اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > صيفنا اللاهب يغزو المواطنين وسط زحام الطرق وغياب الكهرباء

صيفنا اللاهب يغزو المواطنين وسط زحام الطرق وغياب الكهرباء

نشر في: 14 مايو, 2013: 09:01 م

هاهو الصيف يحل علينا ضيفاً ثقيلاً محملاً بمشكلات تفتقر إلى الحلول، وبهموم تضاف إلى هموم الواقع اليومي البائس الذي نعيشه . فصيفنا الآتي  بدرجات الحرارة الملتهبة والبعوض والذباب والحشرات الزاحفة والطائرة التي تخرج إلينا من تحت الأرض وتهبط علينا ،ت

هاهو الصيف يحل علينا ضيفاً ثقيلاً محملاً بمشكلات تفتقر إلى الحلول، وبهموم تضاف إلى هموم الواقع اليومي البائس الذي نعيشه . فصيفنا الآتي  بدرجات الحرارة الملتهبة والبعوض والذباب والحشرات الزاحفة والطائرة التي تخرج إلينا من تحت الأرض وتهبط علينا ،تطن بآذاننا طول الليل وتسلخ جلودنا سلخا دون أن نتمكن منها،ـ فتؤرق ليلنا وتزري بشيوخنا ونسائنا وأطفالنا وتذيقهم الأمرين. إضافة الى معاناتنا الأقسى مع الكهرباء والمولدات الأهلية ،و شح المياه الذي تشهده مناطق كثيرة من عاصمتنا. و الزحامات المرورية التي تضيق علينا الخناق وتتسبب بحالات انهيار وإغماء بيننا خاصة ساعات ارتفاع الحرارة وتجاوزها الستين درجة مئوية وغيرها . 

استعدادات مطلوبة قبل الصيف

معظم هذه المشكلات حلولها مرهونة بأداء الحكومة وبالإجراءات لتحسين الخدمات المقدمة للمدينة وبالاستعدادات التي يجب أن تتخذها لاستقبال موسم الصيف ولكن هذه المشكلات مثل غيرها لا تجد أذنا مصغية لمسؤول ولا إجراءات فاعلة لجهة رسمية ويظل الصيف واحدا حيث الهموم الكبيرة والعقبات المرة التي علينا مواجهتها ومعاناتها حتى ينتهي لنتمكن من تنفس الصعداء ونحن نحلم بالحلول التي ننتظر أن تتم في موسم الصيف القادم، ولكن دون جدوى لتستمر المعاناة موسما بعد آخر. 
مؤيد ناصر 54 سنة يقول: العام الماضي والذي قبله شهدت بعض المدن الأوربية ارتفاعا غير مألوف في درجة الحرارة حيث وصلت إلى 40 درجة مئوية . من طرفها قامت الجهات المسؤولة هناك بتنظيم فرق طبية تزور الأسر التي لديها شيوخ ومسنين وأطفال ومرضى لتتفقدهم وتطمئن على صحتهم ومعالجتهم داخل بيوتهم أو نقلهم إلى المستشفى إذا استدعى الأمر في حالة تعرض أي منهم إلى الإغماء أو الاختناق جراء الحرارة المرتفعة كما قامت بزرع النافورات في شوارع عدة من المدينة ليتبرد تحتها المواطنون .
عدو مصدره الطبيعة
هذا دليل على اهتمام الحكومة بمشكلة ارتفاع درجة الحرارة التي يواجهها مواطنوها بظرف طارئ ليس إلا . والسؤال هو ماذا لو كانت المشكلة دائمية مثلما هي عندنا ؟ يعاني منها المجتمع كل موسم صيف، ترى ماذا كانت ستفعل من استعدادات . ؟ فالصيف الحارق الذي يهل علينا كل سنة يجب أن نستعد له كي نخفف من معاناته بإجراءات تتكفل بها الحكومة، مثل توفير الكهرباء ورفع النفايات وتشجير الشوارع وإقامة النافورات وغيرها من الإجراءات ، ويكفي استمرار حالة الإهمال وتجرع معانات الصيف المتطرف كل عام ، بقسوته وآن لنا أن نتصرف بطريقة متحضرة في مواجهة عدو مصدره الطبيعة والمناخ ولا نترك الأمور على علاتها .
أطنان النفايات
أسعد محمد 42 سنة يقول : منذ فتحت عيني على الدنيا وأنا أرى أطنانا من النفايات تجثم في أماكن عدة من عاصمتنا تشوهها وتطمس معالمها. بعضها رفعت وبعد فترة عادت للتشكل من جديد ورجعت مثلما كانت عليه لعدم متابعة البلدية، والبعض الآخر ظل جاثما في نفس مكانه منذ عقود ، ووجودها كان ومازال يتسبب بالروائح الكريهة والمناظر المقززة . إضافة إلى أن هناك الحفر التي تتحول إلى برك في موسم الشتاء وتتحول إلى حاضنات لتفريخ البعوض والذباب والحشرات الزاحفة والطائرة تفقس موسم الصيف وتنتشر بشكل مرعب فتجعل من صيفنا جحيما لا يطاق .لذا فان رفع هذه الأطنان من النفايات وردم البرك وتسيير سيارات رش المبيدات يعد من الأمور المهمة للاستعداد لموسم الصيف .ولكن ما نراه قلة في عدد سيارات رفع النفايات وسوء بتنظيم تسييرها وعدم الاهتمام بطمر البرك ومكافحة الحشرات، مما يزيد من معاناتنا كل صيف ولا ندري متى نشهد إجراءات تتضمن حلولا جذرية لمشاكل يأتي بها صيفنا، وقد مضى على التغيير وتشكيل النظام الجديد عشر سنوات .؟
آليات البلدية
سلام مناتي 55 سنة يقول : للأسف الشديد عاصمتنا تفتقر إلى خدمات البلدية فهي تعاني من نقص في الآليات كما يبدو لذا توجب عليها تغطية جميع مناطق بغداد بخدمة النظافة ورفع النفايات بشكل يومي والتشديد على أصحاب البيوت والمحال على نظافة بيوتهم ومحالهم، ولا ننسى نشر الوعي الصحي بين المواطنين عن طريق الإعلام والفضائيات وتوضيح مدى خطورة غياب النظافة والأمراض الناتجة عنها، وتسيير سيارات رش المبيدات على البرك وفي الأزقة والشوارع وفي أماكن وجود النفايات ،ففي السابق كانت سيارات رش المبيدات مألوفة لدينا نتفاءل بها ونعدها ضمانة أكيدة لليال مريحة ونوم هانئ .
ظواهر مستهجنة
عماد فاضل 34 سنة يقول : غياب الرقابة البلدية والصحية أفسحت المجال للبعض للتصرف حسبما يشتهي، فمناطق بغداد وبدلا من أن تفوح منها رائحة الزهور ، بعض مناطقها تفوح منها روائح كريهة بسبب قطعان الأغنام التي يرعاها رعاة يجوبون أزقتها وشوارعها دون رقيب بلدي أو صحي ،كما إن أماكن القصابة في الهواء وبيع اللحوم بعيدا عن المسالخ الحكومية منتشرة في بغداد تحيطها فضلات الأغنام والدم المتخثر . ولا ننسى القذارات التي تعشش في أسواقنا الشعبية والروائح الكريهة التي تملأ أجواءها خاصة في فصل الصيف مما يدعو إلى لفت نظر الجهات البلدية والصحية إليها وإلزام أصحاب محال السوق بالنظافة تجنبا للأمراض التي قد تنجم خاصة في موسم الصيف.
درجات الحرارة المرتفعة والكهرباء
جمال عبد 47 سنة يقول : انقطاع الكهرباء وتلاعب أصحاب المولدات أو عدم كفاءتها تزيد معاناتنا وقت الصيف، فالكهرباء مشكلتها تكاد لا تنتهي فهي قبل أسابيع من بدء موسم الصيف تكون لا بأس بها ولكن ما أن ندخل أيام الحر تختفي أو تزداد ساعات انقطاعها، والوعود بزيادة إمكانياتها كثيرة ولا تعد أو تحصى وآخرها ما سمعناه إن هذه السنة ستكون نهاية لمشكلة الكهرباء، ونحن نرجو ذلك أما معاناتنا مع المولدات الأهلية فحدث ولا حرج فبعضها قديم ولا يتحمل شدة الحرارة التي تصل إلى مستوى كبير فتعطل كما إن بعض أصحابها يتلاعبون بأوضاع المواطنين فيلجأون إلى تعطيلها خشية العطب، فيقوم بفتح أجزائها (تفصيخها) أمام أنظار المواطن وغلق المولدة والاختفاء عن الأنظار لأيام عدة .لذا نرجو هذا الموسم أن تفي الحكومة بوعدها في إعادة الكهرباء ولو بنسبة 75 بالمئة وان تقوم بمتابعة عمل المولدات التابعة لمحافظة بغداد والأهلية على السواء والمساعدة في صيانتها من قبل متخصصين وبإشراف المحافظة وتزويدها بالوقود اللازم لكي تعمل بأداء جيد لسد الطريق أمام ذوي النفوس المريضة من أصحاب المولدات عن التلاعب والاحتيال وترك المواطنين في حيرة من أمرهم ،إلى جانب تفعيل عمل الكهرباء الوطنية للتخفيف من معاناة المواطن .
شح المياه
سعد إبراهيم 33 سنة يقول : توفر المياه في موسم الصيف ضروري جدا لتشغيل المبردات والاستحمام وغيره من الاستعمالات وإلا كان الشح سببا رئيسا في انتشار الكثير من الأمراض . ومما تشهده بعض مناطق عاصمتنا شح المياه أو انقطاعها لساعات طويلة خاصة في موسم الصيف، وهذا ما يمثل مشكلة كبيرة تضاف إلى معاناة المواطن جراء شدة الحر، فنقص المياه يدفعه إلى جلبه من مناطق بعيدة أو شرائه وهو كما قلنا تزداد الحاجة إليه في هذا الموسم ، لذا يعد العمل من قبل أمانة العاصمة على حل أزمة شح المياه في المناطق التي تعاني منها إسهاما كبيرا في رفع بعض معاناة مشاكل الصيف .
زحامات مرورية
وسن عمر 26 سنة موظفة تقول: الزحامات المرورية أيام الصيف منتهى المعاناة خاصة عند نهاية الدوام ووقت العودة إلى البيت بسيارات الأجرة ( الكيا ) واشتداد الحر، فهي لطول الانتظار في السيطرات تتسبب بالغثيان لدى البعض وبالانهيار والإغماء، لذا يجب التوصل إلى حلول ولو مؤقتة تقتصر على أيام الصيف وذلك بتقليص ساعات الدوام بشكل ملحوظ وحل جانب من الأزمة مثل العمل بنظام الفردي والزوجي وعدم التشديد على دفتر التواقيع في الدوائر وتعطيل الدوام في الأيام التي تتجاوز الحرارة درجة الستين وهذا ما هو معمول فيه في كل دول العالم فلماذا لا يطبق العمل فيه في بلدنا علما إن الحكومة تمنح أيام بعض المناسبات عطلة وتغض الطرف عن المتغيب خلالها .
تشجير ونافورات
قيس عبد الجبار 66 سنة يقول: الصيف عندنا لا يطاق خاصة بعد التغيرات المناخية التي شهدها العالم بسبب الفجوة التي كشفت طبقة الأوزون وتسببت بارتفاع درجة حرارة الأرض. ففي بعض الأوقات تتجاوز درجة الحرارة في بغداد الستين درجة ولا ننسى موجات الغبار الذي بات يهب علينا بسبب المنخفضات الجوية التي تتعرض لها صحراء بلد مجاور . وأظن إن من واجبنا مساعدة أنفسنا في التخفيف من وطأة شدة الحرارة التي نتعرض لها ، بتلطيف الجو عن طريق التشجير أو إقامة حزام اخضر حول عاصمتنا ،فهذا المشروع كثيرا ما سمعنا عنه وبالنسبة للحكومة لا ننكر إنها اهتمت بتشجير بعض المناطق ،إلا انه بقي عليها التأكد من نجاح حملتها وتعزيزها ، كما عليها إنشاء النافورات في كل مناطق المدينة في الساحات وأمام المجمعات السكنية ودوائر الحكومة وعند مفترق الطرق وداخل البنايات الرسمية، فالنافورات تحقق غرضين أولهما كما قلنا تخفيف وطأة الحر والغرض الثاني تحقق جمالية ورونقا للأمكنة التي تقام فيها.
مياه معدنية
هيثم فرحان 34 سنة يقول : في السنوات الأخيرة برزت ظاهرة ملازمة لبدء موسم الصيف تستمر حتى نهايته إلا وهي انتشار معامل صنع قناني المياه المعدنية وهي تعد ظاهرة صحية تغنينا عن ظاهرة نصب الاكواز(الحِب) في الشوارع والأزقة وشرب الجميع من قدح واحد وانتقال الأمراض . هذا الانتشار لبيع زجاجات المياه البلاستيكية في التقاطعات المرورية والأكشاك والمحال وأينما ذهبنا أسهم في التخفيف ولو بشكل جزئي من عطش الصيف ،بقي على الحكومة مهمة مراقبة عمل هذه المصانع والتأكد من استيفائها الشروط الصحية فبعض هذه المصانع بعيد عن رقابة الجهات الصحية حيث أقيمت في أماكن لا تصلح لأن تنتج منتجا يتعلق بصحة المواطن وبمكائن كيفما اتفق وان منتجها معبأ بماء عادي وبعلامة تجارية غير مسجلة لذا وتجنبا لأن تكون بعض هذه المنتجات من المياه سببا في انتشار الإمراض اقتضى على الجهات الصحية مراقبتها وتطبيق الشروط المقررة لإنشاء مثل هذه المصانع وإجراء الفحوصات اللازمة لمدى صلاحية المياه المصنعة وللغازات المستعملة في التعقيم .
مستشفياتنا والصيف
نهى سعدون 37 سنة تقول: في موسم الصيف تكثر أمراض معينة نتيجة التسمم الغذائي وتغير الجو من البرودة إلى الحرارة وبالعكس وخاصة في حالات انقطاع التيار الكهربائي ، منها مرض التيفوئيد والإسهال والتقيؤ وغيرها . وأكثر ما تصيب ،الصغار والأطفال الرضع مثل حالات الإسهال المؤدي للجفاف ومن ثم الموت في بعض الحالات، لذا يتوجب مراعاة معالجة هذه الأمراض وإعداد مستشفياتنا لاستقبال المرضى وتوفير المستلزمات المختبرية للتحاليل وإتاحة العلاجات اللازمة . فمما نشهده في مستشفياتنا، النقص الحاصل في العلاجات والأدوية وإهمال بعض الأطباء وعدم الاهتمام الكافي بمعالجة المريض الذي يقصد المستشفى . مما يضطر المريض الذهاب إلى العيادات الطبية الخاصة وتكبده النفقات التي قد لا يتمكن منها خاصة لمن يعاني الفقر ولديه طفل لا يقوى على تحمل المرض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الدكتور اديب الصالحي

    في منطقتنا محولة كنت طفﻻ في السنة الخامسة من عمري في ايام كانوا يسمونها حكم طاهر يحيى ومررت قرب اعمدة كهرباء وفوقه صندوق فانفجر وتطايرت النيران ففزعت وليت هاربا ومنذ ذلك اليوم وقد تعاقبت علينا الليالي والدهور وﻻزالت نفس محولة التي بتداء انجارانها من شهر م

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram