(1-2)   منتصف تشرين الأول في العام الماضي 2012،كنا في القاهرة بدعوة من منظمة السياحة العربية لتغطية فعاليات مسابقة اختيار عاصمة السياحة العربية لعام 2014 التي جرت يوم الأربعاء 17 تشرين الأول خلال  الدورة (15) للمجلس الوزاري العربي للسي

(1-2)
   منتصف تشرين الأول في العام الماضي 2012،كنا في القاهرة بدعوة من منظمة السياحة العربية لتغطية فعاليات مسابقة اختيار عاصمة السياحة العربية لعام 2014 التي جرت يوم الأربعاء 17 تشرين الأول خلال  الدورة (15) للمجلس الوزاري العربي للسياحة،بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،التي شاركت فيها وفود تمثل 20 دولة وحضرها ستة وزراء عرب كما حضرتها بصفة مراقب،المنظمة العربية للسياحة ومنظمة السياحة العالمية  ومجلس وزراء الداخلية العرب واتحاد الكتاب السياحيين العرب،فضلا عن وفد الأمانة العامة،وافتتح الدورة الدكتور نايف الفايز وزير السياحة والآثار والبيئة بالمملكة الأردنية الهاشمية،رئيس الدورة السابقة،ثم قام بتسليم الرئاسة الى وزير السياحة والآثار والحياة البرية بجمهورية السودان الأستاذ محمد عبد الكريم الهد.

التواصل مع الثقافات
وكانت فكرة مسابقة عاصمة السياحة العربية قد طرحتها المنظمة العربية للسياحة وتم إقرارها في الدورة ( 11) لمجلس وزراء السياحة العرب الذي عقد بعمان بتاريخ 18 -19- حزيران6 - 2008،وتهدف المسابقة الى تشجيع حركة السياحة البيئية العربية،مع إبراز الخصوصية والعادات والتقاليد المميزة لكل مدينة،وكذلك إبراز القيمة السياحية لكل مدينة يتم اختيارها ودورها في دعم صناعة السياحة العربية،وفي التواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى للوصول الى الاستدامة السياحية.
وأشارت الى تكليف مجلس وزراء السياحة العرب للمنظمة العربية للسياحة لتطوير مؤشرات ومعايير الترشح للقب عاصمة السياحة العربية، في القرار المتخذ باجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة،في دورته العاشرة  التي عقدت بمدينة جدة في 26 – 27 – 5 مايو أيار – 2012،فقد قامت المنظمة بتطوير معايير الترشح لاختيار عاصمة السياحة العربية بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل الجوي معهد الإنتاجية والجودة .
معايير الاختيار
ووضعت المعايير وأسس الاختيار التالية :
1-  سهولة الوصول إليها – المدينة المرشحة - (مطار دولي ،طرق برية مناسبة وملائمة ،طرق أخرى مثل السكك الحديد والسفن ).
2-  المعالم السياحية والآثارية باختلاف أنواعها.
3-  توفر البيئة الأساسية الضرورية مثل (شبكة الطرق داخل المدينة،لوحات إرشادية للمواقع ،الماء والكهرباء ،شبكة الاتصالات الهاتفية ،خدمات الانترنت ).
4-  توفر الخدمات المختلفة المرتبطة بالسياحة (مكاتب الاستعلامات ،المصارف ،المستشفيات والمراكز الصحية ،شرطة السياحة ،المطاعم السياحية وأخريات ).
5-  توفر الطاقة الفندقية باختلاف أنواعها ودرجاتها من (فنادق وشقق سياحية والنزل البيتية،ومراكز التخييم ).
6-  الفعاليات والأنشطة الترفيهية والتسويقية.
7-  تنوع الأنشطة السياحية.
8-  المناخ المناسب معظم أوقات السنة .
9-  الجاذبية السياحية .
10-    المكانة البارزة على المستوى الدولي  في احد أو بعض الأنشطة السياحية.
التاج للفاتنة أربيل
وبعد مخاض عسير ومنافسة شديدة بين أربعة أطراف رشحت لنيل اللقب والفوز بالمسابقة،هي بيروت التي تسمى سويسرا العرب،المدينة عريقة التقاليد السياحية وذات المركز والجمال المرموق،ومدينة الطائف السعودية الخلابة المناظر والبنى التحتية السياحية المعتبرة،والشارقة الناهضة بسواحلها واعمارها الذي لا يجارى،وأربيل الجبل والوادي الفتية حديثة العهد بمثل هذه المسابقات والتقاليد،و فازت أربيل في سباق معجز مع بيروت الذهبية وأخواتها الباذخات،لتضع تاج المسابقة على رأس إقليم كردستان والعراق،ويمكنك عزيزي القارئ تخيل العقبات التي واجهتها أربيل في ظل الأوضاع الأمنية المتردية للعراق، والمناخ العربي العام الناظر الى العراق بريبة وشك وغيظ أحيانا بعد نظام صدام حسين،لتتمكن من تقييم الانجاز حق تقييمه، وقد سعدنا وكانت فرحتنا اكبر مما يمكن تصوره ونحن نعود الى أربيل باللقب،الذي قال رئيس الدورة السابقة، وزير السياحة الأردني الدكتور فايد الفايز إن أربيل فازت به بجدارة.
والآن ونحن في الشهر الخامس من عام الاستعداد لفعاليات أربيل عاصمة السياحة العربية،ما الذي أنجز مما اشترط على أربيل ان تنجزه؟ وما الذي تحقق مما تود أربيل ان تحققه من خلال فوزها باللقب ؟ولماذا تثار الشكوك حول إمكانية خسارتها اللقب بسبب ما يقال انه تهاون في التعامل مع الاستحقاقات المفترضة ؟.
شروط الفوز
والاشتراطات التي كتب على أربيل تنفيذها هي:
1-  يترك للقطاع الخاص تقديم التسهيلات والتخفيضات للسائحين العرب في أسعار الفنادق والمنتجعات وفي أسعار النقل في المدينة واليها،وتخفيض رسوم الدخول للمواقع السياحية والأثرية والمزارات المختلفة في تلك المدينة بنسبة تعلنها الدولة التي تقع فيها المدينة المختارة .
2-  يتم اختيار شعار الترويج السياحي لعاصمة السياحة العربية بحيث يعبر عما تزخر به المدينة ،وذلك من اجل ترسيخ ذلك الشعار في ذاكرة الأشخاص داخل وخارج الوطن العربي،بحيث يبقى كشعار ترويجي ثابت لتلك المدينة .
3-  تنفيذ عدد من البرامج والفعاليات بمناسبة اختيار عاصمة السياحة العربية من قبل الدولة التي تقع فيها .
4-  تقيم عاصمة السياحة العربية معلما بارزا في مكان ما فيها،ليكون ذكرى للمناسبة وبالتالي يصبح احد المزارات السياحية، ويتم تخصيص صفحة خاصة لهذه المعالم والترويج عنها في الموقع الالكتروني للمجلس الوزاري للسياحة والمنظمة العربية للسياحة.
ما الذي نفذته أربيل؟
والسؤال الآن مرة أخرى وبعد مرور ما يقرب من نصف عام الاستعداد،ما الذي نفذته أربيل من الاشتراطات الأربعة انفة الذكر ؟
وقبل ان نجيب على سؤالنا أعلاه لنستمع الى الدكتور بهاء المياح المستشار الأقدم لوزير السياحة الاتحادي الذي لعب دورا كبيرا وحاسما في فوز أربيل باللقب،بشهادة جميع أعضاء لجنة الملف،يقول المياح :إن الفوز باللقب شيء جميل، ولكن لا فائدة من وراء ذلك إذا لم يكن هناك تطوير للسياحة،فما هي الأوضاع في أربيل سياحيا؟وما هي الآفاق التي تتطلع إليها المدينة من خلال فوزها بالتاج – اللقب ؟
اثاريا وهو احد معايير الفوز،يوجد في ضواحي أربيل أكثر من 110 تلال ومواقع آثارية يرجع تاريخها إلى عصور موغلة في القدم وفي المقدمة تأتي قلعة أربيل التاريخية ،وهناك جهود دؤوبة للاستكشافات الاثارية في المدينة وتوابعها،  
ويوجد في أربيل عدد من المصايف الجميلة أبرزها شقلاوة وصلاح الدين وجنديان وبيخال وملكان ودلوبة وهيران وحاج عمران و جومان.
الحدث الكبير
وجوابا على سؤال  بخصوص آفاق الاستثمار السياحي في المدينة على ضوء فوزها التاريخي ،قال محافظ أربيل الأستاذ نوزاد هادي أن "أربيل استطاعت ان تحصل على هذا اللقب وتصبح عاصمة للسياحة العربية لعام 2014 وهذا مبعث فخر كبير لنا بان تصبح عاصمة إقليم كردستان عاصمة سياحية لـ22 دولة عربية"، عادا إياه "دليلا على السياسة الناجحة لحكومة الإقليم في جميع المجالات ومنها السياحة وتوفير الأمن وإعادة البنية التحتية للبلاد".
وأشار الى ان "هناك العديد من المشاريع السياحية سوف تنفذ لغاية 2014"، مؤكدا إن "أربيل سوف تستعد بكل إمكانياتها لتستقبل هذا الحدث الكبير".
وأوضح هادي أن "لدينا حملة اعمارية واسعة والعديد من المشاريع الاستثمارية في قطاع السياحة سواء في مركز مدينة أربيل أو في الاقضية والنواحي التابعة للمدينة التي تضم العديد من المناطق السياحية".
الحزام الأخضر
وتحدث هادي عن خطة  ستراتيجية لتطويق أربيل بحزام أخضر يمتد لعدة كيلومترات،وهو جزء من فعاليات البناء السياحي المتقدم،فالخضرة أو شعارات ومبادئ العمل والبيئة السياحية عناصر أساسية في البنية السياحية، إلى جانب إنشاء متنزه كبير في مركز المدينة بمساحة 300 دونم، مع استمرار المشاريع الصغيرة بإقامة الحدائق العامة في جميع أحياء المدينة، وزرع الأشجار في الجزر الوسطية لشوارعها في إطار مساعي المحافظة للاقتراب من المستويات العالمية للخضرة.
وقال إنه :«في ظل سنوات الحصار المفروض على العراق وكردستان في التسعينات حصلت أخطاء كثيرة جراء الوضع الاقتصادي، منها حدوث تجاوزات كثيرة على التصميم الأساسي للمدينة، وقطع الملايين من الأشجار لاستخدامها في التدفئة، أضف إليها الظروف التي نشأت جراء الصراعات الداخلية التي سمحت للكثيرين بالتجاوز على المناطق الخضر، ولذلك نعمل حاليا على تصحيح تلك الأخطاء من خلال تخصيص الجزء الأكبر من برامج التنمية والإعمار لزيادة حجم المساحة الخضراء في المدينة، ووضعنا خطة ستراتيجية بهذا الصدد، حيث تمكنا منذ عام 2004 من إنشاء الكثير من الباركات الكبيرة والمتوسطة في أحياء المدينة، منها باركات شاندر ومنارة وأكوا بارك ضمن نطاق الشارعين الثلاثيني والستيني والتي تستقطب يوميا عشرات الآلاف من الزائرين، وفي خطتنا مشاريع أخرى لإحياء بعض الحدائق والغابات القديمة، والتي أهملت في السنوات السابقة، منها غابات خانزاد التي نزمع توسعتها بضم مساحة كراج الشمال بعد نقله إلى أطراف المدينة، واستغلال مساحته من أجل زيادة المساحة الخضراء بالمدينة».
مدن أربيل الحديثة
وفي جولة خاصة بنا على المدن الحديثة في أربيل التي أنجزت في العقد الأخير،بهرتنا بيوتها وشوارعها وتنظيماتها وخدماتها المتكاملة، مثل مدن المنارة و( اشتي ستي ) مدينة السلام وهيران وفلورا ذات العمارات الشاهقة .
و(مدينة أشتي 2 ) على سبيل المثال لا الحصر: تقع على طريق أربيل- كويه- بجانب بلو سنتر
وقد أنشئت على مساحة مليون متر مربع   1000000 م2  وضمت 1400 بيت مع عدد من الجوامع ومراكز للرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية وكذلك الأسواق ومراكز التسلية والحدائق والملاعب وشبكة طرق حديثة وخدمات متكاملة .
ويؤكد السيد دارا خليل الخياط رئيس غرفة تجارة وصناعة أربيل،إن الاستثمار السياحي في أربيل قفز بقوة خلال السنوات الثلاث الماضية وهو ينبئ بالمزيد وبخاصة في مجال العقارات.