اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > كل بيت بحاجة إلى غرفة طوارئ!..الأمم المتحدة تتوقع هبوب 300 عاصفة على البلاد سنوياً

كل بيت بحاجة إلى غرفة طوارئ!..الأمم المتحدة تتوقع هبوب 300 عاصفة على البلاد سنوياً

نشر في: 15 مايو, 2013: 09:01 م

تحدث معي وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة مما دعاه الى الاستعانة بكمامة طبية من اجل التنفس، لم يكن حاله  يوما هكذا بل ولم يصب بالربو أو التهاب القصبات الحاد إلا في العام الماضي وهذه السنة بدأت معاناته مع أول عاصفة ترابية هبت على العاصمة بغداد،حال هذا الش

تحدث معي وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة مما دعاه الى الاستعانة بكمامة طبية من اجل التنفس، لم يكن حاله  يوما هكذا بل ولم يصب بالربو أو التهاب القصبات الحاد إلا في العام الماضي وهذه السنة بدأت معاناته مع أول عاصفة ترابية هبت على العاصمة بغداد،حال هذا الشاب الذي يدعى أحمد البالغ من العمر العقد الثاني كان لا يسر عدوا ولا صديقا فهو ينتظر دوره من اجل الحصول على تنفس اصطناعي”أوكسجين”في ردهة الطوارئ التي امتلأت بالشباب والأطفال والشيوخ من اجل مساعدتهم على تجاوز أزمة الاختناق التي تسببها العواصف الترابية التي تهب طوال فصل الصيف ولم تسعفهم البخاخات الصغيرة.
أطفال ينتظرون دورهم
في إحدى  ردهات الطوارئ في مستشفى اليرموك  ليلة يوم الاثنين المصادف 14/5/2013، هناك الكثير من المصابين بأمراض الربو والتهاب القصبات الحاد و ممن يعانون كثيرا  من العواصف الترابية التي أصبحت مشهدا مألوفا في أجواء بغداد والتي يتكرر مشهدها إذ تضرب العراق عواصف رملية بشكل شبه يومي، المصابون بالاختناق كانوا يريدون إنقاذ حياتهم  عبروا عن حالتهم قائلين:"نموت ببطئ”حيث علقت إحدى النسوة التي كان طفلها الصغير البالغ من العمر سنة واحدة  الذي كان لا يستطيع التنفس فكانت تضع له كمامة الأوكسجين على انفه وفمه معا،هذا حاله كلما هبت عاصفة ترابية حتى إن كانت خفيفة الغبار، لأنه مصاب بالربو ولم يشف منه إلا بعد خمس سنوات وحسب تصريح الأطباء  في المستشفيات،فاستدركت تقول:ان هبوب العواصف الترابية المستمر وسكننا في منطقة حي العامل قرب الحي الصناعي لن يجعل ابني يشفى من الربو مضيفة انها تضطر الى ان تنتظر ساعات من اجل الحصول نصف ساعة أوكسجين بسبب كثرة المصابين بالاختناق الذين يرتادون الى المستشفى والأجهزة الموجودة لا تستوعب عدد الأطفال.
أمراض مزمنة
بينما قال الطبيب مظفر حسن اختصاص أمراض صدرية:أمراض الاختناق ومنها الربو أصبحت أمراضا مزمنة بسبب العواصف الترابية وكل بيت بحاجة الى إنشاء غرفة طوارئ تكون مخصصة لمثل هكذا حالات لان الغبار مستمر بغزو العاصمة تحديدا،التي تشهد زخما كبيرا من السكان، والمستشفيات المتوفرة لا تسد ولا تستطيع توفير حالات الإنقاذ التنفسية فالامراض الصدرية يكون بعضها خطرا وقد لا يستطيع المريض الانتظار من اجل الحصول على قنينة أوكسجين وكمامة تساعده على العيش واستنشاق الهواء وهذه الأتربة تؤثر في مرضى الربو ومرضى حالات المصابين بالتهابات حادة في القصبة الهوائية وحتى الذين يعانون من أمراض العيون وانها تتسبب بنقل الأمراض ومنها مرض الحساسية والأمراض الجلدية التي تنتقل من شخص الى آخر عن طريق التنفس بمعنى انها تكون معدية ونتائجها في اغلب الأحيان كارثية مميتة.
طفلة تموت بسبب الإهمال
هذه الحالة شاهدناها في مستشفى الفرات الحكومي الواقع قرب مطار بغداد والتي يعتصر القلب عليها ألما وحزنا  حيث لا يوجد غير قنينة  أوكسجين واحدة في ردهة الطوارئ،وحدثت مشاجرة بين عوائل المرضى وخصوصا من كان له طفل صغير أو حتى شيخ كبير، وكان المريض الذي بصحبتنا يكاد يتنفس بصعوبة وهو فاقد الوعي ولولا لدينا احد الأصدقاء هناك وساعدنا بالحصول على”سبق تنفسي”لكان توفي،أثناء رقوده هناك، جاءت امرأة تحمل بين ذراعيها،طفله ومازالت ملفوفة بلفتها البيضاء التي تبين انها حديثة الولادة وعندما دخلت أمها التي كانت تصرخ وتبكي  تتوسل، من اجل إنقاذ طفلتها لأنها تختنق"دخيل الله رح تموت بنتي”والسبب انهم يسكنون في بيت مفتوح ومتجاوز في احد أحياء حي الحسين الواقعة جنوب شرق بغداد،هذه الطفلة حملتها أمها مرة أخرى وبعد خمس دقائق فقط بشكل لا يمكن ان يوصف لأنها توفيت رغم اننا تركنا لها قنينة الأوكسجين فالمريض العائد لنا اخذ حصته كما يقول المثل من الحياة والأوكسجين لكن القدر كان أقوى من كل شيء، حالات لا توصف وتصيب العراقي بالإحباط والحزن جراء ما يعصف به من عواصف ترابية ومآسي لتنضم الى قافلة المصاعب التي لا تعد ولا تحصى.
غياب الكهرباء يزيد من الاختناق
 يقول عزيز ماهر  موظف يرتدي كمامة طبية  كلما خرج من البيت  وذهب الى دائرته وأحيانا حتى أثناء جلوسه في داره:ما يزيد من معاناة العراقيين الانقطاع في التيار الكهربائي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين يكون كافيا في صعوبة الحصول على هواء نقي،وعام 2013  هو عام  العواصف حسب ما سمعنا من الأنواء الجوية وهذا جعلنا نشتري صناديق من الكمامات وبخاخات التنفس خوفا من غلاء أسعارها فالطلب عليها سوف يزيد،  مضيفا انه كلما تهب العواصف الرملية يتعرض الى الأزمة بسبب صعوبة التنفس كما إن الكهرباء تأتيهم  ساعات قليلة فيكونوا مرغمين على فتح الأبواب والنوافذ لدى ارتفاع درجات الحرارة.
تحذيرات الأمم المتحدة
أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تطرق إليها في تقريره الدوري عن العراق الذي قدمه الى مجلس الأمن هذا العام، وتوقع فيه تعرض البلاد الى نحو 300 عاصفة ترابية سنويا.
المسؤول الأممي أشار في التقرير الى ان العراق أصبح بلداً مصدِرا للعواصف الترابية، ولم يعد يتأثر بها فحسب، وأكد أن تدهور البيئة في العراق بدأت تؤثر سلبا على القطاعين الاقتصادي والصحي فيه ، في حين أنه كان قد شهد هبوب 122 عاصفة ترابية خلال العام 2008 وعزا البيان تلك الظاهرة البيئية العابرة للحدود الى ازدياد التصحر وانحسار الغطاء النباتي، كما شدد البيان على الآثار السلبية الهائلة على التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والإقليمي.
 الى ذلك قلل المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي حسون من التقديرات المبالَغة في حجم العواصف الترابية في العراق، لافتا الى إن ارتفاع نسبة هطول الأمطار خلال الموسم الأخير، يشير الى تحسن في واقع الغطاء الأخضر وتثبيت التربة.
 وكالة ناسا ودجلة والفرات
وفي دراسة أخرى أعدتها ثلاثة مراكز بحوث احدها تابع لوكالة ناسا الفضائية إن الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية رصدت تعرض حوضي دجلة والفرات إلى فقدان كميات كبيرة من المياه العذبة”تنذر بالخطر”، مبينة أن ما فقدته المنطقة منذ 2003 وحتى الآن يوازي حجم البحر الميت تقريباً! لقد استندت تلك الدراسة على معلومات الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة ناسا التي جمعت على مدى سبعة أعوام من خلال تتابع التغيرات الحاصلة في الاحتياطيات المائية على النطاق العالمي والتي تسبب التصحر بمرور الوقت وزيادة العواصف الترابية
من جهته اعترف المتحدث باسم وزارة الصحة زياد طارق بان هناك المئات من الحالات تدخل المستشفيات في كل موجة ترابية ما يشكل عبئا إضافيا على المؤسسات الصحية، لكنه عد تصريحات أمين عام الأمم المتحدة التي حذرت من احتمال اجتياح 300 عاصفة ترابية العراق خلال السنة الواحدة بـ”المبالغ فيها"
 أين الحزام الأخضر؟
تعاني العاصمة بغداد من هبوب عواصف ترابية الى مناطقها بين فترة وأخرى بسبب عدم وجود حزام اخضر حولها، مما اشتدت المطالبة بتنفيذ هذا الحزام من اجل التخفيف من العواصف الترابية التي تضرب المناطق والتي تتسبب بحدوث حالات اختناق عديدة خصوصاً لدى المسنين وكل ذلك وحسب تصريح المهندس  الزراعي ناظم صالح  الذي أكد إن السياسات الخاطئة التي كان يتبعها النظام السابق  أسهمت في زيادة ظاهرة التصحر في العراق إذ تم القضاء على مناطق خضر كبيرة على الحدود لا يمكن تعويضها،فضلا عن سياسة تجفيف الأهوار التي كان لها تأثير سلبي على البيئة العراقية واتساع حجم المناطق الصحراوية،لذا يجب حث الأجهزة الحكومية والوزارات من اجل إيجاد الحلول لهذه الظاهرة عبر السير بثلاثة اتجاهات هي وجود رمال متحركة نريد تثبيتها و إنشاء مراع طبيعية وتوسيع الواحات الصحراوية عبر حفر الآبار وتكثيف الزراعة بجوارها.
أمانة بغداد تنفذ
يذكر إن أمانة بغداد عام 2012 صرح وكيلها للشؤون البلدية عن المباشرة بالمرحلة الأولى من مشروع الحزام الأخضر حول العاصمة من خلال بناء المواقع والأبنية لإدارة المشروع في شمال غرب بغداد.
أن”المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع الحزام الأخضر ستشمل زراعة المنطقة الممتدة بين مدينة العامرية ومدينة أبو غريب بما يعادل [19] كم"، مؤكدا أن”المسافة قليلة جدا بسبب قلة التخصيصات للمشروع".
وأضاف ان”المشروع يحتاج الى جهد أكبر وتنسيق اكبر لغرض الإسراع بالمباشرة بتنفيذ الحزام الأخضر خاصة والعراق اليوم يعاني من مشكلة زحف التصحر وموجات الأتربة المستمرة"، مبينا أن”مشروع الحزام الأخضر عند إكماله سيخلق جوا صحيا خاليا من هذه المظاهر”.
تكلفة المرحلة الأولية لموقع إدارة المشروع بلغ [180] مليون دينار عراقي وهذا المبلغ ضئيل إذا ما قيس بحجم المشروع الذي من المؤمل أن يحيط بالعاصمة بغداد من جميع جهاتها".
وان الهدف من المشروع مكافحة التصحر وزيادة المساحة الخضراء للمدينة وتحسين الجو وحماية البيئة وإنشاء مشاريع صناعية وسياحية مستقبلا وزيادة زراعة الزيتون والنخيل وإيجاد فرص عمل وإيجاد بيئة مناسبة وزيادة نحل العسل وإيجاد مصدر للإعشاب الطبيعية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram