هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبا
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 171 مسيرة مهاجم فرق كربلاء وصلاح الدين والزوراء والطلبة والصناعة والمنتخبات الوطنية السابق صاحب عباس الذي وُلِد عام 1973 ولعب مباريات دولية عدة، حيث سيجد فيها المتابعون الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بداياته
بدأ اللاعب صاحب عباس مسيرته الكروية في محافظة كربلاء من خلال اللعب مع الفرق الشعبية وتحديداً مع فريق الإزدهار الشعبي، حيث كان منذ بداياته متميزاً على جميع أقرانه، الأمر الذي مهد له فرصة اللعب مع نادي الجماهير الكربلائي حيث بدأ يؤكد جدارته الكبيرة مع هذا الفريق في كل مباراة ، وبعد ذلك قرر الانضمام إلى فريق صلاح الدين في موسم 1991 ـ 1992 وتمكن في مباراته الأولى في دوري الكبار مع هذا الفريق من قيادة فريقه إلى الفوز على نادي السلام بهدفين مقابل لا شيء كانا من تسجيله، لتكون بدايته متميزة للغاية ، وبعد ذلك واصل بروزه مع هذا الفريق بشكل ملحوظ جداً وبات من اللاعبين الذين يشار لهم بالبنان من قبل مدربي الأندية وكذلك من قبل النقاد إذ كان يسجل الأهداف ويقتحم المدافعين بكل ثقة.
وعند نهاية موسم 1992ـ1993 سُئل مدرب الزوراء المعروف أنور جسام في لقاء صحفي عن أفضل اللاعبين الذين أعجبوه في ذلك الموسم فقال وبالحرف الواحد إنه مهاجم صلاح الدين صاحب عباس ، وهذا (طُعم) لضمه إلى الزوراء حيث كان جسام معجباً جداً بقدراته الكبيرة وبالفعل قرر ضمه إلى الزوراء وتحمل الكثير من المجازفات أمام هذا القرار بعد أن رفضت إدارة صلاح الدين التحاقه بالزوراء.
وفي موسم 1993ـ 1994 بدأ أنور جسام بإعداد فريق الزوراء إلى مباريات الموسم الكروي الجديد وكذلك للمشاركة في بطولة الأندية الآسيوية وكان يعوّل على قدرات اللاعب صاحب عباس الذي أثبت علو كعبه في المباريات التجريبية التي خاضها الزوراء قبيل مغادرته إلى الهند لمقابلة فريق " أيست بنغال" ذهاباً وإياباً ، وكان صاحب عباس يسجل الأهداف بطرق جميلة للغاية في كل المباريات التجريبية، الأمر الذي جعل جمهور الزوراء يتعاطف معه كثيراً ويراه خير بديل للمهاجم الكبير احمد راضي الذي احترف في ذلك الموسم مع نادي الوكرة القطري.
مفاجأة غير سارة
لم تكن سفرة نادي الزوراء إلى الهند سارة لفريق الزوراء ولاعبه صاحب عباس، بل على العكس تحولت إلى كابوس مزعج جداً للطرفين، ففي المباراة الأولى تعرض الزوراء إلى أقسى خسارة في تاريخه بهدفين مقابل ستة، الأمر الذي جعل مهمته تكون صعبة في مباراة الإياب التي جرت بعد يومين من المباراة الأولى، إذ كان مطالباً بالفوز بأربعة أهداف حتى يتأهل إلى الدور اللاحق، لكنه حقق الفوز ولكن بهدفين، حيث حصلت إشكالية بين لاعبي الزوراء ومشرف المباراة أدت في النهاية إلى تسجيل اسم اللاعب صاحب عباس في قائمة مشرف المباراة كأحد اللاعبين الذين اعتدوا على حكم المباراة، بينما الوقائع تؤكد أنه بريء جداً من هذه التهمة.
وقد تجاوز الزوراء محنة الخسارة أمام الفريق الهندي وتمكن من إعادة هيبته في البطولات المحلية وكان اللاعب صاحب عباس احد صانعي هذه الهيبة عبر أهدافه الجميلة التي سجلها في بعض المباريات في بطولتي الكأس والمثابرة ، لكن المفاجأة غير السارة تمثلت بقرار الاتحاد الآسيوي بمعاقبته من النشاط الرياضي لمدة عام واحد حيث أثر عليه هذا القرار كثيراً برغم أن شيخ المدربين الراحل عمو بابا الذي حلّ محل أنور جسام المستقيل بعد العودة من الهند قد تمسك باللاعب صاحب عباس، لأنه كان يراهن عليه كثيراً حتى وصفه بأنه القوة الهجومية التي تستطيع تدمير كل القوى الدفاعية لأقوى الفرق.
بعد أن أنهى صاحب عباس العقوبة الآسيوية عاد إلى الزوراء مرة أخرى وحقق معه الكثير من النتائج الرائعة جداً منها الفوز بالدوري لأكثر من موسم وكذلك ببطولة الكأس، الأمر الذي مهد له الطريق للعب في صفوف المنتخب الوطني في عام 1996 بعد أن استدعاه شيخ المدربين الراحل عمو بابا إلى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك في تصفيات بطولة أمم آسيا التي جرت في الأردن وتمكن منتخبنا من حجز بطاقتها والتأهل إلى نهائياتها التي جرت في الإمارات في العام ذاته حيث خاض صاحب عباس في هذه التصفيات أول مباراة دولية في مسيرته الكروية ضد الأردن.
بعد ذلك تواصلت مسيرة اللاعب صاحب عباس مع المنتخب الوطني حيث شارك في نهائيات بطولة أمم آسيا في الإمارات وفي تصفيات كأس العالم عام1997، وبطولة جواهر لال نهرو في الهند عام1989.
وفي عام 2000 عاد اللاعب صاحب عباس من تجربة احترافية ناجحة مع نادي الأنصار اللبناني إلى الزوراء، إلا أن خلافاً حصل بين حمد ومشرف فريق الزوراء آنذاك من جهة وصاحب عباس من جهة أخرى أدى إلى ابتعاد صاحب عن الزوراء حيث توجه إلى نادي الطلبة الذي كان يدربه أنور جسام ، وتألق صاحب عباس مع الطلبة بشكل كبير جداً مما دعا مدرب منتخبنا آنذاك الصربي يوجه الدعوة له للانضمام إلى المنتخب من جديد، لكن أحد المشرفين على الفريق وجه الدعوة إلى لاعب آخر!
ثم جاءت مباراة الزوراء والطلبة التي حضرها ميلان وتألق فيها صاحب عباس وسجل فيها هدفاً رائعاً تم اكتشاف أمر المشرف، ليطلب ميلان مرة أخرى ضم صاحب عباس إلى صفوف المنتخب ، وبالفعل كان صاحب عباس من اللاعبين البارزين في المعسكر التدريبي الذي أقيم في تونس، لكن ما أن تم إبعاد ميلان وتسنم عدنان حمد المهمة خلفاً له قرر الأخير إبعاده عن المنتخب وسط استغراب زملائه اللاعبين لتكون هذه المشاركة هي الأخيرة في مسيرته الدولية حيث فضل بعد ذلك التوجه إلى الاحتراف الخارجي.
تجاربه الاحترافية
خاض اللاعب صاحب عباس العديد من التجارب الاحترافية ففي لبنان لعب مع فريقي النجمة في موسم 1998ـ 1999 والسلام زغرتا في موسم 1999 ـ 2000 ثم مع نادي الحسين إربد الأردني في موسم2001 ـ2002 ثم انتقل للعب مع الأهلي البحريني في موسم 2002 ـ 2003 وبعده لعب مع فريق الشباب البحريني ، ثم ختم مسيرته الاحترافية في موسم 2004 ـ 2005 ، وكان مع فريق البسيتين البحريني حيث حقق الكثير من الألقاب الفرقية والشخصية في رحلته الاحترافية منها حصوله على لقب هداف الدوري اللبناني مع نادي النجمة برصيد 14 هدفاً، كما حصل على لقب أفضل لاعب أجنبي في الدوري البحريني عام 2004 وحصل على لقب هداف الدوري البحريني في موسم 2002 ـ2003.
العودة إلى كربلاء
بعد أن أنهى رحلته الاحترافية في البحرين عاد من جديد إلى فريقه الأم كربلاء وحصل معه على لقب هداف الدوري ثم مثل نادي الصناعة وبعد ذلك توجه الى التدريب حيث أشرف على تدريب نادي الهندية مع زميله حسن عباس ثم كسر قرار الاعتزال وعاد للعب مع كربلاء قبل ان يودع الملاعب بصمت.
أجمل أهدافه
سجل العديد من الأهداف الجميلة منها لصلاح الدين في مرمى القوة الجوية وللزوراء في مرمى الميناء ومع المنتخب في مرمى باكستان وأيضاً في مرمى منتخب غانا.
أعز مبارياته
يعتز صاحب عباس بالكثير من المباريات التي لعبها مع الزوراء وخصوصاً المباريات التي كانت تجمع الزوراء مع فريقي الشرطة والطلبة، أما مع المنتخب الوطني فيعتز بمباراة العراق وغانا في نهائي بطولة لال نهرو.
مميزاته
يمتاز اللاعب صاحب عباس بالقوة والسرعة والتسديدات القوية والقدرة على اقتحام المدافعين ، وكان يمكنه أن يكون بوضع أفضل من الوضع الذي وصل إليه لو سارت الظروف معه بشكل طبيعي.
أبرز المدربين
عبد الإله عبد الحميد، أنور جسام، عمو بابا، يحيى علوان، عدنان حمد، عامر جميل وأيوب أوديشو.