ذكرني احد الأصدقاء أثناء جلسة مناقشة جمعتنا بكون الأنبياء من أولي العزم، بدون آباء او ايتاماً في احسن الاحوال، الأمر الذي دفعني للتساؤل عن احتمال وجود عملية قتل معنوي للآباء قامت بها الثقافات التي كان ينتمي لها هؤلاء الأنبياء. ولأنني مولع بالتحليل فقد سرح بي الخيال بعيداً، ورحت أتساءل عن طبيعة المصادفة الغريبة التي جعلت ابراهيم يتم رميه من قبل أمه ليلتقط من قبل عائلة أخرى، وتبقى علاقته بأبيه محل شك وتساؤل. ثم يتكرر الموضوع نفسه مع موسى، ثم يكون الغيب هو الأب المباشر لعيسى ثم يكون محمد يتيماً!
فإذا كانت هذه العملية مقصودة فما السبب وراءها، ومن قام بها؟ هل يمثل الأب صورة التاريخ السيئ للنبي؟ تاريخ الأب الذي قد يكون متورطاً بقضايا تأتي في صميم المواضيع التي ينتقدها دين النبي الابن ويشنع على مرتكبيها، ومن ثم يؤدي الإبقاء عليه إلى حرج لا مبرر له؟ أم أن وراء الموضوع رغبة في أن لا يكون للنبي أباً أرضياً، بمعنى هي محاولة لقطع صلة النبي بجذوره الأرضية؛ لتصبح عملية إلحاقه بالسماء أكثر سهولة ويسراً، ولا يبقى من راع لمشروع النبوة غير رعاية الرب. فحتى النبي محمد مات أبوه وتركه للعين الإلهية الحارسة التي وفرت له رعاية عمه ومن ثم رعاية زوجته خديجة.
أم أن الموضوع مرتبط بميزة الاصطفاء، ومن ثم فان عملية القتل المعنوي للأب الذي تقوم به الثقافة التي تؤمن بالنبي، هي محاولة لقطع الطريق على تهمة الوراثة، التي قد تشكك بحقيقة انتخاب النبي انتخاباً إلهياً، عندما تطرح دور الاب باعتباره صاحب مشروع نبوة سابقة على نبوة الابن ومُورّثة لها، ومن ثم يكون النبي عالة على الأب ووارثاً لنبوته وليس مبتكراً أو مختاراً من قبل الرب لميزة فيه.
وربما الموضوع لا علاقة له بكل هذه الآراء المرتابة. وكل ما في الأمر أن مصادفة جعلت بعض أنبياء أولي العزم بلا آباء ومن ثم فلسنا بحاجة إلى القول بأن ثمة عملية قتل معنوية استهدفت جذور النبوة وأرادتها بدون جينات أرضية مورثة، لتكون سماوية صافية لا يشوبها أي شك.
اغتيال الأبوة
[post-views]
نشر في: 11 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 3
لهيب خليل
استاذي الطيب الامر ينسحب حتى على بقية الانبياء فهذا وحسب ما تقوله الروايات التاريخية ان ابوه توفي قبل ان تحمل به امه بسنة او اكثر ثم حملت وبقي الامر لغزا على البحثين .التفاتة تستحق النقاش والدراسةشكرا
عبدالكريم يحيى
تحية طيبة وبعد أولي العزم(نوح إبراهيم موسى عيسى محمد)عليهم السلام، ثبتت صفة اليتم لمحمد صلى الله عليه وسلم/ ليست ثمة إشارة إلى والد نوح وموسى، والد إبراهيم اسمه آزر ويقال كان يصنع التماثيل/ في حال عدم توافر معلومات عن آبائهم لا يجوز إطلاق صفة اليتم على ال
ايمن ابو هاجر
قد تكون الصدفة هي التي حكمت الموضوع فنحن يجب ان نركز لماذا اختير هؤلاء من دون غيرهم اذلك محض صدفة ؟؟؟ موضوع الذي طرحتة لطالما ترك تسأولات في نفسي