TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صالحي في عمان.. زيارة مثمرة دون نتائج

صالحي في عمان.. زيارة مثمرة دون نتائج

نشر في: 8 مايو, 2013: 09:01 م

 

بعد أكثر من تأجيل ومماطلة في تحديد موعدها، تمّت زيارة وزير الخارجية الإيراني لعمان، وفيها تركزت محادثاته على ملفي سوريا وفلسطين، لكنه سمع العديد من الأسئلة التي ظلت دون جواب مقنع، عن الجزر الإماراتية التي تحتلها بلاده، والبحرين التي تتدخل طهران فيها على أسس مذهبية، مذكية نار الصراع الطائفي، المهم أن صالحي حمل رسائل إيرانية سورية، تتعلق بمخاوف دمشق من تدخل عسكري عبر الأردن، والمؤكد أنه لم يحمل أية رسالة أردنية، فالطرق سالكة بين عمان ودمشق، لكنه بالطبع أطلع الرئيس الأسد على انطباعاته حول الموقف الأردني، الذي جاء على ثلاثة مستويات، الأول متوتر، كما بدا من محادثاته مع نظيره الأردني، وفي مؤتمرهما الصحفي، والثاني دبلوماسي بحت ظهر واضحاً في تصريحاته بعد مقابلته للملك، وبينهما كان رئيس الوزراء يناور في موقفه بين الموقفين.
في الزيارة القصيرة، التي تمت تحت عنوان افتتاح السفارة الإيرانية الجديدة، تم تظهير الخلافات أكثر من التوافقات، وحرصت عمان على تطمين حلفائها العرب والغربيين بأن استقبال صالحي، لا يعني تبدلاً في المواقف والتحالفات، تقاطعت المواقف حيال الملف السوري، ومع انحياز إيران بشكل مطلق إلى جانب الأسد، كان هناك مساحة مشتركة تتمثل، ولو ظاهرياً، برفض التدخل العسكري الخارجي، والبحث في الخيار السياسي لحل الأزمة، كما أن طهران تدرك أن الأردن مع رفضه لخيارها النووي، يرفض استخدام القوة ضدها ويرى أن للدبلوماسية دوراً لم يبلغ نهاياته، وإذا كان صالحي عرض على الأردن التعاون في مجال الطاقة والزراعة، وزيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، فإن من غير المتوقع أن يلقى هذا العرض تجاوباً، فالأردن ليس معنياً بكسب إيران وخسارة دعم الخليج، ولا بتجاوز الخطوط الحمراء مع واشنطن قبل تسوية الملفين السوري والفلسطيني.
بعد لقاء العاهل الأردني مع صالحي، لم يصدر عن الديوان الملكي غير خبر مقتضب، تحدث عن رسالة من الرئيس الإيراني للملك، ولعل ذلك كان رداً على تصريحات اتهامات مسؤولين إيرانيين للأردن، بأنه مخلب في يد الصهيونية، وهي اتهامات تنصل الضيف منها، بتأكيده أن مواقف طهران الرسمية تخرج من المرشد الأعلى والرئيس الإيراني ووزارة الخارجية، ذلك يعني في النهاية أنه لايمكن لهذه الزيارة ان تؤدي الى اختراق مهم على صعيد العلاقات بين البلدين، غير أنه يمكن القول إن طهران تريد جر الأردن إلى الحياد، خصوصاً بعد الضربة الإسرائيلية في قلب دمشق، وإذا كان المعلن أنها استهدفت سلاحاً إيرانياً كان في طريقه إلى حزب الله، فإن ذلك يرتب على طهران أعباءً مضاعفة، وإن كان البعض يظن أن الوفد الزائر استنتج فشل مهمته، بعد اللقاء مع وزير الخارجية الأردني، فإن ذلك تحميل للأمور فوق طاقتها، لأنه لم يكن منتظراً تطابق المواقف بين البلدين.
كان مهماً أن يطمئن الملك الوزير الإيراني بأنه لن يتورط في سوريا، وأن يؤكد أهمية توطيد العلاقة مع إيران، التي تتمتع بنفوذ واضح في العراق وسورية ولبنان وفلسطين، وكان مهماً أن يعلن صالحي تفهمه لظروف الأردن، واستعداد بلاده للمساعدة في تحمّل أعباء اللاجئين السوريين، وأن تدرك أنه يمكن لعمان أن تلعب دوراً أكثر فاعلية في الإقليم كله، ، وإذا كانت الخلافات هي سمة العلاقة بين البلدين، فإن الزيارة كشفت أنه من الممكن تنظيمها، والتوصل إلى تفاهمات، تقلل حجم التوتر في منطقة تغلي على صفيح ساخن.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram