عبد الخالق دوسكي / المدىأحيا مركز لالش الثقافي في محافظة دهوك الذكرى العشرين لتأسيسه بعقد جلسة مفتوحة، شارك فيها نحو 30 مثقفا وأكاديميا لبحث سبل تطوير مركز لالش وآلية تنفيذ خدماته بشكل أفضل.شيخ شامو رئيس المركز ألقى كلمة في بداية الجلسة ركز فيها على
عبد الخالق دوسكي / المدى
أحيا مركز لالش الثقافي في محافظة دهوك الذكرى العشرين لتأسيسه بعقد جلسة مفتوحة، شارك فيها نحو 30 مثقفا وأكاديميا لبحث سبل تطوير مركز لالش وآلية تنفيذ خدماته بشكل أفضل.
شيخ شامو رئيس المركز ألقى كلمة في بداية الجلسة ركز فيها على الدور الذي قام به مركز لالش في السنوات العشرين المنصرمة والخدمات الجليلة التي قدمها للمجتمع الإيزيدي بشكل خاص والكردي بشكل عام، وقال " خلال الفترة المنصرمة قمنا بعقد العديد من المؤتمرات العلمية والثقافية الخاصة بالديانة الإيزيدية إضافة إلى إصدار الكثير من المؤلفات والكتب لمثقفين إيزيديين إضافة إلى فتح فروع للمركز في كافة المناطق التي يتواجد فيها الإيزيديون، إلى جانب إصدار مجلة فصلية باسم مجلة لالش والعديد من الصحف الشهرية والدوريات "
من جهته أوضح الدكتور سعيد خوديدا الأستاذ بكلية الآداب في جامعة دهوك أن مركز لالش قدم الكثير من الخدمات لأبناء الديانة الإيزيدية،لكنه دعا المركز إلى ضرورة " أن يقوم بوضع خطة ستراتيجية لكتابة التاريخ الإيزيدي والقيام بمسوحات حول أعداد الإيزيديين المتواجدين في المنطقة وخاصة أن المناطق التي يسكنون فيها قد تعرضت لحملات من التغيير الديموغرافي من قبل الأنظمة السابقة "
ودعا خوديدا أيضا إلى ضرورة أن يقوم مركز لالش بمحاولة جمع التراث الإيزيدي المشتت في الكثير من الدول " هنالك تراث زاخر للإيزيديين في أرمينيا وجورجيا، وهذا التراث بحاجة إلى جمع من قبل أشخاص أكاديميين، لذا ينبغي إرسال أكادميين للعمل على هذا المجال "
من جانبه بين رشيد ميزا عضو الهيئة الادارية لمركز لالش الثقافي ان المركز قد لعب خلال السنوات الاخيرة دورا بارزا في خدمة الطلاب الايزيدين الذين عانوا الامريين في الماطق المتنازع عليها مثل شيخان وسنجار حيث كانوا يتعرضون للقتل والارهاب في الموصل فلم يكن بمقدورهم الدراسة هناك وكان للمركز دور كبير في ان يقوم الاقليم بايواء هؤلاء الطلاب وتوفي المناخ الملائم لهم لتكملة دراستهم الجامعية والحصول على فرص العمل المناسبة لهم.
ويعد المركز الثقافي الأول والأبرز في الاهتمام بنشر الفكر والثقافة الإيزيدية في العراق والعالم.بهذه المناسبة دعا مثقفون إيزيديون إلى تعريف العالم بالديانة الإيزيدية وذلك ضمن الجلسة المفتوحة التي عقدتها الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي و حضرها نخبة من المثقفين والإيزيديين ومنهم الكاتب سعيد سلو نائب رئيس مركز لالش الثقافي الذي قال " كان مركز لالش النافذة التي أطل من خلالها الإيزيديون إلى العالم وعرّفوا من خلاله تاريخهم للآخرين وذلك من خلال ما يصدره من إصدارات،وأهمها مجلة لالش الفصلية إضافة إلى استضافة الكثير من المفكرين والمثقفين الإيزيديين من جميع أنحاء العالم وجلبهم إلى إقليم كردستان "
وبين سعيد أنهم في مركز لالش الثقافي قد أصدروا بيانا بهذه المناسبة " وقد ناشدنا فيها الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمثقفين ضرورة دعم مركز لالش من الناحية الثقافية والفكرية كي يتطور هذا المركز وفق متطلبات العصر"
وأوضح انه خلال السنوات العشرين المنصرمة قدم مركز لالش الكثير من الإنجازات للإيزيديين سواء من الناحية الفكرية أو الثقافية أو الاجتماعية" استطاع هذا المركز أن يوسع مداركه ويفتح سبعة فروع في مناطق مختلفة من العراق، إضافة إلى أن المركز استطاع أن يضع الديانة الإيزيدية ضمن المناهج الدراسية في المدارس المتواجدة في المناطق الإيزيدية "
شمو قاسم رئيس اللجة الثقافية في مركز لالش قال " نحن في السنوات المنصرمة حاولنا عن طريق المركز وضع مناهج لتدريس الديانة الإيزيدية في المناطق ذات الأغلبية الإيزيدية أو المناطق التي يتواجد فيها الإيزيديون، مثل سنجار وشيخان وخانك وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية في إقليم كردستان التي كانت منسجمة معا في هذا المجال وقد استطعنا وضع كتب منهجية إلى المراحل المتوسطة من الدراسة وذلك لأن الديانة الايزيدية كانت قد عانت الكثير من الاضطهاد والقمع في ضل الفترات المنصرمة حيث كانت الكتب والمؤلفات المختصة بالديانة الايزيدية ممنوعة التداول بين الناس لكن الآن وبفضل الخدمات الكثيرة التي قدمها مركز لالش فان أتباع الديانة الإيزيدية قد صارت ديانتهم تدرس في المدارس مثل بقية الأديان "
من جانبه دعا بير ديان جعفر وهو من المثقفين الإيزيديين الذين عملوا لسنوات ضمن الهيئة الإدارية لمركز لالش، دعا المركز إلى " إرسال وفود إلى الدول في أنحاء العالم وخاصة الدول العربية للتعريف بالديانة الايزيدية والمجتمع الايزيدي والحضارة والثقافة التي يمتلكها الإيزيديون كما ينبغي أن يقوم المركز بالاهتمام بالفروع التي افتتحها المركز ومتابعتها عن كثب "
يذكر أن الايزيديين هم بقايا ديانة قديمة يتواجدون في القصبات الواقعة بين محافظتي دهوك والموصل ومعبدهم الوحيد هو معبد لالش الواقع في قضاء الشيخان جنوب شرق محافظة دهوك ويتجاوز تعدادهم عن (450) ألف نسمة. وقد أثرت الظروف التي تمر بها المناطق التي يسكنونها على وضعهم الاجتماعي حيث أنهم يقعون في المناطق التي تشملها المادة 140 من الدستور العراقي وهي تعاني من سوء الخدمات، ما حدا بالكثير من شبانها للهجرة إلى الدول الأوروبية بحثا عن فرص العمل وهربا من سطوة الإرهاب التي طالتهم خلال السنوات الأخيرة.