نيويورك / أ. ف. ب كيف تمكن مراهق كان قد انخرط جيدا في المجتمع الأميركي من تنفيذ تفجيري بوسطن؟ فبعد ثلاثة أسابيع من المأساة لا يزال الغموض يلف شخصية جوهر تسارناييف المشتبه به الذي لا يزال على قيد الحياة ونقل الى سجن مستشفى تحت حراسة أمنية مشددة
نيويورك / أ. ف. ب
كيف تمكن مراهق كان قد انخرط جيدا في المجتمع الأميركي من تنفيذ تفجيري بوسطن؟ فبعد ثلاثة أسابيع من المأساة لا يزال الغموض يلف شخصية جوهر تسارناييف المشتبه به الذي لا يزال على قيد الحياة ونقل الى سجن مستشفى تحت حراسة أمنية مشددة.
وكانت بعض الجهات ومنها السلطات الروسية، أعربت عن القلق في السنوات الأخيرة من تطرف شقيقه الأكبر تيمورلنك (26 عاما) الذي قتل أثناء مواجهة مع الشرطة في 18 نيسان/ابريل.
لكن هذا الأمر لا ينطبق إطلاقا على جوهر.
ويصف والد جوهر ابنه بأنه "ملاك" في حين كان يعدّ كل من يعرف جوهر (19 عاما) الشيشاني الأصل بأنه شاب "ذكي ولطيف وهادئ" وطالب عادي.
وكان جوهر يملك سيارته ويعشق الاستماع الى الموسيقى الصاخبة أثناء قيادتها، ولديه ما يكفي من المال للتوجه أحيانا الى نيويورك لقضاء عطلة مع أصدقائه.
وجوهر الحائز على منحة، كان يقيم داخل جامعة ماساتشوسيتس في دارتماوث حيث كان يتردد كثيرا الى قاعة الرياضة. وكان جوهر معروفا بتدخين القنب وعشقه للجعة والسهرات.
ولم يكن طالبا ناجحا باعترافه كما أن علاماته لم تكن جيدة في معظم المواد.
وكان يدون على تويتر أمورا عادية يقوم بها أي طالب مثل قلة النوم واللهو بالعاب الفيديو، ويقر أيضا بأنه يعشق النوتيلا ويقول بان ملكة جمال أميركا رائعة الجمال وانه قص شعره قبل يومين من تفجيري بوسطن.
لكن جوهر كان يكن لشقيقه البكر إعجابا كبيرا وهو متعلق كثيرا بأصوله.
وجوهر المسلم الشيشاني الأصل ولد في قرغيزستان وهو ينتمي الى الشتات الشيشاني الذي قام ستالين بترحيله في أربعينات القرن الماضي.
وامضي جوهر طفولته في قرغيزستان قبل ان تنتقل أسرته للعيش في داغستان ثم عندما كان في الثامنة من العمر قرر والده الانتقال الى الولايات المتحدة حيث عمل ميكانيكيا في كامبريدج قرب بوسطن.
وكان حصل على الجنسية الأميركية العام الماضي.
وعلى احد المواقع الروسية للتواصل الاجتماعي كلمة واحدة لخصت نظرته الى العالم "الإسلام". لكنه في المقابل أكد أن "المال والحياة المهنية" أهم شيء ولم يكن يتردد الى الجامع إلا نادرا.
وفي 29 نيسان/ابريل 2012 قال على حسابه على تويتر انه "فخور بأنه شيشاني". وفي 31 كانون الأول/ديسمبر كتب بعد أن أمضى يوما مع شخص اعتنق الإسلام أن الإسلام "ديانتي هي الحقيقة".
وفي 14 آذار/مارس 2012 قال في تغريدة "لقد امضيت 10 سنوات في الولايات المتحدة وأريد الرحيل".
لكن في نيسان/ابريل 2012 أثناء رحلة الى نيويورك قال إن "هذه المدينة رائعة".
وقبل شهر من تفجيري بوسطن تباهى أمام اثنين من أصدقائه الكازاخستانيين بأنه يعرف كيف يصنع قنبلة، ونقلا هذه المعلومات الى المحققين.
فكيف ومتى أصبح جوهر متطرفا؟
وكان أكد جوهر للمحققين انه كان يتابع مع شقيقه على الانترنت خطب الإسلامي المتشدد الأميركي أنور العولقي اليمني الأصل، العضو في القاعدة الذي قتل في أيلول/سبتمبر 2011 بنيران طائرة أميركية من دون طيار.
كما تعلما على الانترنت كيفية صنع القنبلتين اللتين انفجرتا أثناء ماراتون بوسطن في 15 نيسان/ابريل وأوقعتا ثلاثة قتلى و264 جريحا.
وبعد مأساة بوسطن واصل جوهر حياته الطلابية كالعادة من دون أن يثير الشكوك.
وعاد الى ممارسة الرياضة والى إرسال تغريدات. وكتب مساء 15 نيسان/ابريل "ليس هناك محبة في المدينة احموا أنفسكم".
وفي آخر تغريدة له بعد يومين قال جوهر "لست شابا متوترا".
وقد عثر محققو مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) في غرفته في الجامعة على السترة والقبعة اللتين كان يرتديهما يوم اعتداء بوسطن.
ومساء 17 نيسان/ابريل أمضى جوهر أمسيته مع صديقيه الكازاخستانيين دياس قدرباييف وعزمت تزاياكوف وفي اليوم التالي أوصل تزاياكوف الى منزله عند قرابة الساعة 16,00.
وعندما نشر مكتب التحقيقات الفدرالي بعيد الساعة 17,00 صور الشقيقين، أجاب جوهر ببرودة أعصاب على الرسائل النصية القصيرة التي بعثها إليه قدرباييف.
وأوقف الكازاخستانيان وصديق آخر لجوهر الأربعاء بتهمة إعاقة سير القضاء. ويتهم الثلاثة بأنهم اخذوا من غرفة جوهر جهاز الكمبيوتر الخاص به وسترته في محاولة لإخفائهما.
وقد يتعرض جوهر المتهم باستخدام أسلحة دمار شامل، لعقوبة الإعدام.