شدّاد، مفوض المرور السابق المتقاعد (60 سنة) ، يعمل حاليا في أحد معارض بيع السيارات في منطقة البياع ، ولعلاقاته الواسعة برجال المرور عرض خدماته في تعقيب معاملات تسجيل السيارات والحصول على الأرقام الجديدة. عمله يجري بشكل طبيعي لكنه في الآونة الأخيرة اخذ يثير انتباه منتسبي قواطع المرور والمراجعين، وسر الانتباه يتعلق باسمه شداد حزام رسن العيساوي الذي يحيل البعض معناه لمواقف شخصيات سياسية معروفة .
مفوض المرور المتقاعد ومعقب المعاملات انتبه مؤخرا لمعنى اسمه وما يحمل من دلالات وإحالات بالرغم من رفضه الحديث في شؤون السياسة وحرصه على الابتعاد عنها لأنها خارج تخصصه المكتسب من خبرة طويلة في المعارض ، فهو يمتلك القدرة على تشخيص عيوب المحرك وفراسة لا تقبل الخطأ في معرفة ما إذا كانت السيارة قد تعرضت لحادث اصطدام ، والرجل على استعداد لتقديم النصائح للزبائن وانجاز معاملاتهم بأسرع وقت لقاء ثمن باتفاق الطرفين، وعندما يسلم كارته التعريفي حاملا اسمه الثلاثي واللقب مع رقم هاتفه، يرى الدهشة ترتسم على وجه الشخص المقابل ، فيعالجها بابتسامة عريضة ، ثم الإدلاء باعتراف الشعور بالحرج من ورطة اسمه .
المقربون من شداد نصحوه بتغيير اسمه لأنه أصبح مصدرا للمتاعب وإثارة التساؤلات والاستفسارات ، لكنه رفض هذا المقترح لاعتقاده وبحدود معرفته بالسياسة أنها خاضعة للمتغيرات ، أما الأسماء فتبقى ثابتة وملازمة لأصحابها من المهد الى اللحد .
اسم شداد اجبره على متابعة الأخبار والتعرف على الوضع السياسي رغما عنه ، ولإبعاد الشبهات ولغرض المزاح اخذ يضيف ألقابا أخرى لقادة سياسيين ومسؤولين كبار لاسمه الثلاثي. وطريقته الجديدة أثارت ردود أفعال متباينة لدى المراجعين ، وتسبب مزاحه في احد الأيام في حصول مشاجرة بالأيدي عندما اعترض احدهم على إضافة لقب مسؤول كبير لاسم شداد حزام رسن ، وبتدخل رجال المرور في القاطع وإصدار أوامر تلزم الجميع باحترام القانون انتهت المشاجرة بتقديم اعتذار من حفيد رسن الى المراجع المؤيد والمدافع العنيد عن المسؤول الكبير .
حقق شداد من اسمه المثير للجدل شعبية واسعة في دوائر المرور ومعارض السيارات ، وألزم نفسه بان يكون منضبطا بعيدا عن إي انفعال في التعامل مع من يصر على إحالة معنى اسمه لشخص مسؤول أو سياسي معروف لكي يحقق المزيد من الشهرة تشجع الزبائن على طلب خدماته بعد أن اخبره رجال المرور في القاطع بان اسمه لا علاقة له بالخلاف بين المسؤولين في الحكومة الحالية، وقدموا له نصيحة بتجاهل التعليقات والتعامل مع مشكلته بروح رياضية ، تنسجم مع الوضع الديمقراطي وحرية التعبير عن الآراء والأفكار والمواقف بالطرق السلمية.
استرجع شداد في لحظات تأمل أحداثا عاشها على مدى عشرات السنين ، فاقتنع بان دلالات اسمه تحمل إيحاءات خطيرة قد تكون سببا في استهدافه، ولاسيما أن البلاد تعيش صراعا سياسيا ينذر بعواقب وخيمة فاضطر الى طبع كارت تعريفي جديد يحمل اسمه شداد حزام رسن وحذف لقب العيساوي .