TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ويل للمتعففين

ويل للمتعففين

نشر في: 1 مايو, 2013: 08:01 م

من يتجرأ ويقدم على شراء آهة حرى  معروضة للبيع ‘ أغامر بالقول : أن لا أحد .
ما من مرة سمعت أو قرأت ، أو شهدت حالة من حالات حرمان العراقي وعوزه وحاجته ، لا سيما المثقفين ، وعشاق الكلمة ، والأنقياء  في مهنة البحث عن المتاعب ، إلا وتشفعت ببيت شعر للسياب : ما مر عام والعراق ليس فيه جوع ،، مطر مطر ، مطر.
ما من مرة لاحت لي حاجة الصحفي وعوزه حتى لا يكاد يجد ثمنا لدواء ، إلا وتحسست موضع ندبة في القلب ، بقايا جرح عميق الغور ، ورئيس التحرير – عليه ألف رحمة __يأمر بتخفيض المكافأة ( خمسة دنانير ) التي اقترحتها رئيسة القسم  آنذاك ، العزيزة أمل  الشرقي ، عن تحقيق طويل عريض أجريته في إصلاحية الأحداث
ليهمش على ورقة الصرف : يصرف ثلاثة دنانير.
ما الفائدة من تكرار  العرضحال مرارا ، ما دام التهوين والحط من شأن الصحفي ، بالتجاهل والنبذ – ناهيك عن القتل – غدا شيمة في عرف أهل القرار ، وشطارة ، وإثبات ذات .
ليس اسم الزميل الصحفي الذي يحتاج لعلاج سريع ، والذي أضن باسمه تكريما له ، ونأيا بحالته عن مزاد التسول ، واستجداء شفقة .. أقول ليست حاجته الماسة للعلاج ، ولا خبر التبرع  ومد يد المساعدة من هذا الصديق الوفي أو ذاك ، هو الذي نكأ  الدملة ، وخز العين  ووخز الضمير ، بل نكهة الذل والإذلال ، فليس مثل   وجع الصدقة المعلنة على الملأ   وجع  ومهانة ، كما نثر الملح على جرح فاغر .  
السؤال الجارح الذي لا بد منه . ماذا حصد العراقي الأعزل ، غير المدجج بحماية كيان ، أو مسنودا بكتلة ؟
وقد استبدل دكتاتورية سافرة ، بديكتاتوريات مقنعة ،
ليس جديدا ما سأورده باقتضاب عن ديمقراطية الكفار في بلد الضباب  علما أن الحقوق فيه ليست مثالية ، كما في بعض بلدان أوروبا  كالسويد وألمانيا .
الفرد ، المواطن أمانة في رقبة الدولة وفي حمايتها ، * يمنح المواطن – المعدم والشحيح الموارد –حين يبلغ الستين ( أو الخامسة والستين )، راتبا أسبوعيا يقيه ذل التسول والاستجداء * الدولة توفر سكنا لئلا  ينام المواطن على الرصيف أو تحت الجسور ،( ثمة حالات فرديه استثنائية ، لا يقاس عليها )  *  يراجع المواطن المستحق المعونة ، طبيب المنطقة ، ويحظى بالفحص والدواء مجانا . * يزور المستشفى لإجراء التحليلات والأشعة ، مجانا  * يرقد في أسرة المستشفى ، مجانا ، يود لو طالت إقامته ليتمتع بالغذاء الصحي، ويتعاطى الدواء في مواعيده بإشراف ملائكة رحمة ، حالات التهاون لا تكاد تذكر قياسا لأعداد النزلاء . * المواصلات المحلية ، مجانا ، و... و...
فبم يعيرون العراقي المبتلى ؟؟ بقلة الصبر ؟؟  وبم يباهي أرباب السلطة ؟ بأعداد الصحف التي أربت على المئة ؟ بعدد الكيانات والفضائيات المتسرطنة التي تشظت  كوباء خبيث ؟ بقدرة الفرد على الوقوف في ساحة عامة والهتاف بسقوط الحكومة دون أن يستوقفه رجل أمن ويسوقه _ دون محاكمة _ لمنصة الإعدام .
حاجة المواطن لدولة ترعاه وتحميه  ليست بطرا ولا ترفا ولا منة ولا مكرمة ،، إنها حق له ، واجب الأداء .
أما أنت  أيها الزميل الإعلامي الذي لم  ألتق به ، والذي  لا يشرفه المتاجرة بعوزه وحاجته ، وعرض حاله ، ما عليك إلا العض بنواجدك على موضع الألم ،، وإياك أن تصرخ بوجه من يتفرج على محنتك . بآهة.. آآآآآخ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram