TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إنهم ملّوا .. الخداع

إنهم ملّوا .. الخداع

نشر في: 12 مايو, 2013: 09:01 م

شكراً للحكومة وألف شكر، لأنها توفّر علينا الوقت والجهد لأن نقول ونثبت أنها حكومة لا تصلح لأن تدير جزيرة بمجموعة من الصرائف في هور الحمار أو هور الحويزة، فها هي تقدّم نفسها على طبق من ذهب الى من يرغب بالسخرية منها.
منذ أيام كنت أراجع دائرة حكومية. عند الباب الرئيس الذي أوشكتُ على بلوغه حدث المشهد التالي: أحد موظفي الدائرة يهمّ بالدخول في سيارته ليركنها في الكراج الخاص بالدائرة. فجأة يتحرك أحد الحراس المدنيين (أو هو عامل) نحو السيارة.. يمدّ يده اليمنى التي شكّلها في هيئة جهاز كشف المتفجرات المزيف. انه الجهاز الذي كلفنا مئات ملايين الدولارات وآلاف الأرواح البريئة، ولم ينتفع به سوى تاجر بريطاني غشاش حُكم عليه في بلاده بالسجن عشر سنوات بتهمة الغش والاحتيال والتسبب في موت أشخاص. ومع ذلك التاجر انتفعت بملايين من الدولارات مجموعة لم يُعرف عددها بعد من مسؤولي حكومتنا ودولتنا، لا ذمة ولا ضمير لهم وللمتسترين عليهم، لم يزالوا طلقاء عدا واحد منهم.
الحارس المدني أو العامل مشى الى جانب سيارة الموظف وهي تدخل، تماماً مثلما يمشي الجنود ورجال الشرطة حاملو هذا الجهاز المزيف بجوار السيارات المارة بهم في نقاط التفتيش.
عدا عن الموظف صاحب السيارة والحارس أو العامل الظريف كان هناك عدد آخر من زملائهما الذين انخرطوا في نوبة ضحك، بينما الحارس صاحب اليد المتشكلة في هيئة الجهاز المغشوش يعلن للموظف السائق أن جهازه (يده) أكثر قدرة على كشف المتفجرات من جهاز الحكومة! ... وزاد بالقول: "بس هذا ما يسوي زحمة مرور ولا تأخير عن الدوام"!
الكل كان مستمتعاً بالمشهد الظريف.. مشهد السخرية من الحكومة والاستهزاء بإصرارها على ترك الجهاز المغشوش يعمل في الشارع برغم ما عرفه القاصي والداني في قارات العالم الست من ان جهاز حكومتنا لا نفع فيه ولا وظيفة له إلا محاولة خداع الناس .. خداعهم بالقول ان الحكومة تعمل وإنها ساهرة على أمنهم وسلامتهم.
أمس صباحاً في نقطة تفتيش أشار أحد الجنود من حملة الجهاز المغشوش على سائق سيارتي أن يتجه الى ركن التفتيش اليدوي. زميل له هناك سألنا من نكون، قلنا:   صحفيون من "المدى". انفرجت أساريره ورحب بنا على نحو جميل، وقال: "الله وياكم.. بالسلامة.. عمي ترا ملّينا".
إنهم ملّوا عرض هذه المسرحية الحكومية المخادعة.. بالتأكيد هو كان يقصد هذا المعنى بالتحديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. المدقق

    وهل ان الحارس في نقطة التفتيش يقرأ جريدتكم الفاشلة ؟؟ وهل اصبحتم معروفين لدرجة اصبحتم نجوم تلفزيون وسينما ؟؟ من اين لكم بهذه الاكاذيب والخداع ؟؟ انتم تريدون ان تقنعوا الناس بان جريدتكم الخاوية والفارغة يقرؤها كل طبقات الشعب .. موتوا بغيضكم وسيبقى المالكي

  2. DR ADILALI FAILY

    YA JAMAA WIL NABI MIN ZAMANIL ROMAN WAHNA IDNA BUSTAN MAMILAKHA INSAN BIHA MA TISHTIHIL ANFUS WIL FAWAKIH ALWAN WIL ARIDH MAFROOSHA SUNDUS KULHA WARDU RAYHAN LAKIN IL YIDRI YIDRY WAKTHARIL ALAM MA TIDRI WAQIF HAL BUSTAN ZARRY SAYRAH LIL AJNABI........

  3. ابو احمد

    اخ عدنان لو نبشت ابوهم المعلقين على مقالاتك ما تستفي حقك فسبحان الله كانهم متخصصون ومتفرغون لقراءة مقالاتك والرد عليها بهذه التفاهات وعجيب صبرك هل انت ابن ايوب وتستعير صبرك منه ام انك تستهوي هؤلاء للرد لتعرف مستوى من يقرؤون مقالاتك اتعن بالله يا اخي فالش

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram