من خلال ما أفرزته مباريات دوري النخبة بكرة القدم توضح جلياً ان هناك أموراً لا يمكن السكوت عنها إطلاقاً ، بل هي من دفعت بالكرة العراقية الى ان تتأخر كثيراً مقارنة بمثيلاتها من دول المنطقة ، وهذه الأمور ناتجة عن ضعف الثقافة الكروية للأسف الشديد لبعض اللاعبين وبعض المدربين وطالت جمهور الكرة ايضا بنسب متفاوتة.
الأمر الذي استوقفني كثيراً ، هو ما حصل اثناء مباراة فريقي الزوراء وبغداد في الجولة الخامسة من المرحلة الثانية التي جرت على ملعب نادي الشرطة فلا أعرف كيف يعطي اللاعب لنفسه الحق ان يتمادى ويتطاول على لاعبي الخصوم والحكام وحتى الجمهور، وإني في استغراب تام كيف للاعب ينضوي تحت لواء المنتخب الوطني ان يتصرف ازاء حالة حصلت من قبل آلاف من الجمهور ويرد الكيل بمكيالين لذلك الجمهور من دون ان يُدرك ان تصرفه خاطئ تماماً ، وانه يجب ان يترفع عن تصرفات الجمهور وان اية خطوة يُقدم عليها تُحسب عليه كونه لاعب منتخب العراق؟
ما حصل خلال تلك المباراة يُجبرنا ان نقف وقفة جادة لنردع كل المسيئين سواء كانوا لاعبين ام مدربين ام جمهوراً، فللأسف ما تصرف به لاعب فريق بغداد والمنتخب الوطني أمير صباح خلال تلك المباراة أثار استهجان كل مَن شاهده وهو يرمي بقنينة فارغة على جمهور فريق الزوراء امام صيحات واستهجان ذلك الجمهور الذي أراد ان يوصله الى الحالة التي وصل اليها لينال جزاءه وهو الطرد من المباراة وهذا ما كان ينتظره جمهور الزوراء أزاء استفزازه لهذا اللاعب الذي يشكل مصدر خطورة في فريقه ومصدر قلق للاعبي وجمهور الزوراء من خلال أدائه واسلوبه العالي ليخسر فريقه خدماته إزاء تصرف طائش لا يمتُّ للاعب المنتخب الوطني بأية صلة.
لم يكتفِ لاعبو بغداد بهذا الطرد وبدلاً من ان يعوّضوا النقص العددي في صفوفهم اشترى لاعبهم الآخر حسين جواد البطاقة الحمراء برعونة تامة إثر ضربه لاعب الزوراء بتعمد بعد كان قد نال البطاقة الصفراء الاولى من خلال تصرف أهوج ايضا لتداخله مع لاعب الزوراء محمد احمد الذي لم يكن محتكاً به ، بل مع زميله علي عدنان، لأن قلة خبرة جواد وتصرفاته الصبيانية منحته الصلاحية التامة لأن يخطف البطاقة الحمراء مع سبق الإصرار والترصد ليحرم فريقه من اثمن ثلاث نقاط والطامة الكبرى التي استوقفتني كثيراً ان هذا اللاعب بعد اشهار البطاقة الحمراء بوجهه راح يترنح على راحته منتشياً بحالة الطرد التي تعرض لها وهو يتبختر في مشيته ليحاول تأخير الوقت، وما أثار استغرابي اكثر ان اعضاء ادارة نادي بغداد واعضاء الجهاز الفني فيه حاولوا اقناع هذا اللاعب بالخروج من الملعب بعد تقبيله وطبطبة أكتافه والتوسل اليه بدلا من ردعه وزجره كي لا يُعيد تلك الفعلة.
وللجمهور ايضا فسحة من مقالي ، فأقولها متأسفاً إن تحتوي ملاعبنا هكذا نوعية من الجمهور الذي يحاول أن يتمادى على كل مَن يراه أمامه من دون وجه حق فما بال جمهور الزوراء عندما حُرم فريقه من حق اللعب على ملعب الشرطة بعد صيحات الاستهجان لإدارة نادي الشرطة ولاعبيه وجمهوره ، لا أعرف ماذا كان يروم من تلك الصيحات وفريقه يخوض المباراة على ارض الشرطة وكذلك رميه لاعبي فريق بغداد بالحجارة والقناني الفارغة كرد فعل للاداء العالي الذي ظهر به فريق بغداد وتسجيله هدف السبق على الزوراء !
للأسف يبقى المسؤول الأول والاخير عن كل هذه التجاوزات اتحاد الكرة الذي دائما ما نراه يكيل بمكيالين ازاء جمهور الفرق فماذا ينتظر حتى يعاقب جمهور الزوراء كي لا تتكرر فعلته تلك التي جعلتنا نعيد حساباتنا كثيراً ، وكان عضو الاتحاد كامل زغير حاضراً لتلك المباراة مشرفاً ورأى بأُم عينه كل التجاوزات من قبل هذا الجمهور الذي احيانا ما نسميه نفــر ضال ، بل آلاف ضالة!
نــفـــر ضــــال أم آلاف ضــــالـــــة ؟
[post-views]
نشر في: 14 مايو, 2013: 09:01 م