ؟؟ ومن اين عرفتم بان ارهابيي السنة لا يريدون استهداف الجيش والشيعة ؟؟ هل كنتم معهم ام هل اشتركتم في تحريضهم على ذلك ؟؟؟ اجبني ايها الكويتب ام انكم قد ارتعبتم من النجاح الذي ححقه المالكي في انت
abu attabi
عجيب امرك يا متفلسف فباي منطق تريد ان تضحك على الناس ٠يكفيك انك اثبت من خلال تاريخك الاسود انك اخر من يحق له ان يدافع عن المتظاهرين الشرفاء الذين هم من كل الطوائف نفس واحده ايها المنافق ٠ كل ما اقوله لك ان تنظر لماضيك قبل ان تتكلم عن غيرك ، اسئلك واتحداك
واثق العاني
الاستاذ هاشم العقابي المحترم تعليقا على مقالك الرائع ارجوا ان يتسع صدرك لاروي لك هذه القصه : قبل حوالي اربعة سنوات وتحديدا في موسم الحج لعام 2009 كان هناك مجموعه من الرجال والنساء في قضاء القائم (اقصى غرب محافظة الانبار) ينتظرون الباصات