رئيس الوزراء منزعج ومصدوم.. وكذا حال طاقم مساعديه ومقربيه في الحكومة ودولة القانون وحزب الدعوة. بالطبع معهم حق في ينزعجوا ويعتريهم الشعور بالصدمة، فالنتائج التي أسفرت عنها انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة لم يتوقعوها، بل هم حسبوا إنها ستقلب طاولات الآخرين، والحال إن طاولتهم هي التي انقلبت.
عادة مَنْ في أيديه السلطة والنفوذ والمال يتوقع تأثيراً طاغياً لمصادر القوة هذه في مواقف الناخبين في البلدان المتخلفة والنامية على وجه الخصوص، وبلدنا هو الآن في خانة بين المتخلف والنامي.
السيد المالكي وفريقه كانوا يمنّون أنفسهم بأن تُعزز الانتخابات الأخيرة من موقع ومكانة ائتلاف دولة القانون ومعه حزب الدعوة ورئيس الوزراء. بل انهم بدوا كما لو ان الأمر محسوم تماماً في هذا الاتجاه، معتقدين ان حكومة السيد المالكي الثانية حققت منجزات كبيرة وكثيرة، وان الدفع باتجاه التأزيم في العلاقات مع الكرد و"أهل الغربية" قد زاد من شعبية المالكي ودولة القانون وحزب الدعوة بين جماهير الشيعة. وها هي النتائج تقول إن تلك اطروحة متهافتة وان تصوراتهم لم تكن سوى أحلام عصافير.
السيد المالكي وفريقه منزعجون ومصدومون، وهم لا يريدون الاعتراف بان حكومتهم في ولايتها الثانية كانت فاشلة إجمالاً، وان فتح الجبهات مع الكرد و"أهل الغربية" لم يكن أمراً مرغوباً فيه من جماهير الشيعة المتطلعة بلهفة الى تحقيق الأمن والسلام والتنمية، وهذا هو ما أدى الى النتيجة الراهنة.
السيد المالكي وأعضاء فريقه بحثوا عن مشجب ليعلقوا جبّة خسارتهم به، وقد وجدوه.. انه نظام "سانت ليغو" الذي أعتمد في جمع الاصوات وتوزيع المقاعد في الانتخابات الأخيرة. وهذا النظام اختير من أجل تحقيق العدالة إذ أن النظام السابق كان يسمح للحيتان السياسية الكبيرة (صاحبة السلطة والنفوذ والمال) بأن تبتلع دون رحمة الأسماك الصغيرة، بالاستحواذ من دون وجه حق على أصوات الخاسرين ووضعها في صناديق الفائزين. وبينما يُصبح الخاسرون خارج العملية السياسية يُمسي الفائزون أسمن وأكبر قوة بفضل أصوات لم تكن لهم ولا يستحقونها.
الآن رئيس الوزراء وأعضاء فريقه المنزعجون والمصدومون من تراجع شعبية السيد المالكي ودولة القانون وحزب الدعوة يعملون لالغاء نظام سانت ليغو والعودة الى النظام القديم. أي ان المالكي ومساعديه ومقربيه الأتقياء والورعين يريدون العودة الى وضع يُشبه وضع من يريد أن يعيش ويغتني بالسحت الحرام.
السيد المالكي وفريقه يسعون الآن لإقناع الكتل الكبيرة بعدم اعتماد نظام سانت ليغو في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحجة ان هذا النظام لا يسمح بتشكيل حكومات محلية ومركزية قوية، ومفهومهم للحكومة القوية أن تحتكر مقاعدها الحيتان السياسية الكبيرة.
يتعين الوقوف بقوة ضد هذا المسعى .. يجب الا نسمح لهم بأن يعودوا الى سرقة أصواتنا وتشكيل حكومات قوية فقط في فسادها المالي والإداري وتبديد ثروات الشعب الطائلة وإهدار فرصه في الأمن والسلام والحياة الحرة الكريمة.
حتى لا يسرقوا أصواتنا
[post-views]
نشر في: 8 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ابو سلمان
من خلال كتابة البعض عن الحيتان والاسماك الصغيرة والكبير وعالم الحيوان والبحار ولانعرف ماذا يدور برؤوس البعض من الناس هل هي صعقة الخسارة في الانتخابات التي جعلتهم غير متوازنين في الكلام ام ماذا عن الامال المعلقه التي ذهبت مع صور المرشحين في ادراج الرياح ا
DR ADIL ALI FAILY
MALIKI MUST GO.HE CREATES HIMSELF FOR HIS OWN GOVERNMENT CRISIS AFTER CRISIS.HE BELIEVES THAT HIS GOVERNMENT CAN CONTINUE EXISTING ONLY THROUGH MAKING TROUBLES FOR HIS OPPONENTS.HE IS READY TO DO EVERY THING TO REMAIN IN POWER.HE WANTED TO MAKE A COMPROMI
هادي الخزاعي
ما تقوله يا ممثل السلطة الرابعه صحيح بالمطلق ومطلوب من كل المخلصين للعراق ولديمومة المسار الصحيح للعملية السياسية ولنتع استمرار الفساد والمفسدين يتوجب الوقوف بوجه هذه الحيتان بعدم تحقيق مسعاهم في الغاء العمل بنظام سانت ليغو حتى لا تسرق اصواتنا.