دمشق/ (CNN) أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس الأربعاء، عن ثقته في أحراز الولايات المتحدة وروسيا تقدماً في دفع الأطراف المتناحرة في سوريا إلى طاولة الحوار بالمؤتمر الذي تسعى واشنطن وموسكو من خلاله إنهاء سفك الدماء في سوريا.وقال كيري،
دمشق/ (CNN)
أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس الأربعاء، عن ثقته في أحراز الولايات المتحدة وروسيا تقدماً في دفع الأطراف المتناحرة في سوريا إلى طاولة الحوار بالمؤتمر الذي تسعى واشنطن وموسكو من خلاله إنهاء سفك الدماء في سوريا.
وقال كيري، الذي التقى نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بالسويد، الأربعاء: "نحن واثقون بشأن الإتجاه الذي نتحرك صوبه، ونأمل بشدة أنه في خلال فترة وجيزة سيتم تجميع صورة كاملة، نأمل من خلالها أن يتاح للعالم فرصة تقديم بديل للعنف والدمار اللذن يحدثان بسوريا في هذه اللحظة."
ومن جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي، إن على جميع المشاركين في مؤتمر سوريا دعم المبادرة الروسية الأمريكية لتطبيق إعلان جنيف.
وشدد لافروف على ضرورة دعم المعارضة والنظام السوريين إلى مساعي موسكو وواشنطن لعقد المؤتمر الذي يهدف إلى إنهاء سفك الدماء في سوريا، مضيفاً: علينا أن نحشد الدعم لهذا المؤتمر، ويجب تعبئة جميع المشاركين الخارجيين في هذا الوضع وجميع الأطراف السورية."
وفي وقت سابق، أكدت المعارضة السورية، أن أي حل سياسي للنزاع في سوريا يجب أن يبدأ برحيل الرئيس، بشار الأسد، عن السلطة.
كما دعا وزير الخارجية الروسي، وبحسب وكالة "ريا نوفوستي"، إلى توسيع قاعدة المشاركين في المؤتمر لتشمل الدول المجاورة لسوريا واللاعبين الأساسيين في الإقليم.
ويهدف المؤتمر الذي اقترحه وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي،، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى البناء على الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الكبرى في يونيو/حزيران الماضي في جنيف.
من جانب اخر اجرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم امس الأربعاء تصويتا على مشروع قرار يدين السلطات السورية ويقبل الائتلاف الوطني السوري المعارض بوصفه طرفا في عملية تحول سياسي محتملة في البلاد.
وترفض روسيا -وهي حليف وثيق للرئيس بشار الأسد- مشروع القرار الذي صاغته قطر وبلدان عربية أخرى وتم توزيعه بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 193 دولة.
وقال دبلوماسيون غربيون إنه من غير المحتمل ان يفوز المشروع بتأييد نفس العدد من الأصوات التي نالها القرار الذي صدر العام الماضي وأيده 133 عضوا. ولا تملك اي دولة حق النقض (الفيتو) في الجمعية العامة.
وقال دبلوماسي غربي كبير في الأمم المتحدة طلب ألا ينشر اسمه "إني مقتنع أن كثيرا من الدول صوتت بالموافقة على هذا القرار لأنها رأت أنها تصوت لصالح الجانب الفائز." وكان يشير بذلك إلى القرار الذي صدر في أغسطس آب عام 2012. وقال "لم يعودوا يشعرون بهذا الاقتناع."
وأضاف قوله "والآن ظهر أيضا العامل الإسلامي الإرهابي الذي يثير كثيرا من الشكوك."
ويأتي تصويت يوم الأربعاء في حين تدرس حكومات أوروبا وواشنطن منافع ومخاطر تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح.
وقال دبلوماسي رفيع آخر في الأمم المتحدة ان مشروع القرار الحالي أقوى من القرار السابق الأمر الذي جعل روسيا تبعث برسائل إلى كل الدول تشكو فيها من أنه غير متوازن. وقال الدبلوماسي الذي طلب ألا ينشر اسمه ان روسيا حذرت أيضا من انها قد تعرقل الاستعداد لمؤتمر السلام في سوريا كما اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا.
ويرحب مشروع القرار الحالي بتشكيل الائتلاف الوطني السوري بوصفه "محاورا فعالا مطلوبا في عملية التحول السياسي."
ويستهجن المشروع "كل اشكال العنف أيا كان مصدرها."والاستمرار في استخدام السلطات السورية أسلحة ثقيلة والقصف وإطلاق النار من جانب القوات السورية على بلدان مجاورة وانتهاكات حقوق الانسان.
ويطالب المشروع السلطات السورية بالسماح بالوصول بلا قيد لفريق للأمم المتحدة لاجراء تحقيق بشأن مزاعم استخدام اسلحة كيماوية في الصراع. وتتهم الحكومة السورية والمعارضة بعضهما بعضا بتنفيذ هجمات بأسلحة كيماوية وينفي الجانبان الاتهامات.
ويرحب مشروع القرار أيضا بقرارات الجامعة العربية فيما يتصل بالحل السياسي لكنه لا يشير إلي موافقة الجامعة على حق الدول الأعضاء ي ارسال دعم عسكري إلى السوريين ليقاتلوا قوات الأسد.
ويؤكد المشروع مجددا تأييد الأمم المتحدة لوسيط الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي الذي وافق في الآونة الأخيرة على البقاء في دوره على الرغم من شعوره بخيبة الأمل للمأزق الذي وصل إليه المجتمع الدولي وحال دون اتخاذ مجلس الأمن أي إجراء لوقف الصراع.