قد يستغرب أصدقاء فيسبوك الذين يتابعون ما أكتب إذا ما قلت لهم إنني أكنّ معزّة خاصة لواحد من الذين يشلعون قلبي كلما انتقدت الحكومة ورئيسها. إنه القارئ اللدود وثّاب حربة. شيوعي عتيق كما يقول لكنه مغرم بالمالكي من رأسه حتى ركبتيه. بعض الأصدقاء يناشدني، عن طريق صندوق الرسائل الخاص أن أشطب اسمه أو أن أضع عليه "بلوك" وأخلّصهم وأخلص نفسي منه. في الحقيقة إنني أعتز به جدا ويستوحشني غيابه ولو للحظات حين أنشر عمودي على صفحتي ويتأخر عليّ بالرد. أحبه.
هم يرون انه يتعبني وأنا أرى انه يتعب نفسه. لا أظن أن أحدا مشلوعاً قلبه على المالكي مثل ابن حربة هذا. وان كان البعض يصفه بأنه مستفيد من السلطة وانه من حزب المالكي، فأنا أقسم لهم بدلا عنه بأنه ليس كذلك. ما أراه إلا مخدوعا بالمالكي شأنه شأن كثيرين. كلما يردّ عليّ بعنف ويخرج عن طوره أكثر أزداد ألما من أجله فيميل قلبي نحوه ويحن عليه أكثر. وكيف لا أتألم وأنا أراه يدافع بيمينه وشماله عن رئيس حكومة لم يقدم منجزا واحدا ملحوظا للناس، وفشل في حماية أرواحهم مكتفياً بحماية روحه وأرواح مقربيه؟
كان هذا ديدن حربة على طول الخط معي، لحد انه "يهدّ" علي حتى قبل أن يقرأ ما نشرت. للأمانة انه لا يهاجمني فقط بل يتصدى لكل قارئ ينتقد الحكومة، وخاصة رئيسها. الرجل مستعد لأن يلقي باللائمة حتى على الله سبحانه وتعالى، أما حسبة أن يلقيها على المالكي فتلك، بالنسبة له، تستحق ألف كلا وألف أستغفر الله. هذا ما حدث فعلا ليلة البارحة في صولات ردوده الدفاعية عن الحكومة.
حين لام القارئ أكرم الخزاعي الحكومة بقوله أن "معاناتنا تزدهر يوما بعد آخر بسبب سوء تقدير وحسابات حكومتنا الرشيدة، وآخرها ما نراه في مدن الوسط والجنوب بسبب الأمطار والسيول، والحكومة تتفرج على مدن تفتقد خدمات المجاري والطرق والتامين الصحي"، وثب وثّاب مدافعا ليرد على الخزاعي: "عجيبه يا اخوان انتو وين عايشين مو بالعراق؟ اتقوا الله مطرت غركت الحكومة متكله لالله لتمطرهه لان المجاري مو زينة"!!
تدخلت لفك "الاشتباك" بين الاثنين فكتبت: "هاي شغلة وثّاب فعلا تستحق عمودا. انه يريدنا أن نحاسب الله ولا نحاسب المالكي. هذا الذي ما كان يخطر على البال". لم يتراجع، كعادته، بل أصرّ على قوله مؤكدا أن الله يكره العراقيين، بحسب وصفه. قلت له " وهذه أول مرة أيضا اسمع فيها أن الله يكره شعبا".
هنا ضحك وثّاب الطيب لأول مرة على صفحتي إذ كتب بالنص "ههههههههههههههههه ينرادلك خلك ما مدشن، اكوم اصرطلي نصيص احسن من هالنكره، تحياتي دكتور".
ضحكت من كل قلبي وقلت له: هذا هو الحجي الزين يا وثّاب.
القارئ وثّاب
[post-views]
نشر في: 6 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 3
خالد ويــــي
تحياتي للجميع هذا هو مشكللتنا نحن العراقيين . نمدح على الذقون ... وكان في الامس القريب شبيه المالكي هذا هو تاريخنا ياعراق مع الحكماء والناس البسطاء . امثال صاحبنا وثاب شكرا لكم
دعبل الخزاعي
ألناس كالأفاعي يستبدلون جلودهم بغيرها ليس كل عام مرة ولكن مع كل نظام.ألأفعى تجدد شبابها بتغيير جلدها ولكن بعض الناس يستبدلونها لكي يكونوا في مستوى نظرالنظام الجديد أنظر حولك لترى كثيرين ...فهم يظنون أنهم نسوا لونها القديم
abu attabi
عميت عينا لا ترى مدى التطور الذي حدث في العراق في عهد المالكي ومن اين لك عينا ترى بها وقد اعمتك اموال وهبات الحاقدين وانت منهم وانت طامس حتى منخريك في المال الحرام وكيف لك ان ترى ذلك وانت تخاف ان تزور العرق خوفا من ماضيك الاسود والاغرب من ذلك ان تعترض ع