TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السيد الخزاعي.. "صحّ النوم"

السيد الخزاعي.. "صحّ النوم"

نشر في: 13 مايو, 2013: 09:01 م
لابد أن نصدق نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي وهو يقول إن: "العراق دخل على خط الوساطة الدولية لحل أزمة الملف النووي الإيراني سلمياً"، الرجل كان يرد على من ينتقدون موقفه من ألازمة السياسية الاخيرة، فباغتهم بأن من حق إيران امتلاك الطاقة النووية. 
أنا شخصيا أصدق كل ما يقوله السيد الخزاعي، وأعرف أن خطر تقسيم العراق، وشبح الحرب الأهلية، وتضخم ملفات الفساد وهشاشة الأمن وغياب الخدمات ، مجرد هواجس في عقول أصحاب الأجندات الخارجية.. ولمن لا يتذكر فإن هذه الملفات الخطيرة انتهت في اللحظة التي جلس فيها خضير الخزاعي على كرسي نائب رئيس الجمهورية.. ففي ذلك اليوم قالوا له إن متامرين وخونة، يقفون وراء تظاهرات الشباب.. فتحدث في جلسة سمر عن الدستور وأن الخروج عليه جريمة، دون أن يخبر مستمعيه، عن أي دستور يتحدث؟ دستور المالكي ام دستور جمهورية العراق، وماذا فعلت الدولة للمتظاهرين؟ هل تحاورت معهم، أم أن الدولة صارت على أيدي البعض جمهورية خاصة ترتع فيها الانتهازية والمحسوبية ؟ ولم يسأل نائب رئيس الجمهورية نفسه لماذا لا يستطيع ائتلاف دولة القانون الذي ينتمي إليه الحفاظ على الشراكة الوطنية وتعزيزها، ولماذا تدفع ممارسات أعضاء ائتلافه البلاد، إلى انقسام حاد يعوق أية محاولات للاستقرار؟
يعرف السيد الخزاعي جيدا أن ائتلاف دولة القانون منذ وصوله للحكم وأصحابه يحاربون مرة التيار الصدري، ومرة المجلس الأعلى، ومرات عدة العراقية، مرة علاقة خاصة مع أميركا ، ومرة علاقة ود مع أعدائها، مرة شهر عسل مع إقليم كردستان، ومرة حرب بلا هوادة، مرة يطالبون برمي العرب جميعا في بحر النسيان، ثم نصحو على خطب المقربين وهم يرفعون شعار أمة عربية واحدة، لكن الذي لا تفهمه الناس حتى هذه اللحظة كيف أصبح العراق بفضل جهود السيد الخزاعي وزملاء له في الحكومة ومجلس النواب يمتلك مؤهلات حل كل القضايا العالقة في العالم ؟ فيما يعجز قادته عن الجلوس على طاولة واحدة لشرب الشاي فقط لاغير .
لم تفاجئني تصريحات نائب رئيس الجمهورية هذه المرة ، فالرجل يعتقد اننا شعب يعاني الأرق وينتظر على احر من الجمر أن تحصل إيران على حق إنشاء مفاعل نووي.
لعل السؤال الأهم الذي يجب أن يواجهه السيد الخزاعي ، هو ماذا سيفعل لبلاد تسير إلى الهاوية.. وما رأيه بالتقارير التي نشرتها منظمات دولية حول ازدياد مستوى العنف في العراق، وما تفسيره للفشل في الخدمات والأزمات السياسية.. لماذا لا يخرج علينا يندد ببضاعة الكراهية التي هي كل ما تبقى عند مسؤولينا وسياسيينا.. ولماذا يصر هو وائتلافه الموقر على تحويل الكراهية إلى خطاب يومي يصور للبسطاء ، أن معاداة الآخرين هي الطريق إلى الجنة..
هل لدى نائب رئيس الجمهورية شيء يحمى العراق من هذه الكوارث.. مثلما يردد بين الحين والآخر أنه وائتلافه قادرون على حل مشاكل سوريا وإيران.. الناس بانتظار أن يطمئنهم الخزاعي على سياسات وطنية لا تعتمد على "صولات" بعض المقربين الذين يعتقدون أنهم وحدهم القادرون على إدارة البلاد بعقلية إقصاء الآخر وتخوينه. 
لقد أثبتت الوقائع أن ائتلاف دولة القانون ليس لديه مشروع غير كلمات الإنشاء المحشوة بعبارات من عينة المؤامرة الخارجية، والاعلام المغرض، ويتصورون أنهم أبطال خارقون سيحلون ما تعجز عن تحقيقه دول كبرى،وهي خرافات وأوهام لا تنافسها ، إلا أوهام الرئيس السوداني عمر البشير الذي خرج علينا قبل أيام ليقول إن الربيع العربي انطلق من أرض السودان .
ألا يحق لنا أن نسأل السيد نائب رئيس الجمهورية وصحبه الأفاضل أين ذهبت وعودهم المتعلقة بالرفاهية الاجتماعية وإشاعة مبدأ العدالة الاجتماعية؟ لماذا لا نجد صوتا واحدا يقول إن الحكومة فشلت وإنها غارقة في مستنقع الانتهازية والمحسوبية والرشوة وسرقة المال العام.
للأسف نجد اليوم أن هموم العراقيين ومعاناتهم وضعت كآخر سطر في أجندة أعضاء ائتلاف دولة القانون، فهم يحتدّون ويتعاركون من أجل البحرين وتحت أنظارهم يعيش أكثر من ربع العراقيين تحت خط الفقر، يحاربون من أجل استمرار نظام بشار الأسد ويتفرجون على الناس وهم أسرى احتياجاتهم، يزعقون في الفضائيات من أجل حرية الرأي في السعودية، ولا يحترمونها على أرض بغداد أو البصرة أوالانبار ، سياسيون لا يرون خلاص العراقيين من أزماتهم ومحنهم إلا في عقد مؤتمرات للقمة وبحث الملف النووي الإيراني ، والاستفادة من تجارب جزر القمر وموريتانيا في الصناعات الثقيلة 
السيد الخزاعي.. إن حماية الديمقراطية وضمان استمرارها وبقائها أصعب من تزويقها بخطب وشعارات، وبناء نظام ديمقراطى تنافسى متكافئ لجميع المواطنين، أهم من مناقشة حق إيران في امتلاك مفاعل نووي، وإلا فالناس ستبقى تطرح السؤال المهم:هل يمكن إنقاذ العراق من إفلاس دولة القانون؟ وكيف؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. DR ADIL FAILY

    THE NEXT ELECTIONS IN CASE OF NO FAKES FALSIFICATIONS AND MANIPULATIONS WILL GIVE BOTH MALIKI AND ALLAWI A LESSEN AND GIVE THEM BOTH THEIR REAL VALUE.THE NON RELIGIOUS GROUPS WILL MAKE CONSIDERABLE ADVANCES.THE IRAQI PEOPLE NEED ONLY TO LIBERATE THEMSELV

  2. المدقق

    اتعرف ايها الكويتب لماذا فشل العراق في ديمقراطيته ؟؟؟ السبب هو ان المالكي وائتلافه هم الوحيدون الحريصون على وحدة وسيادة العراق وهم الوحيدون الذين ساروا على درب الحق . اما بقية الكتل والاحزاب وجوقة الكتاتيب واشباه الاعلاميين فهم الشر بعينه لانهم يميلون كل

  3. ابو جعفر الساعدي

    هولاء ليسوا رجال دوله وانما هم تجار فاشلون لا علاقة لهم بالوطن

  4. مردان صفوت

    هل تستطيع سيدي تحديد جنسية السيد الخزاعي أذا كان عراقياً أو أيرانياً أو كندياً أو.....؟

  5. عباس حمدان

    دليل خراب البلد هو تسنم شخص مثل الخزاعي الذي لا يصلح لادارة دائرة حكوميه متواضعة نيابة رئاسة العراق وفي ضل غياب نائبين والرئيس , السياسيون والبرلمانيون والوزراء والمدراء لا يصلحون مدرسين بمدرسة ابتدائية .

  6. أبو هبة

    السيد علي حسين المحترم تحية و تقدير لمواقفك الوطنية والصادقة وانت تعبر بقلمك وآراءك معانات العراقيين من هؤلاء اللذين لا يستحقون ان يقدوا دابة ا، او يتحملوا مسؤولية شعب و أمة و تاريخ عريق للعراق العظيم ، للأسف هؤلاء الرعاع يحكموا العراق ، و يتحكموا بمصير

  7. أبو هبة

    السيد علي حسين المحترم تحية و تقدير لمواقفك الوطنية والصادقة وانت تعبر بقلمك وآراءك معانات العراقيين من هؤلاء اللذين لا يستحقون ان يقدوا دابة ا، او يتحملوا مسؤولية شعب و أمة و تاريخ عريق للعراق العظيم ، للأسف هؤلاء الرعاع يحكموا العراق ، و يتحكموا بمصير

  8. بنت العراق

    الحمد لله هذا التاريخ المزري لهؤلاء الجرذان كتب وطبع ليقرأه الشرفاء وأصحاب الغيارى والأجيال القادمة ليعرفوا من يحكمهم وتاريخهم الأسود الحمد لله رب العالمين لتكشفوا وتفضحوا المسيئين وأعمالهم الدنيئة للملأ وللعراقيين جميعا من هم هؤلاء ..

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram