TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حتى لا يسرقوا أصواتنا

حتى لا يسرقوا أصواتنا

نشر في: 8 مايو, 2013: 09:01 م

رئيس الوزراء منزعج ومصدوم.. وكذا حال طاقم مساعديه ومقربيه في الحكومة ودولة القانون وحزب الدعوة. بالطبع معهم حق في ينزعجوا ويعتريهم الشعور بالصدمة، فالنتائج التي أسفرت عنها انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة لم يتوقعوها، بل هم حسبوا إنها ستقلب طاولات الآخرين، والحال إن طاولتهم هي التي انقلبت.
عادة مَنْ في أيديه السلطة والنفوذ والمال يتوقع تأثيراً طاغياً لمصادر القوة هذه في مواقف الناخبين في البلدان المتخلفة والنامية على وجه الخصوص، وبلدنا هو الآن في خانة بين المتخلف والنامي.
السيد المالكي وفريقه كانوا يمنّون أنفسهم بأن تُعزز الانتخابات الأخيرة من موقع ومكانة ائتلاف دولة القانون ومعه حزب الدعوة ورئيس الوزراء. بل انهم بدوا كما لو ان الأمر محسوم تماماً في هذا الاتجاه، معتقدين ان حكومة السيد المالكي الثانية حققت منجزات كبيرة وكثيرة، وان الدفع باتجاه التأزيم في العلاقات مع الكرد و"أهل الغربية" قد زاد من شعبية المالكي ودولة القانون وحزب الدعوة بين جماهير الشيعة. وها هي النتائج تقول إن تلك اطروحة متهافتة وان تصوراتهم لم تكن سوى أحلام عصافير.
السيد المالكي وفريقه منزعجون ومصدومون، وهم لا يريدون الاعتراف بان حكومتهم في ولايتها الثانية كانت فاشلة إجمالاً، وان فتح الجبهات مع الكرد و"أهل الغربية" لم يكن أمراً مرغوباً فيه من جماهير الشيعة المتطلعة بلهفة الى تحقيق الأمن والسلام والتنمية، وهذا هو ما أدى الى النتيجة الراهنة.
السيد المالكي وأعضاء فريقه بحثوا عن مشجب ليعلقوا جبّة خسارتهم به، وقد وجدوه.. انه نظام "سانت ليغو" الذي أعتمد في جمع الاصوات وتوزيع المقاعد في الانتخابات الأخيرة. وهذا النظام اختير من أجل تحقيق العدالة إذ أن النظام السابق كان يسمح للحيتان السياسية الكبيرة (صاحبة السلطة والنفوذ والمال) بأن تبتلع دون رحمة الأسماك الصغيرة، بالاستحواذ من دون وجه حق على أصوات الخاسرين ووضعها في صناديق الفائزين. وبينما يُصبح الخاسرون خارج العملية السياسية يُمسي الفائزون أسمن وأكبر قوة بفضل أصوات لم تكن لهم ولا يستحقونها.
الآن رئيس الوزراء وأعضاء فريقه المنزعجون والمصدومون من تراجع شعبية السيد المالكي ودولة القانون وحزب الدعوة يعملون لالغاء نظام سانت ليغو والعودة الى النظام القديم. أي ان المالكي ومساعديه ومقربيه الأتقياء والورعين يريدون العودة الى وضع يُشبه وضع من يريد أن يعيش ويغتني بالسحت الحرام.
السيد المالكي وفريقه يسعون الآن لإقناع الكتل الكبيرة بعدم اعتماد نظام سانت ليغو في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحجة ان هذا النظام لا يسمح بتشكيل حكومات محلية ومركزية قوية، ومفهومهم للحكومة القوية أن تحتكر مقاعدها الحيتان السياسية الكبيرة.
يتعين الوقوف بقوة ضد هذا المسعى .. يجب الا نسمح لهم بأن يعودوا الى سرقة أصواتنا وتشكيل حكومات قوية فقط في فسادها المالي والإداري وتبديد ثروات الشعب الطائلة وإهدار فرصه في الأمن والسلام والحياة الحرة الكريمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو سلمان

    من خلال كتابة البعض عن الحيتان والاسماك الصغيرة والكبير وعالم الحيوان والبحار ولانعرف ماذا يدور برؤوس البعض من الناس هل هي صعقة الخسارة في الانتخابات التي جعلتهم غير متوازنين في الكلام ام ماذا عن الامال المعلقه التي ذهبت مع صور المرشحين في ادراج الرياح ا

  2. DR ADIL ALI FAILY

    MALIKI MUST GO.HE CREATES HIMSELF FOR HIS OWN GOVERNMENT CRISIS AFTER CRISIS.HE BELIEVES THAT HIS GOVERNMENT CAN CONTINUE EXISTING ONLY THROUGH MAKING TROUBLES FOR HIS OPPONENTS.HE IS READY TO DO EVERY THING TO REMAIN IN POWER.HE WANTED TO MAKE A COMPROMI

  3. هادي الخزاعي

    ما تقوله يا ممثل السلطة الرابعه صحيح بالمطلق ومطلوب من كل المخلصين للعراق ولديمومة المسار الصحيح للعملية السياسية ولنتع استمرار الفساد والمفسدين يتوجب الوقوف بوجه هذه الحيتان بعدم تحقيق مسعاهم في الغاء العمل بنظام سانت ليغو حتى لا تسرق اصواتنا.

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram