TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الريحانية.. تصعيد الأزمة السورية

الريحانية.. تصعيد الأزمة السورية

نشر في: 13 مايو, 2013: 09:01 م

كان منتظراً أن تضع الدجاجة السورية بيضتها في لبنان أو الأردن في حال اجتيازها الحدود، باعتبارهما خاصرة رخوة، لكنها اختارت التوجه شمالاً، وتحديداً إلى الريحانية، الواقعة في قلب الحلف الأطلسي، وكانت النتيجة نحو خمسين قتيلاً حمّل كل المسؤولين الأتراك النظام السوري ومخابراته المسؤولية عن مقتلهم، لاسيما بعد تحقيقات أولية مع تسعة مشبوهين اعتقلتهم، ومن بينهم ثلاثة سوريين. وقال وزير خارجية تركيا، إن بلاده تحتفظ بالحق في اتخاذ "كل أنواع الإجراءات"، وبالطبع أنكرت دمشق واتهمت رئيس الوزراء التركي بأنه قاتل وسفاح، وأنه وحكومته يتحملون مسؤولية مباشرة، سياسية وأخلاقية، تجاه الشعبين التركي والسوري، والمنطقة والعالم.
أبرز المتهمين بتنفيذ التفجيرات،كما جاء على لسان المسؤولين الأتراك، هو "التركي العلوي معراج أورال"، يحمل الاسم الحركي علي كيالي، المتهم بأنه المسؤول الأول عن مجزرة بانياس والبيضا، وهو أصدر بصفته قائد المقاومة السورية – الجبهة الشعبية لتحرير لواء الاسكندرون، وهذا تنظيم لم يسمع به أحد من قبل، بياناً قال فيه إن أردوغان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسيغرق في دماء سياسته التي بنيت على معادلة الموت للشعوب البريئة، لكن تنطّحه هذا، لم يمنع أنقره من التأكيد على إنّ الوقت حان ليقوم المجتمع الدولي بتحرك ضدّ بشار الأسد، في ظل تزايد المخاطر الأمنيّة التي تتعرّض لها تركيا وغيرها من جيران سوريا، وأن الهجوم يظهر كيف تتحول شرارة إلى حريق، عندما يظل المجتمع الدولي صامتاً، ويفشل مجلس الأمن الدولي في التحرك، وأن من غير المقبول أن يدفع الشعبان السوري والتركي ثمن ذلك. لم تطلب أنقرة عقد لقاء للأطلسي، لكن مصدراً دبلوماسياً في بروكسل، أعلن أن الحلف بانتظار معلومات رسمية من أنقرة عن التفجيرات، وألمح إلى إمكانية الرد عليها بالقول، إنه لبحث إجراءات الرد المشتركة، يجب أن تعقد جلسة طارئة لمجلس الناتو بمبادرة تركية، وبينما يرى البعض أن تركيا ترى في نفسها دولة قوية، قادرة على الرد بحزم على جميع الأفعال التي تهدد أمنها، ومواطنيها والمقيمين فيها، فإن تأخرها في الرد يوحي بأنها تسعى لإقناع واشنطن أولاً، بضرورة التدخل العسكري، مع الإصرار على أن دعمها للثورة السورية نهائي، ولا رجعة فيه، وهي مستعدة لدفع الثمن، على أن نظرية المؤامرة، دفعت دمشق للقول، إن المستفيد الأوحد من التفجيرات، هو أردوغان وحكومته، لأنه يريد ترهيب الشعب التركي، ليتمكن من حشده لتأييد سياساته، وتحقيق مكاسب انتخابية في الاستحقاقات المقبلة.
تؤكد تفجيرات الريحانية المخاوف من إحالة الصراع في المنطقة إلى مرجعيات طائفية، وأن هناك من يدفع سكان لواء الاسكندرون، ومعظمهم من العلويين، للانخراط فيه، مع قليل من الاستغلال للمشاعر القومية على خلفية أن اللواء أرض سوريا تحتلها تركيا، وإليه ينتمي المتهم الأول معراج أورال، وإذ يؤكد البعض أن دمشق خلفها، بسبب التصريحات التركية المتصاعدة، بشأن استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي، وتصريحات أردوغان، التي أبدى فيها استعداده للمشاركة في أي حملة عسكرية تشنها واشنطن ضد النظام السوري، وإذ يعدّها وزير الخارجية الأميركي جون كيري رسالةً موجهةً الى واشنطن، فإن تداعياتها ستكون كبيرة ومؤثرة، وقد تكون شرارة حرب إقليمية، تحركها الأصابع الدولية، وقد تنخرط فيها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram