الحركة التي قام بها النواب الممثلون لجبهة الحوار الوطني (صالح المطلك) ولعرب كركوك أمس لا أظنها كانت تعبيراً عن حميّة وطنية أو غيرة إنسانية. وما فعله هؤلاء أنهم انسحبوا من جلسة مجلس النواب احتجاجاً، كما قيل، على عدم موافقة رئاسة البرلمان على إدراج طلب في جدول أعمال الجلسات باعتبار حادثة الحويجة إبادة جماعية.
ما جرى في الحويجة، حتى لو كان كل ضحاياه من البعثيين وعناصر القاعدة، هو جريمة نكراء وُرطت فيها قوة من الجيش الذي ما كان له أن يقبل بالقيام بمهمة قذرة كهذه أو غيرها. ومع هذا فإنها ليست مما يُمكن تصنيفه في قائمة جرائم الإبادة الجماعية، (ليت القانون الدولي يقضي باعتبار كل جريمة يُقتل فيها عشرة أشخاص فما فوق جريمة إبادة جماعية)، ولا أظن ان صالح المطلك وجماعته وبعض النواب العرب عن كركوك جادون كل الجدّ في المسعى لاعتبار ما حدث في الحويجة جريمة إبادة جماعية.. الأرجح أنهم يمارسون نوعاً من الانتهازية السياسية لا علاقة له بحمية وطنية أو غيرة إنسانية.
لو كان صالح المطلك وجماعته والنواب العرب الكركوكيون بهذه الغيرة الإنسانية لكانوا عملوا على اعتبار الأنفال جريمة إبادة جماعية، وهي كذلك بالفعل. ولو كانوا بهذه الحميّة الوطنية لسعوا الى إدانة قمع الانتفاضة الشعبية في 1991 واعتبار ما جرى في المقابر الجماعية بوصفه جريمة إبادة جماعية، وهو كذلك تماماً.
دعونا من الأنفال، فضحاياها كرد، وصالح المطلك وجماعته والنواب العرب الكركوكيون يهرشون جلودهم كلما سمعوا باسم الكرد.. ودعونا أيضاً من انتفاضة آذار- نيسان 1991 لأن ضحاياها ممن يوصفون بالمعارضين لنظام صدام والمتمردين عليه، وما أدراكم ما نظام صدام بالنسبة لصالح المطلك وجماعته والنواب العرب الكركوكيين. هذا إذا لم نقل أيضاً إن معظم ضحايا الانتفاضة هم من الشيعة، وصالح المطلك وجماعته والنواب العرب الكركوكيون لديهم حساسية تجاه الشيعة تشبه حساسية أمثالهم من الطائفيين في المناطق الغربية، وتشبه أيضاً حساسية الطائفيين الشيعة تجاه السنة.
دعونا من الأنفال والانتفاضة، ولننظر في موقف صالح المطلك وجماعته والنواب الكركوكيين العرب من هذا النمط من الإبادة الجماعية الجاري منذ خمس سنوات وأكثر والذي راح ضحية له آلاف العراقيين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والمناطق.. إنها الإبادة الحاصلة باستخدام الجهاز المزيف للكشف عن المتفجرات.
لم نسمع ان جماعة صالح المطلك والنواب العرب الكركوكيين قد حرنوا داخل البرلمان أو انسحبوا من جلساته احتجاجاً على عدم اهتمام الحكومة والبرلمان بهذه القضية الخطيرة للغاية، خاصة وان هذا الجهاز لم يزل عاملاً في شوارع مدننا، أي انه ما برح يتسبب في موت أعداد من العراقيين يضافون الى من ماتوا سابقاً وهم أكثر بألف ضعف من ضحايا جريمة الحويجة.
إذا كان دم ضحايا الحويجة أغلى من دم ضحايا الأنفال وانتفاضة 1991 عند صالح المطلك وجماعته والنواب الكركوكيين العرب، فهل الأمر كذلك مع دم ضحايا الجهاز المزيف المتورط فيه بعض من الكبار في دولتنا، وهم (الضحايا) من مختلف قوميات العراق ودياناته ومذاهبه؟
دم .. ودم
[post-views]
نشر في: 13 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 7
DR ADIL ALI FAILY
LET FORGET THE WHOLE PAST WITH ALL OF ITS CRUELTY AND FROM NOW OWN WE MUST THINK OF ONLY THIS SENTENCE:[MAN QATALA NAFSAN KA ANNAMA QATALAL NASA JAMIA]
رائد الهاشمي
مقالة تقطر طائفية من أول كلمة الى آخرها ومع الأسف تصدر من صحفي مثقف مثل عدنان حسين والمفروض أن ننأى عن الطائفية ونحاربها بأقلامنا وأفكارنا وأفعالنا وننبذ كل ماهو طائفي أياً كان مذهبه-- ياأخي كفى وللنظر لوحدتنا ولأخوتنا ونترك هذه الأمور للجهلة وأعداء العر
المدقق
شعجب حجيت كلمة حق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ منين طلعت الشمس ؟؟؟؟؟
خليلو...
تحيةحميمة إلى الدكتور عادل الفيلي أرجو ألاّ تكون تعليقاتك على كتابات علي حسين وعدنان حسين عبارةعن soliloquy فليس كل قرًاء المدى يقرؤن الإنكليزية.وإن بقيت علىالكتابة بها فاستعمل .small lettrs.وشكرا جزيلاً إبن عمي العزيز
saad
كتابة تعليق
saad
مقالة تستحق القراءة والتحليل لكونها جاءت من كاتب طالما كان ناقدا لسياسات الحكومة واليوم تتطابق الرؤى مع الحكومة في هذا الموضوع ..... فهل هي المهنية والوطنية والمبدئية التي يتمتع بها الكاتب ام هناك شيْ اخر الايام ستثبت ذلك .
عطا عباس خضير
اوجزت واجدت تماما... المطلك ورهطه طائفيون بأمتياز ، كأقرانهم من الضفة المقابلة !!! انهم لايهرشون جلدهم الا عندما تذكر المقابر الجماعية وسموم الثاليوم وجدع الانوف وقطع الاذان والرقاب ووو ضحايا الجهاز المزيف . ليت حمية المطلك و اشعاعها المبارك وصلنا