أول ابتكار علمي عشقته، بعد الراديو أبو اللمبات والعين السحرية وقبل ظهور الكومبيوتر، كانت الحاسبة الالكترونية (الكالكوليتر). كنت أقتني منها عدة أنواع وأجمّعها مثل الذي يجمّع الطوابع. ربما كان السبب ولعي بالرياضيات، خاصة الإحصاء، وتفوقي بها دراسيا. أجمل ما في الأرقام أنها ليست حمّالة أوجه، وإن أنت صدقت معها تصدق معك، لذا أحببت درس الحساب من أول يوم دخلت فيه المدرسة.
كان لي عمّ ثري جدا يعمل في ميدان المقاولات. كان أميا أبجديا لا يعرف حتى كيف يكتب أو يقرأ اسمه. لكنه، مع ذلك، كان مرجعا في الحساب. ولأن عمله يتطلب التعامل مع الأرقام بدءا من حساب خلطة الجص أو السمنت إلى ضبط طول شيش الحديد وسمكه، كان أسرع من"الكالكوليتر" أحيانا. كيف؟ لأنه يحسبها حساب عرب كما يقول هو.
حساب العرب بالنسبة لعمّي، ومن هم من جيله، ما يقبل غلط. وإن صادفت أحدهم "حسبة" معقدة، نوعا ما، فانه يستعمل "السبحة" ليطمئن قلبه إلى ما توصل له من نتائج، أو لإقناع من يعترض عليه.
فكرتُ مرة أن أساعده بأن أهديه حاسبة بسيطة لا يحتاج استعمالها غير أن أعلّمه الأرقام والعلامات الحسابية ليضغط عليها وتعطيه ما يريد خلال ثوان. رفض الفكرة رفضا قاطعا. أخرج "سبحته" الكهرب من جيب سترته وقال لي بثقة عالية: يا عمّي، اللي عنده هاي ما يحتاج هاي البيدك.
راحت أيام وأتت أخرى، فجمعتني مع عمّي المليونير جلسة كان فيها منشغلا بحساب تكاليف مناقصة حكومية مع شريك له بالعمل. أخرج كل منهما "سبحته" وأخرجت أنا حاسبتي من جيبي متبرعا لأفاجئهما بسرعة النتائج. اختلف مع شريكه حول جدوى الدخول بالمناقصة بعد أن طرح وجمع وقسّم بمسبحته. عمّي يرى أن الصفقة خاسرة بينما يراها شريكه مربحة. أنا، وحسب حاسبتي، اتفقت مع الشريك ،إذ وجدت بها ربحا وفيرا. رد علينا العم: احسبوها عدل! حسبها كما أراد ونحن نتابع أصابعه "تسلكط" خرز المسبحة واحدة واحدة وإذا به على حق. صدقت "السبحة" وأخطأت حاسبتي التي يفترض أنها لا تخطئ.
كلما أسمع أحداً "يعيّر" رئيس الحكومة بأنه كان "بيّاع سبح" أرفض تلك التهمة وأحتج. لا لأن العمل شرف مهما كان، كما يقال، بل لأني لم أجد في طريقة إدارة المالكي للحكم ما يؤكد أن له علاقة "بالسبحة"، أبدا. دليلي في ذلك انه لو كان كما يدعون لضبط حساباته مثل عمّي. فهل عند من يتهمه دليل يدحض ما أقول؟ ليته يخبرني.
"سِبْحـة" عمّي
[post-views]
نشر في: 5 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 6
المدقق
اذا انصحك ايها الكويتب ان تاخذ دكتوراه بالسبح فهي افضل لك واكثر راحة لنا لان حديث السبح هو الذي يليق بك ولا تقحم نفسك و تقحمنا في امور سياسية لا زلت تحبو لغرض معرفتها واتركوا المالكي لحاله لانكم مهما حاولتم ان تشوهوا اسمه وتاريخه فلن تقدروا .. اتعلمون لما
abu attabi
ليتك تفهم شيئا لاخبرتك ما تريد ولكنك ابهم باعترافك وخير دليل على ذلك بعد اعترافك بعدم المفهوميه هو طردك من اي قناة فضائيه بدا من الفيحاء الغراء الى البغداديه العزيزه الى الشرقيه المحبوبه ٠اما تستحي كما نصحتك عدة مرات سابقا من ان تتكلم في شئ لا تفهم حتى اب
ابو احمد العراقي
ااذا كان هذا الذي علق على كتابتك فما ذا ترجو من من حزب دعوة المالكي غير هذا التعصب الاعمى الرياضيات وانت ذو الروح الرياضية لا وصلنا الى نتيجة رياضية لا انشاء فيها فاصالة سبحة عمك اكثر قدرة على تقدير الامور من كل سبح المالكي ويكفي ان اقول لك لغريب ان العرا
الحارث العبودي
هل تعتقد ياسيد هاشم أن مهنة بيع السبح (( تهمة )) كما جاء بمقالك حيث تقول(( أرفض تلك التهمة وأحتج))...أتق الله يارجل.
abu attabi
I would like to ask why not add my commet
عمار
اشو الجماعة (الراسحون في حب القائد الملهم) هوايه يزعجهم طاري السبح وان قائدهم كان يبيع سبح (تره مهنه شريفة ما بيهه اي مشكلة والله)اتذكر مرة نسيب السلطان او كما وصفه استاذ هاشم العقابي (صاحب نفس منصب حسين كامل ) هدد حيدر الملا انه سيقطع لسانه لانه جاب طاري